فوزة اليوسف: قرب عودة النظام إلى مناطق الإدارة الذاتية..إشاعات يتم الترويج لها من قبل وسائل إعلام مرتبطة بالنظام
فوزة اليوسف الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية للفيدرالية الديمقراطية في شمال سوريا لــ Buyer: قرب عودة النظام إلى مناطق الإدارة الذاتية..إشاعات يتم الترويج لها من قبل وسائل إعلام مرتبطة بالنظام، هدفها زعزعة الاستقرار في المنطقة
– لا يمكن التفكير بتفاهم مع النظام دون الروس نظرا لنفوذهم وموقعهم الحالي في سوريا، ومن الأهمية أن تلعب أمريكا دور الضامن في المفاوضات.
– بخصوص عودة العلاقات مع الديمقراطي الكردستاني(عراق) لا يمكن الحديث عن تغيير نوعي في العلاقة، لكن تم إبداء حسن النية من قبل الأطراف.
– لا صحة للتسريبات التي تتحدث عن اتفاق مع المجلس الوطني الكردي.
– حركة المجتمع الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي هي تنظيمات مستقلة وغير تابعة لأي حزب كردستاني، بما فيهم حزب العمال الكردستاني.
– نعم جرت صفقة بين روسيا و تركية على عدة مسائل، عفرين مقابل الغوطة، ومقابل شراء الأسلحة من قبل تركية وأيضا كانت هناك صفقات تجارية، وحتى استخباراتية.
– الحكومة التركية برئاسة أردوغان ترفض أي كيان سياسي يضمن حقوق الكرد، وما حصل في كركوك وموقفهم من استفتاء جنوب كردستان هو دليل على ذلك.
– ما يحصل في إدلب هو إما أن يقوموا بمحاصرتهم وتصفيتهم هناك، وأما انه هناك صفقة بين تركية وروسيا وهو إعطاء إدلب لتركيا مقابل صفقة جديدة.
أجرى الحوار: أحمد بافى آلان
بداية حبذا لو تعرفنا على السيرة الذاتية للقيادية الكردية السورية فوزة اليوسف؟
ولدت في مدينة الدرباسية التابعة لمنطقة الجزيرة، أتممت دراستي حتى الثانوية في نفس المدينة ثم بدأت دراسة كلية الحقوق في جامعة حلب، بسبب الملاحقات الأمنية من قبل مخابرات النظام اضطررت إلى ترك الجامعة، و كان هذا حافزاً لي كي اهتم بالسياسة أكثر وأنخرط في العمل السياسي. التحاقي بالحركة التحررية الكردية، كان لسببين أولهما كوني كردية وأعاني من اضطهاد وقمع نتيجة هذه الهوية، وثانيهما كوني امرأة ونحن نعيش في مجتمع يوجد فيه اضطهاد للمرأة إضافة للتمييز السلبي، هذان السببان جعلاني أرى أن الطريق الوحيد أمامي هو العمل والنضال من أجل هاتين القضيتين التي أعتبر نفسي جزءً منهما.
– لو نبدأ بالحديث حول مشروع المجلس التأسيسي لنظام الاتحادي الديمقراطي لروجآفا – شمال سوريا، أين وصلتم بخصوص هذا المشروع؟
كنّا قد قررنا أن يتم انتخابات المرحلة الثالثة في شهر آذار أو نيسان، إلا أن احتلال عفرين من قبل الدولة التركية ومرتزقتها والتطورات السياسية التي حصلت بعدها، أدت إلى تأجيل الانتخابات لوقت غير محدد، الآن يتم التوقف على المجالس التي تم انتخابها، وتمّ تنظيم لجان المجالس كما تمّ إخضاع أغلبية اللجان لدورات تدريبية مهنية ليقوموا بعملهم بشكل أفضل، هذه المجالس عقدت اجتماعها النصف السنويّ، ومازالت مستمرّة في عقدها. تعمل المجالس المنتخبة مع الإدارات الذاتية التي كانت موجودة، وهناك انسجام في آلية العمل، حيث تم وضع آلية عمل لكل المجالس واللجان، وأيضا تمّ تنظيم آلية عمل مشتركة بين المجالس المنتخبة وبين الإدارة الذاتية كي لا يتمّ ظهور فراغ إداريّ.
