مؤتمرات المعارضة السورية ..إلى أين؟

137

ازاد علوانكي
آزاد علوانكي

بعد توالي جملة من المؤتمرات الدولية لحل الازمة السورية تأتي آخرها مؤتمرين للمعارضة السورية إحداهما مؤتمر الرياض ومؤتمر ديريك أولهما في الخارج والثاني ولأول مرة في الداخل, تأتي أهمية هكذا مؤتمرات بالدرجة الأولى لتقارب وجهات النظر بالنسبة لسوريا المستقبل وشكل الدولة مستقبلا حيث يجب على جميع الأطراف الاتفاق على رؤية سياسية إن لم تكن موحدة فمتقاربة من اجل مستقبل سوريا ما بعد الخلاص من النظام القائم الذي يتوالى بعيد الخلاص من التنظيمات المتطرفة التي أطالت عمر النظام وحولت مسار ثورة شعب من اجل الحرية إلى ثورة دمار وخراب ومستنقع ألزم العالم برمته من اجل البحث عن حلول ردم هذا المستنقع الذي أصبح يهدد العالم اجمع.

إن هذه المؤتمرات تعزز أواصر العلاقة ما بين مكونات الشعب السوري وإصراره على حل الأزمة السورية عن طريق الحوار والمفاوضات ومحاربة الإرهاب للوصول إلى تغيير سياسي عام وحالة انتقالية مفروضة للسلطة والعمل على دستور ديمقراطي عن طريق الانتخاب , لتلبية إرادة المجتمع السوري بكافة مكوناته القومية والدينية والإثنية.

فمؤتمر الرياض للمعارضة السورية وبعد الانتهاء من أعماله حيث و لأول مرة اجتمع ضمن مؤتمر سوري معارض هكذا عدد من الأطراف المعارضة المتناقضة ,حيث إن الفصائل العسكرية توافقت مع القوى السياسية على بناء نظام مدني بعد المرحلة الانتقالية بالرغم من أن معظم الأطراف العسكرية قوى إسلامية لا تؤمن بالمدنية, حيث تأتي ايجابية هذا المؤتمر على المستوى الوطني السوري على اتفاق جميع الأطراف على مدنية الدولة وديمقراطية تداول السلطة وحقوق الإنسان وسيادة القانون وأهمها مكافحة الإرهاب حيث تخطى المؤتمرون وللمرة الاولى مسالة توحيد الموقف والحل إلى تشكيل وفد تفاوض مع النظام من اجل الاتفاق على المرحلة الانتقالية حيث كان هذا الموقف يعتبر خرق لمبادئ الثورة في وقت مضى؟ وكما احتوى المؤتمر على الايجابيات فلا يخلو من السلبيات أيضا وخصوصا عدم تمثيله الكل دون الجميع من أطياف الشعب السوري كما الكرد الذين تتجاوز نسبتهم 15%لم يمثلهم سوى ممثل وحيد وبعضهم ضمن الائتلاف .

وأيضا ضمن المشاركين من الفصائل العسكرية  فصائل متهمة بالإرهاب والبعض من الأعضاء الذين ليس لهم تمثيل في الشارع السوري لذلك حتى خروج المؤتمر بمقررات ايجابية يصعب ترجمتها على ارض الواقع كون مؤتمر الخارج يركن تحت مظلمة دولية ومحاور إقليمية متناقضة المصالح لذلك يكمن نجاحه وفشله بمدى تقارب المصالح والرؤى بالنسبة لتلك الدول والمحاور.

أما مؤتمر المعارضة في مدينة ديريك فيستمد قوته كونه المؤتمر الأول في الداخل السوري منذ بدء الثورة والذي يجمع تحت سقفه جزء من فسيفساء المجتمع السوري من أطراف قومية ودينية ومذهبية واثنية في ظروف صعبة وعصيبة تمر بها سوريا من عنف وإرهاب.

