في خضم التطورات العسكرية والتحولات السياسية المتسارعة والدراماتيكية التي حصلت، وتحصل في سوريا، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” في الثامن عشر من الشهر الجاري أن بلادها ستقوم بسحب ما يقارب نصف قواتها من سوريا، وذلك خلال الأشهر المقبلة في إطار عملية ما تسمى “تعزيز للقوات الأمريكية في سوريا”.
وعن تداعيات هذه التصريحات، خرجت الكثير من التساؤلات بين الأوساط الرسمية والشعبية، أهمها: “هل ستتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن حليفتها قوات سوريا الديمقراطية؟”، أم سيكون هناك ترتيبات تهم “قسد” ولصالحها مع الدولة التركية، ومع الحكومة السورية المؤقتة؟
هذه التساؤلات أجابت عنها ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية “سينم محمد” لموقعنا buyerpress الإخباري.
حيث أوضحت ممثلة مسد بأن هذه ليست المرة الأولى التي ترغب بها الولايات المتحدة الأمريكية في الانسحاب من سوريا و تعيد نشر جنودها أو سحب جزء منهم، إلا أنها تصطدم بواقع يفرض عليها البقاء في قلب الشرق الأوسط.
وأشارت بأن واشنطن تسعى إلى إعادة رسم خارطتها السياسية، والعسكرية في سوريا بما يتوافق مع مصالحها في المنطقة وضمان أمن شركائها الإقليميين.
ونوهت القيادية الكردية السورية حول وضع قوات سوريا الديمقراطية، بعد تلك التصريحات قائلة: “قسد أثبتت نفسها كحليف موثوق في محاربة الإرهاب، ولعبت دوراً أساسياً في سقوط دولة خلافة تنظيم داعش ومازالت تكافح للقضاء على أذرع التنظيم، وغيرها من التنظيمات المتطرفة”.
وأكدت بأن الوجود الأمريكي عنصر استقرار أمني في المنطقة وخاصة بعدما تم رصد تحركات تنظيم داعش الذي يستغل أي فراغ حاصل لإعادة تشكيل نفسه مرة أخرى.
وأوضحت الدبلوماسية “سينم محمد” بأن قوات سوريا الديمقراطية هي جزء أساسي من القوة المدعومة من التحالف الدولي، وفي مقدمتهم أمريكا، ولا يمكن تجاهلها. وقالت أيضاً: ” أن الحل السياسي في سوريا هو دولة مدنية ذات نظام حكم ديمقراطي تعددي لا مركزي”.
وأفادت السيدة “سينم محمد” بأنهم يتفهمون سياسية واشنطن، وذلك لترتيب توازن جديد في سوريا يرضي حلفاؤها في دول الجوار. وأوضحت أيضاً أن واشنطن ترسم سياساتها لضمان مصالحها، وللوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف المتحالفة معها، ومن ضمنهم تأمين حقوق حلفاءها الكرد.
وذكرت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن “سينم محمد” في ختام حديثها أن تحقيق أي استقرار نسبي في الشرق الأوسط بات أمراً ضرورياً للولايات المتحدة، و ذلك في ظل التطورات والتوترات العالمية الحالية والصراعات الكبرى التي باتت ذات أولوية قصوى لواشنطن .
التعليقات مغلقة.