“الرموز يجب أن تحمى من قبلنا، إنها القيم المشتركة للشعب، لذلك المغالاة في الصور لا يعني إعطاء القيمة بالعكس تخفف من قيمتهم، كل شيء يجب أن يكون حسب المقاييس الأخلاقية والجمالية .كلما يتم المبالغة في الشكليات يتم فقدان الجوهر وهذا أمر يجب أن يتم تصحيحه“
– أيضاً لو نتحدث عن الأحداث الساخنة في الساحة السورية، وهي تقدم قوات النظام السوري في أماكن عدة وأهما في الجنوب السوري، قراءتكم لم يحصل؟
ما حدث في درعا أو في الجنوب حسب قراءتي، هو أنه كان هناك اتفاق دولي لدخول قوات النظام إلى تلك المنطقة، لأنه لم يكن هناك أية ردّة فعل من قبل أيّة جهة، حتى من قبل الذين كانوا يقومون بدعم الفصائل العسكرية هناك كتركية مثلا. يبدو أن عودة النظام يصبّ في مصلحتهم، وأشبّه هذه الحالة بما جرى في العراق، حيث تم الإبقاء على وضع هزيل للحكومة العراقية في التسعينات، لأنه بوضعه كان لا يشكل خطر لأحد، نفس الشيء بالنسبة للنظام السوري فقدانه لقوته يمكن أن يكون نقطة التوافق سواء بالنسبة لإسرائيل وللأردن وحلفائهم.
– برأيك، هل تقدم النظام السوري واستعادة الجنوب كان بفيتو أمريكي؟
كان هناك صمت أمريكي تجاه ما يجري وأربط هذا الشيء بما ذكرته في السؤال الثالث وهو الإبقاء على نظام في تلك المناطق دون أن يشكل خطراً على حلفائه هناك وذلك بضمان روسي كما يبدو.
– كونكم كما تعلنون دائماً بأنكم تعملون لصالح جميع فئات الشعب السوري، وبالتأكيد تملكون معلومات حول الصفقة التي جرت في الجنوب السوري؟
لا نملك معلومات بصدد الصفقة ولكن عند تحليل المشهد السياسي والعسكري، يمكن معرفة الخطوط العريضة، تقييمي هو أنه كان هناك رضى عام من قبل الأطراف بان يتم هذا التمشيط.
– نعود لنتحدث عن عفرين التي احتلها الجيش التركي أمام مرأى العالم، الصفقة التي جرت بين الروس والأتراك بشأن ذلك؟
نعم جرت صفقة بين روسيا و تركية على عدة مسائل، عفرين مقابل الغوطة، ومقابل شراء الأسلحة من قبل تركية وأيضا كانت هناك صفقات تجارية، وحتى استخباراتية.
– النظام مازال قويّاً وزحف بجيش كبير باتجاه الجنوب السوري واستطاع استعادة الجنوب، لماذا لم يتدخل جيش النظام السوري في مسألة عفرين؟
استعادة النظام للجنوب لم يكن بقوة ذاتية، وإنما اعتمد بريا على حلفائه من حزب الله وايران وجوياً من روسيا، لذلك النظام هو غطاء سياسي وعسكري و لكن القوة المتواجدة على أرض الواقع هي حقيقة أخرى.
– تسريبات كانت تتحدث عن الطلب الروسي بتسليم عفرين للنظام السوري وبأنكم رفضتم التسليم، وحصل ما حصل، برأيك ألم يكن الأفضل تسليم عفرين للنظام السوري بدلاً من الاحتلال التركي، وما يقوم به الآن في عفرين من قتل وتهجير وتغيير ديمغرافي؟
لا يمكن الجزم لأي درجة كان سيكون أفضل، لأن المكان والزمان مهمّ أحيانا في مسالة اتخاذ القرارات، أرى بأن الصفقة كانت منتهية بينهم، وأنها كانت ستتم بشكل أو بآخر.
– هل بالفعل كانت لديكم النية بالوصول إلى البحر وهذا ما كان يتخوف منع الرئيس التركي أردوغان فتنازل عن كل شيء لوقف التمدد الكردي نحو العمق السوري؟
نحن جزء من سوريا، فالبحر هو لكل السوريين، لذلك لا داعي للوصول إلى البحر، مسالة تخوف الرئيس التركي ليس كما تم الترويج له، الحكومة التركية برئاسة أردوغان ترفض أي كيان سياسي يضمن حقوق الكرد، وما حصل في كركوك وموقفهم من استفتاء جنوب كردستان هو دليل على ذلك، بالرغم من علاقتهم الطويلة الأمد مع اقليم كردستان أو القوى السياسية هناك لم يتردد في اتهامهم بالخيانة وقام بالتهديد ومساعدة الحكومة العراقية في قمع هذا الشيء وتركية كانت أول دولة وقفت رحلاتها إلى إقليم كردستان وفرضت الحصار الاقتصادي.