فقد اتفق هذا المؤتمر وتحت شعار من اجل بناء سوريا حرة ديمقراطية على تشكيل كيان سياسي باسم مجلس سوريا الديمقراطية لقيادة قواتها العسكرية (قوات سوريا الديمقراطية) ووضع حد لنزيف الدم جراء الفوضى التي أحدثتها آلة الدمار التابعة للنظام ومخلفاته من القوى الإرهابية .

وحيث أكد مؤتمر سوريا ديمقراطية على بناء سوريا ديمقراطية تضم جميع المكونات المجتمعية والكيانات السياسية والعمل على التغيير الديمقراطي الشامل لبناء نظام ديمقراطي والانتقال بالبلاد من العنف والاستبداد والتطرف إلى دولة القانون وبناء نظام سياسي تعددي لا مركزي.

إن إقامة هذه المؤتمرات ليست بايعاذ من أطراف المعارضة ولكن بقرار من القوى الإقليمية والدولية والمذهبية فكلا المؤتمرين أقيما بقرار من طرف داعم فمنهم من يقول بان مؤتمر الرياض بدعم تركي وسعودي وقطري أي ما يسمى بالمحور السني أما مؤتمر ديريك فبدعم من أطراف دولية داعمة لقوات سوريا الديمقراطية حيث عبر بعض القومجيين العرب على الإعلام بتخوفهم من مشروع انفصالي يعزز دور الكرد وبقوة في مناطق الإدارة الذاتية بدعم من أطراف لها وجود قوي ضمن سوريا

إن هذه المؤتمرات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة  لان هذه المؤتمرات تضع ضمن خططها لفترات زمنية مخطط لها كأولويات فلا يمكن العمل على الانتقال السياسي إلا بعد القضاء على الإرهاب وإنهاء مهمة الأطراف المتصارعة ضمن سوريا وإرضاء المحاور المتنازعة على الدخول والتمدد ضمن أراضي الدولة السورية لنفوذها ومصالحها وتضارب بعضها مع بعض حيث إن الدول والمحاور كثفت من لقاءاتها ونقاشاتها حول الأزمة السورية بعد ألتماسهم عواقب تصدير المشكلة إلى بلدانهم كأزمة المهاجرين التي أصبحت عبء ثقيل على دول الجوار وأوروبا وتمدد الإرهاب  حتى وصل تهديدها إلى أمنهم الداخلي, فهبوا بالإسراع لوضع الحلول لدرء وإبعاد خطر الإرهاب عنهم وعن مواطنيهم لوضع الحلول المناسبة للمؤتمرات القادمة حتى يتم توصيل المعارضة إلى وضع النضوج المصطنع دوليا.

ولكن في المرحلة القادمة كيف ستتم جمع كل هذه المؤتمرات ضمن مؤتمر واحد ورؤية واحدة يكون مؤتمر للخلاص من الوضع المزري القائم وإجماع جميع الأطراف على حتمية إنهاء القتال وإرساء السلام والحفاظ على الدولة السورية تحت البند السابع حيث ستكون المؤتمرات القادمة مؤتمرات توافق الدول الإقليمية على المحاصصات ضمن الدولة السورية فعلى سبيل المثال كيف ستخرج هذه القوى بدون قيود أو شروط بعد دفعهم فواتير ضخمة مستحقة على الوطن السوري فمن هنا يبدأ الحل بالتوافق الدولي على إستراتيجية إقليمية واضحة, ووعي وإدراك أن الحالة التي وصلت إليها سوريا ستنعكس على العالم اجمع ووبالا لن يتمكنوا من ردعه بسهولة حيث يقال بان كل ما يتفق عليه سيكون بإشراف أممي..؟  ومن هذه الأمم التي ستشرف على إعادة سوريا إلى عافيتها بعد أن تم انتهاك كل الأعراض الأخلاقية والإنسانية العالمية فيها ,وزرع فيها الحقد والبغض وكل الانقسامات الطائفية والقومية والاثنية والدينية والمناطقية وحتى العشائرية والاسرية هل سيتبنى كل طرف من الأطراف الدولية قسما من هذه الأقسام ؟؟؟؟؟؟؟؟

التعليقات مغلقة.