ما الذي يجري في العالم ..؟؟؟

40
15591681_1501546759860165_380534122_n
حسين أحمد

حسين أحمد

منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، أو ما يعرف باسم ربيع المظلومين، والعالم يشهد تغيرات دراماتيكيّة سريعة نحو التكتلات، والانقسامات والتحالفات التي تعيد إلى ذاكرتنا تاريخ ومسارات ونتائج الحرب العالمية الأولى والثانية وتداعياتها، من تقسيم وهيمنة الدول الكبيرة، وكأنّ خرائط وبلدان جديدة ستظهر في المستقبل القريب، ولكننا كشعب كرديّ، ما يهمّنا تماماً من كل هذه المعمعة الكونيّة والحبكة السياسيّة والأمنيّة، التي يراد منها خياطة ثوب جديد لخارطة منطقة الشرق الأوسط، هو بكلّ تأكيد الكيان الكردي ووجوده كدولة قوميّة، فما مدى صحّة العبارة السياسيّة الرائجة إعلاميّاً (الشرق الأوسط الجديد )، وبرؤية ثاقبة وتحليلية وقراءة المشهدين السياسي والإعلامي الكرديين ومتابعتهما بدقة، ستظهر جليّاً كل هذه التحولات في المواقف الدوليّة، هذه التحولات التي من سماتها الحروب المفاجئة، والـ “مصطنعة” وتبدو سريعة على أكثر من مسار. حيث تحمل بين طياتها جوانب عدّة، فمنها سياسيّة وأخرى اقتصاديّة واجتماعيّة، حيث كانت الثورة السورية الفيصل في إظهار العديد من ملامح التغير إن صحّ التعبير، فيمكننا تصنيف الثورة السورية كثاني حدث يجري في التاريخ الحديث وخاصّة بعد الأحداث التي جرت في العراق 2003، وما ترتّب عليها، من دخول أمريكا الى العراق، وتقسيمه إلى كيانات مذهبيّة وقوميّة، فكان للكرد حصّتهم من تحقيق الحلم في الإعلان عن الفدراليّة، التي تمّ النقاش عليها مع المعارضة العراقيّة في الاجتماعات التي جرت في بريطانيا، ومن ثمّ في لبنان وكان آخرها في هولير، أمّا السؤال الأهم؛ هل سيشهد العالم ولادة دولة كردستان؟ التي لطالما راود الكرد كحلم مئات السنوات، ومن جانب آخر ما مدى صحّة انسياق واشنطن لاستخدام عبارة الشرق الأوسط الجديد، حيث أكّدت الإدارة الأمريكية السابقة بأنّه حان الوقت لإجراء عملية تغيير شاملة لمنطقة الشرق الأوسط، ورسم خارطة الشرق الأوسط الجديد سيكون مفتاح أمان لتحقيق استقرار سياسي واجتماعي، بهدف حماية المصالح الأمريكيّة في المنطقة، وفي صدارتها السيطرة على موارد النفط، وما يؤكّد مضي الإدارة الأمريكيّة في هذا الطريق هي مقال للخبير العسكري الاستراتيجي الأميركي ” رالف بيترس ” في شهر يونيو 2006، بعنوان ” الحدود الدموي – كيف يمكن رؤية الشرق الأوسط بشكل أفضل” حيث نشرت هذه المقالة في العدد السادس من المجلة العسكريّة الأمريكيّة، وتضمنت خارطة جديدة للمنطقة مفصّلة على أساس عرقي ومذهبي. أمّا المؤكد في هذا الطرح أنّه سيكون حكما متجاوزاً للتقاليد السياسية والمحرمات السابقة، عبر إقامة دولة كرديّة، والسؤال الذي يطرح نفسه؛ هل الصراع الخفيّ الحالي بين الدول العظمى هو للاستحواذ على مناطق نفوذ استراتيجية وكسب زعامة العالم اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً؟ وهل سوريا هي ساحة الصراع على تلك النفوذ؟

 أمّا بالعودة إلى ما يحدث في العالم من أحداث عديدة، هناك من الأحداث ما تستدعي التأمل في ماهيتها، وكيف حدثت وبأي طريقة فشلت؟، وأحداث أخرى كانت مخططة لها، ومن كل ما يحدث يمكننا استخلاص بعض الأسئلة التي تكون بحاجة ماسة إلى مناقشتها والبحث فيها، من قبل المهتمين بالشأن السياسي والإعلامي، بهدف إدراك أبعادها والدراية بها دراية واقعيّة ومن هذه الاسئلة: 1-هل ستبقى اتفاقية سايكس بيكو سارية المفعول لمئة عام أخرى أم انتهى مفعولها؟

2-هل فشل الانقلاب العسكري التركي كان بسبب تدخل جهات خفيّة وبدعم من الماسونيّة العالمية؟

3-لما لم تدخل دول مجاورة لتونس في زوبعة ثورات الربيع العربي كالمغرب مثلا، على الرغم من أنّ ما يجري في المغرب لا يقلّ واقعاً وممارسة لسلطة استبدادية؟!

4-هل قتل هذا العدد الهائل من البشر في الشرق الأوسط، وعلى مرأى ومسمع دول العالم مدروس ومخطط، وإن كان كذلك ما الهدف منه؟

 5-ما دور بريطانيا في كل هذا الصراع، ولماذا خرجت من المجموعة الأوربية في وقت كانت أوربا بحاجة ماسّة الى الدعم من بريطانيا لها؟

6-هل هذه التغيرات القادمة ستطال الدول الأوربية في الأحداث المقبلة؟

7-ما هو مصير ” داعش ” خاصة بعد التغيرات الجديدة، التي من الوارد أن تجري على خارطة المنطقة من قبل الدول التي صنعت تنظيم داعش لتكون أدوات لهذه التغيرات؟

إنّ التغيرات الجيوبوليتيكيّة آتية صوب الشرق الأوسط وسوف تجتاح منطقة بأكملها وستعصف بالأنظمة الاستبداديّة، التي صنعتها دول ذات المصالح الاقتصاديّة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وإنّ القادم من الأيام حبلى بتغيرات جذريّة على خارطة المنطقة، ممّا يوحي للشعوب التي كانت تعاني من القهر والظلم بظهور خريطة جديدة على الأرض، تحمل كيانات طائفية ومذهبية وقومية، ربّما تكون لدولة كردستان عنوان بارز ضمن خارطة الطريق التي ترسمها دول ذات القرار الاستراتيجي في العالم، ولا شكّ فيه أنّ الذي لم يتفهم هذه المجريات القادمة لكلّ هذه التغيرات إدراكاً دقيقا ًسيسقط من شجرة التاريخ، وسيخسر عقود أخرى من الزمن …

نشرت هذه المقالة في العدد 55 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/12/2016

15497547_1501479549866886_1444010399_n

التعليقات مغلقة.