– لو نذهب قليلاً إلى الداخل، كيف ستؤول الأمور في تركيا بعد فوز أردوغان بكرسي الرئاسة؟
إلى أي درجة إطلاق كلمة فوز أردوغان ستكون صحيحة لا أعرف، لأن الانتخابات في تركية كانت مداهمة سياسية على أحزاب المعارضة ، وتمت عملية الانتخاب في ظل حالة الطوارئ والأحكام العرفية، اتفاقية “أردوغان- بخجلي” يعني اتفاق التعصب الديني مع التعصب القومي، وهذا يعني الفاشية بحد ذاتها ، لذلك كل شيء يشير إلى أن تركيا تسير نحو الانتحار وبأن الوضع في تركيا لن يكون إيجابيا لا اقتصاديا ولا سياسيا.
– حسب قراءتكم ومعلوماتكم هل لدى أردوغان النية باحتلال مناطق الإدارة الذاتية؟
نعم سياسة أردوغان في المنطقة لم تكن سياسة ديمقراطية، كان يمكن لتركية أن تصبح دولة رائدة في المنطقة في حال إذا قامت بحلّ القضية الكردية داخلها واتفقت مع الكرد في المنطقة، إلا أن الاستراتيجية التي اختارها كان الاتفاق مع القوى السلفية في المنطقة والأزمة الموجودة في سوريا يعود جزء أساسي منها إلى دعم تركية لتلك الفصائل التطرفية، وسيحاول أردوغان ان يستمر في سياساته هذه اذا لم يكن هناك ردع دولي.
– هل بالإمكان أن يلعب حزب الشعوب الديمقراطية دوراً مهماً في الساحة السياسية التركية تكون نتائجها لصالح مشروع الإدارة الذاتية؟
“الحكومة السورية بما فيها الرئيس والمسؤولين الآخرين يقومون بالإدلاء بالتصريحات بين فترة وأخرى بشكل تناسبي مع التطورات التي تحصل، أرى أن بعضها دعائية لتطمئن بعض الأطراف، وأحيانا تكتيكيّة للضغط وأحيانا يعبّر عن نيّته، لذلك تكون متناقضة مع بعضها لأنها لا تعتمد على استراتيجية، فهي تصريحات مرحلية وهذا هو سبب التغيّر المستمر في مضمون التصريحات”
حزب الشعوب الديمقراطية حقق انتصارا كبيرا، بالرغم من أن جميع أعضاءه القياديين كانوا في السجن، إلا أنه تمكّن من تجاوز عتبة الانتخابات، إن هذا الحزب هو الوحيد الذي يمكن أن يتحول إلى بديل في تركية، هناك ضغط كبير عليه حيث يتم يوميا اعتقال مؤيديه وأعضاءه لذلك لأي درجة ستساعده الظروف بهكذا دور فهو أمر صعب جدا.
– نعود مجدداً إلى الوضع السوري حسب رأيكم، ما الغاية من نقل وتهجير المدنيين والعسكريين من الأماكن التي يسيطر عليها النظام باتجاه إدلب؟
إما أن يقوموا بمحاصرتهم في إدلب وتصفيتهم هناك، وأما انه هناك صفقة بين تركية وروسيا وهو إعطاء إدلب لتركية مقابل صفقة جديدة.
– هل ستكون هناك مشاريع شبيهة بمشاريع فدرالية أو شيء آخر بخصوص إدلب، أو هل تنازل النظام فعلياً عن إدلب حتى يتم تجميع جميع عناصر الفصائل المسلحة مع عائلاتهم في إدلب؟
كل شيء وارد بالطبع، يمكن أن يتم طرح هذا الشيء مستقبلا ليس بالنسبة لإدلب فقط بل من أجل كل المناطق التي احتلتها تركية والمرتزقة التابعة لها إذا تأكدوا بأنهم سيفقدونها تماماً.
