كان من الأولى إدراج القضية داخلياً قبل إدراجها دولياً

31

 

رياض احمد(لو صدق العزم لتوضح السبيل)

لو أنّ النوايا كانت صادقة لكانت الحركة الكردية بدون استثناء أي (المجلسين وبقاياهما) لتوحدوا كفريق عمل في الهدف وتوظيف الطاقات والتعاون والتنسيق من أجل إحداث خطوات نوعية على الأرض هذا من جهة ومن جهة أخرى حتى نعطي رسالة لخصمنا بأنّنا رقمٌ صعب لا يمكن تجاهله أو الاستخفاف به كما فعل مندوب النظام في جنيف بشار الجعفري.

وهنا لا ألومهم لأن هذه الخطوات وهذه الوحدة -التي أعنيها- هي بحاجة إلى أشخاص حقيقيين

مالكين لأنفسهم، حيث يكون الشخص مستقلاً وذو إرادة حرة ويفكر من أجل مصلحته القومية  والوطنية، للأسف نحن نعيش أزمة القادة والقيادة لذا ليس من الغريب ما يحدث لنا اليوم من حصار وتجويع وتجهيل وتهجير هل هذا ماكنّا نعمل من أجله ؟؟!!

في الواقع الوضع الكردي هو وضع متردي من جميع النواحي السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعية والتربوية والصحية وأكرر وأقول لو كانت النوايا صادقة ؟!

لو فكرت الحركة الكردية بكيفية إيجاد مخرج لهذا الوضع السيء الذي نحن فيه لاجتمعوا ووضعوا استراتيجية وأهداف واقعية ممكنة التحقيق وبرامج سياسيّة واقتصاديّة واجتماعية وثقافية وتربوية كفيلة بإنقاذنا من هذا الواقع الذي نحن  فيه.

 للأسف بقيت هذه الحركة تغرد خارج سرب المجتمع الذي هي فيه وبقيت متفرجة عاجزة لا  تعرف كيف ستتصرف  ولم تكن لديها همّ سوى نفسها وبقاءها (بأنانيتها المفرطة ).

لذلك ما قامت به من أعمال  لم تغنِ  ولم تخدم الواقع الكردي على جميع المستويات وأكتفت بالنأي بالنفس والتنديد بالحراك الشعبي واتهامها بأنهم مرتبطون بجهات خارجية ينفذون أجندات إقليمية ودولية، فالعقلية الرجعية والمتخلفة خلقت هوة واسعة بين هذه الحركة وجماهيرها التي لم تعد تثق بها إلا فئة ضئيلة مُتسلِّقة وتبعية لا يهمها سوى نفسها ومصلحتها الشخصيّة.

هذه الحركة لم تعمل على وحدة الصف الكردي ولم يكن يشغلها يوماً الوضع السياسي والعسكري من أجل خلق معادلة على الأرض لتكون رقماً صعباً وطرفاً قوياً لتكون لاعباً حقيقياَ له وزنه في المستقبل في المحافل الدولية. أضاعت الوقت ولم تستثمره في تقوية الجبهة الداخلية الضرورية لتفعيل وحدة القرار السياسي واحتلال موقع فاعل في المنابر الدولية.

وبعد ضياع الوقت لم تأخذ العبر والدروس وكل ما فعلته كان  أسوء؛  وهو ارتهان قرارها لجهات إقليمية وللنظام  وبذلك لم يبقَ لها أي أرضية واليوم كل ما تفعله هو ايهام الشارع الكرديّ لاسترجاع شرعيتها وذلك على أن القضية هي شغلها الشاغل.

هذا الوضع الداخلي السيء والمتردي  أفقدنا  استقلالية القرار السياسي. ولم نفلح في إدراج القضية داخلياً فكيف يمكن إدراجها خارجياً وفي  المحافل  الدولية، وجدير  بالذكر أنّ العلاقات الدولية هي علاقة قوة وتوازن القوى ، ومن لا يملك القوة لا مكان له و لا  قرار .

أما مسألة حقوق الإنسان وحق تقرير المصير الشعوب هي مسائل سياسية استنسابية تعود للدول، تعترف بها كل دولة حسب مصالحها العليا .

لن نحصل على شيء في مؤتمر جنيف 3 لأنه سيتناول البنود الستة المحددة فيه ولن يضيف إليها أي بند آخر لأن مشاركتنا ووجودنا هو تحصيل حاصل لا أكثر لافتقاد الكرد  إلى وحدة الصف والهدف  وأن أي مكسب أو حق نحصل عليه يكون نتيجة قرار هذه الدول للوصول الى الغاية  المنشودة  وتجميل صورتها أمام الرأي العام العالمي و لتبرهن بأنها حامية للأقليات.

نشر هذا المقال في صحيفة Bûyerpress في العدد 37 بتاريخ 2016/2/15

13

التعليقات مغلقة.