مع فنان الكاريكاتير عصام عيسى
تلقـّيت تهديدات عبر رسائل من أسماء وهميّة يحذرونني فيها أن أكون أكثر حذراً في طرح مواضيعي
أحد أبرز فناني الكاريكاتير من جيل الشباب, مواليد مدينة الدرباسية 1987, نشأ وترعرع في مدينة الحسكة, ظهرت موهبة الرسم لديه في سنٍ مبكرة في المرحلة الابتدائية وتطوّرت في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
تأثر بالطبيعة الاجتماعية لمدينته ذات الخليط السكاني المنوع, لتكون المدرسة الملتقى الذي عايش فيها عن قرب ما كان يتعرض له الكرد من إقصاء وتهميش أثناء الفعاليات والنشاطات, وهذا ما ولـّد لديه رغبة حقيقة في إثبات ذاته الكردية من خلال خوضه غمار الفن.
ويوضح الفنان عصام عيسى أن بدايته مع فن الكاريكاتير انطلق من المقعد الدراسي, حيث كانوا يرسمون الأساتذة والمعلمات أحياناً في أشكال ساخرة دون أن يعلم أن ما يقومون به هو الكاريكاتير نفسه.
ويرى عيسى أن الرسم بالنسبة له هو مساحة الحرية الوحيدة التي يفرّغ فيها كل ما كان يصادفه من عراقيل في بيئته سواء الدراسية أو الاجتماعية وحتى السياسية في ظل النظام البعثي وأغلب رسوماته كانت سريّة يحتفظ بها لنفسه.
ويؤكد عيسى أن موضوع الارهاب والهجرة والمقاومة البطولية التي أبدتها المرأة الكردية في المعارك, وكذلك عمل المؤسسات الخدمية التابعة للإدارة الذاتية والأمور اليومية والحياتية كانت محط اهتمامه, لأن الفنان الحقيقي يجب أن ينتمي إلى الشعب ويكون قريبا منه, وهو الذي يتخذ من المواطن أساساً له, عدا ذلك فهو فنان “مسيّر” وليس فناناً حقيقياً.
وعن مدى حرية الفنان في التعبير أشار عيسى إلى تعرّضه لمشكلة عندما طرح في إحدى لوحاته معاناة المواطن في فقدان المواد الغذائية وغلاء الأسعار في روجآفا, واللوحة كانت عبارة عن كلب يلاحق مواطن في فمه عظمة, وتلقى نقداً من بعض الجهات وبعض المواطنين وكان ردّه حينها “أنه الواقع”, فلقمة المواطن باتت “مسروقة”, وهذه الحقيقة المرّة وخزت ضمير المواطن والمسؤول و”وخزتني قبلهم”, مشيراً إلى أنه تلقّى تهديدات عبر رسائل من أسماء وهميّة على صفحات التواصل الاجتماعي, لم ترقى إلى مستوى القتل, يحذرونه فيها بأنه يجب أن يكون أكثر حذراً في طرح مواضيعه, ولكنه لم يعرها أي اهتمام, فالفنان الحقيقي لا يخاف “وأنا لا أخاف” على حدّ تعبيره.
ويقيّم فنان الكاريكاتير عصام عيسى في نهاية اللقاء المقتضب الذي أجرتها معه صحيفة Bûyerpress أن الكاريكاتير الكردي يبقى مطروحاً رغم عدم وجود أية جهة راعية توليه الاهتمام المطلوب وتسلط عليه الضوء, منوّها أنه ” يبقى فناً موجوداً ذو فعالية, لطالما لعب دوراً مهما ً في توجيه السياسات, والحكومات”, مضيفاً أن ” فنان الكاريكاتير الكردي – مع تقديري لجميع الفنانين – وهم قلائل طبعاً, بعيدون اليوم عن أرض وطنهم, وأستغرب كيف يرسمون واقعاً لا يعايشونه. يجب أن يكون هناك ملتقى أو منتدى أو جهة راعية تجمع هذا الفن وتسلط الضوء عليه أكثر, وأن يكون هناك معرض مشترك يجمع فناني الكاريكاتير”.
نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 39 بتاريخ 2016/3/15
التعليقات مغلقة.