– مؤخراً، قامت الإدارة الذاتية بإزالة بعض الصور والأعلام من شوارع مدينة قامشلو، هل هو طلب أوربي وأمريكي، أم كما أعلنت الإدارة هي لتنظيم المدن من توزيع الصور والأعلام في كل الأماكن؟
تم نشر الكثير من الإشاعات بهذا الخصوص، إنه ليس مطلب من قبل أية قوة، لأن هذه الصور ليست جديدة وهذه القوى أيضا ليست جديدة في الساحة، كل ما هنالك أنه كان هناك حالة عشوائية بحيث يتم الصاق الصور في أماكن غير مناسبة، هذا بالإضافة إلى أنه استخدم البعض الصور والملصقات من أجل الدعاية التجارية وحتى استثمارها بشكل مناقض لأخلاقياتنا، لذلك كان لابد من تجاوز هذه الفوضى، على هذا الأساس تم اتخاذ القرار بتنظيم هذه الحالة.
الرموز يجب أن تحمى من قبلنا، إنها القيم المشتركة للشعب، لذلك المغالاة في الصور لا يعني إعطاء القيمة بالعكس تخفف من قيمتهم، كل شيء يجب أن يكون حسب المقاييس الاخلاقية والجمالية .كلما يتم المبالغة في الشكليات يتم فقدان الجوهر وهذا أمر يجب أن يتم تصحيحه.
– أيضاً كما تعلمين بأن الرئيس السوري هدّد قواتكم “قوات سوريا الديمقراطية” وحذركم بالتعامل مع الجانب الأمريكي، وفي تصريح آخر فتح المجال للحوار مع “قسد”، كيف تابعتم الأمر؟
الحكومة السورية بما فيها الرئيس والمسؤولين الآخرين يقومون بالإدلاء بالتصريحات بين فترة وأخرى بشكل تناسبي مع التطورات التي تحصل، أرى أن بعضها دعائية لتطمئن بعض الأطراف، وأحيانا تكتيكيّة للضغط وأحيانا يعبّر عن نيّته، لذلك تكون متناقضة مع بعضها لأنها لا تعتمد على استراتيجية، فهي تصريحات مرحلية وهذا هو سبب التغيّر المستمر في مضمون التصريحات.
– وفود من معارضة الداخل السوري، “معارضة النظام” كما تسمّى، زارت مؤخراً مناطق الإدارة الذاتية والتقت معكم، أهم النقاط التي تمت مناقشتها؟
كان مضمون النقاش التركيز على الحوار السوري السوري.
– أيضاً أنباء تتحدث عن قرب عودة النظام إلى مناطق الإدارة الذاتية، كيف تردين بشأن ذلك؟
هذه الأنباء تكثفت في هذه الفترة، وتم الترويج لها من قبل وسائل إعلام مرتبطة بالنظام، لا يوجد أي مقوم لهذا الشيء، لا يوجد أي اتفاق بهذا الخصوص، الهدف منه هو زعزعة الاستقرار في المنطقة.
– لو أمكن أن نتحدث عن آلية الحوار والمفاوضات مع النظام السوري بشأن إيجاد حل في مناطق الإدارة الذاتية، ما هي مطالبكم وماهي أوراقكم في التفاوض؟
مطالبنا واضحة صرحنا بها أكثر من مرة في وثائقنا و من الصعب أن أقوم بشرحها بالكامل، ولكن باختصار هناك حاجة لشكل دولة لا مركزية ونظام اداري جديد، فالدولة المركزية هي السبب الأساسي في الازمة، و يجب أن يتم ضمان حقوق كل المكونات الاثنية، القومية، الثقافية والعقائدية في سوريا، ضمان حقوق الشعب الكردي السياسية والثقافية والاقتصادية، وأن يتم ضمان المساواة بين المرأة والرجل.
– برأيكم إن حدث تفاوض هل سيقبل النظام بكم وبمطالبكم؟
هذه مسالة مفاوضات، في المفاوضات يتم النقاش على خارطة طريق، فلا يمكن الجزم من الآن بماذا سيقبل و ماذا سيرفض. إلا أنه بالعقلية الراهنة، دعكم من القبول بالمطالب أو عدم القبول، برأيي لا يوجد إرادة سياسية للتفاوض.
– الشكل الذي ستطرحونه في مناطق الإدارة الذاتية لو حصل تفاهم مع النظام مثلا هل ستكون إدارة ذاتية أم محلية أو جسم آخر لم يُعلن عنه بعد؟
إن طرْحنا الأساسي هو الإدارة الذاتية، وكلّ المشاريع الأخرى بما فيها الفيدرالية تعتمد على هذا المفهوم.
– الدور الأمريكي بشأن التفاوض مع النظام بشأن مناطق الإدارة الذاتية؟
سيكون من الأهمية أن تلعب دور الضامن في المفاوضات.
– أين سيكون الروس في حال تمت صفقة وتفاهم مع النظام في دمشق؟
لا يمكن التفكير بتفاهم مع النظام دون الروس نظرا لنفوذهم وموقعهم الحالي في سوريا.
– أيضاً لو حصل شيء من هذا القبيل مع النظام السوري، هل سيقبل فيه الجانب التركي، أم هناك تسوية وصفقة بشأن ذلك مع أردوغان؟
من الصعب أن يقبل الجانب التركي أيّة تسوية اذا لم يكن هناك ضغط دولي عليها.
– لو رفض النظام التفاوض ورفض مطالباتكم وعاد لاستعادة المنطقة بالقوة، كيف سيكون الرد، وهل أنتم جاهزون لمجابهة النظام مع الداعم الروسي؟
إننا نتّبع سياسة الدفاع المشروع وإذا تم الهجوم سندافع عن أنفسنا بالتأكيد.
– برأيكم، لو هاجم النظام أو الجانب التركي مناطق الإدارة الذاتية في شرقي الفرات، كيف سيكون الموقف الأمريكي من ذلك الهجوم، وهل سيقبل الأمريكان كونها كما تتحدث بعض التقارير أنها بدأت بالفعل بالتخلي عن المعارضة السورية؟
“هناك حرب نفسية تُمارس من قبل مخابرات النظام يجب أن يتم تجنّب التأثر من دعايتهم، دون تسوية سياسية لا يمكن أن تعود مؤسسات الدولة لمناطق الادارة الذاتية، أقول مؤسسات الدولة ولا أقصد النظام لأنهما أمران مختلفان، لذلك كل ما يتم الترويج له هو حرب نفسية يجب أن لا نقع ضحية لهذا الشيء“
لا يمكن التكهّن بهذا الشيء لأن المواقف تتغير بشكل مرتبط مع التوازنات السياسية الدولية والمصالح هي التي تحسم المواقف.
– حسناً، لو نتحدث عن مستقبل شرق الفرات بعد دحر وزوال تنظيم داعش؟
مستقبل شرق الفرات مرتبط بالوضع السوري بشكل عام.
– مطالبات دولية وأمريكية تدعوكم لفكّ الارتباط مع حزب العمال الكردستاني، هل أنتم تتبعون لحزب العمال الكردستاني أم أنكم تتبنون نهج مؤسس الحزب السيد عبدالله أوجلان؟
حزب العمال الكردستاني يقوم بالنضال من أجل حلّ القضية الكردية التي تعتبر من أعقد القضايا في المنطقة. هناك تأييد لنضاله هذا من قبل الكرد في روجآفا أيضا، كما هو موجود في الأجزاء الأخرى من كردستان، ولكن حركة المجتمع الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي هي تنظيمات مستقلة وغير تابعة لأي حزب في كردستان بما فيه حزب العمال الكردستاني.
– يتهمكم الجانب التركيّ دوماً بأنكم فرع للعمال الكردستاني في سوريا وأنكم ترفعون صور زعيم الحزب السيد أوجلان في كافة مؤسسات الإدارة الذاتية والأماكن العامة في تلك المدن والبلدات، لماذا لا تقطعون على أردوغان هذه الاتهامات؟
قضية الحكومة التركية ليست قضية الصور وإنما هي قضية رفضه لأي كيان سياسي يضمن حقوق الكرد.
– لو نعرج قليلاً إلى الوضع الكردي-الكردي، أيضاً هناك تسريبات تتحدث عن اتفاق بينكم وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني –سوريا(PDKS) دون المجلس الوطني الكردي، ما صحة هذه التسريبات؟
لا يوجد أي اتفاق ولا صحة لهذه التسريبات.
– ماهي مطالبكم للمجلس الوطني الكردي وللديمقراطي الكردستاني- سوريا، للبدء في الحوار وترتيب البيت الكردي؟
أولا يجب أن يعيدوا النظر في علاقتهم ومشاركتهم في الائتلاف السوري الذي قامت القوات الموالية له باحتلال عفرين ويقومون بتنفيذ الجرائم – يوميا – بحق شعبنا.
– هنا أود أن أسأل بأن مشاريعكم بعيدة كل البعد عن بعضها البعض، مثلا على أي أساس ستتحاورن أنتم وأحزاب المجلس؟
هناك نقاط كثيرة للحوار، اذا ما بدأ الحوار فيمكن أن تتقارب وجهات النظر.
– المجلس يريد “الفيفتي فيفتي” هل آن الأوان لقبول طلب المجلس الوطني للمشاركة معكم في الإدارة الذاتية؟
لم يطلب المجلس حتى الآن بالمشاركة بالإدارة الذاتية ولا يوجد شيء يمكن أن يتم تقاسمه “فيفتي فيفتي”، لسنا أصحاب شركة لنتقاسم المال، القوى السياسية تخدم الشعب، و هذه المطاليب متناقضة مع دور القوى السياسية.
– بات الشعب الكردي ومكونات المنطقة في مناطق الإدارة الذاتية تتخوف من عودة النظام إلى هذه المناطق، كيف تردين بشأن هذه التخوفات؟
هناك حرب نفسية تُمارس من قبل مخابرات النظام يجب أن يتم تجنّب التأثر من دعايتهم، دون تسوية سياسية لا يمكن أن تعود مؤسسات الدولة لمناطق الادارة الذاتية، أقول مؤسسات الدولة ولا أقصد النظام لأنهما أمران مختلفان، لذلك كل ما يتم الترويج له هو حرب نفسية يجب أن لا نقع ضحية لهذا الشيء.
– قيادات من حركة المجتمع الديمقراطي صرّحت أكثر من مرة في الأيام الأخيرة بأنهم يجب أن يكونوا جاهزين لأي خطر محتمل، الناس هنا تفهم بأنه بالفعل هناك مخاطر قادمة على مناطق الإدارة الذاتية، كيف تردين بشأن هذا الأمر أيضاً؟
نحن في منطقة وفي دولة تحوّلت إلى ساحة صراع دولية، سيكون من السذاجة أن نقول بأن المخاطر قد انتهت، لذلك يجب أن نكون على استعدادية دائمة للدفاع عن نفسنا.
– هل قوات سوريا الديمقراطية جاهزة لصدّ أي عدوان على مناطق سيطرتها؟
قوات سوريا الديمقراطية قامت بصد العدوان لحد الآن عن مناطقنا في شمال شرق سوريا، وهي مستمرة في خطها الاستراتيجي هذا، وستقوم بالطبع بصدّ أي هجوم يتم ضد المناطق التي قامت بتحريره.
أين وصلت علاقاتكم مع الديمقراطي الكردستاني (عراق)، خاصة بعد احتلال عفرين من قبل الجيش التركي، أنباء تتحدث عن عودة العلاقات من خلال لقاءات أجريت في هولير بين قيادات روجآفا وباشور؟
لا يمكن الحديث عن تغيير نوعي في العلاقة، تم إبداء حسن النية من قبل الأطراف.
– أيضاً أنباء تتحدث ربُّما عن حلّ لمنظومة حركة المجتمع الديمقراطي(Tev–Dem) وإيجاد جسم سياسي بديل، هل لديكم معلومات بشأن ذلك، ولو أمكن أن تشرحي لنا الجسم السياسي الجديد؟
هناك نقاشات في هذا الخصوص ولكن لم تحسم بعد.
– كيف سيكون مصير الأحزاب التي تشاركت في حركة المجتمع الديمقراطي(Tev–Dem))؟
عندما يتم إقرار التغيير سيتم مناقشة هذا الامر حينها.
– هل ستعود عفرين إلى أحضان أبنائها، أنباء عديدة تتحدث عن صفقات دوليّة ضخمة بشأن عفرين؟
المعركة في سوريا لم تنتهِ، وكل الاتفاقات التي حصلت يمكن أن تتغير وأن تؤدي إلى حالة جديدة وتخلق فرصاً جديدة، لا نعتمد بالطبع على هذه الاحتمالات، لذلك نحن من جانبنا سنقوم بالاستمرار في النضال من أجل تحرير عفرين سياسيا وعسكريا، ولكن إلى جانب ذلك فأننا يجب أن نستفيد من كل الفرص المتاحة.
نشر هذا الحوار في العدد /81/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/7/2018
التعليقات مغلقة.