النص الكامل للحوار الذي أجرته صحيفة “Buyerpress”مع مصطفى مشايخ نائب سكرتير حزب الوحدة (يكيتي)

28

حسبما أفاد ممثلنا في الهيئة التحضيريّة لمؤتمر ديريك بأن المجلس لم يعد ذاك المجلس الذي كنا نعرفه, هناك حزب هو المهيمن وصاحب القرار وهو الـ (PDK-S) وسيتم إرسال الدعوة لهم.

– طبعا عند قيام أي كيان لا بدّ من توفير مستلزمات قيام مثل هذا الكيان, ويقينا الأستاذ حميد خبير وله تجربة عريقة, وعندما يصرّح بذلك فلأنه لم يرَ أي مقوّمات لقيام كيان مستقل كردي.

للأسف قرارات المجلس الوطني الكردي دائما متأخرة وبطيئة, لكنها سريعة في إصدار القرارات التي تسيء للقضية الكرديّة.

– في اتصالنا اليومي مع السيد السكرتير في مدينة عفرين اكّد أنهم باقون ولو على دمائهم وأرواحهم وسيدافعون عن عفرين بكل ما أتَوا من قوة.

بهذا الشأن أرسلنا رسالة لوزير الخارجية السعودي، مفادها أن الحاضرين في المؤتمر لا يمثلون كافة شرائح ومكونات المجتمع السوري, وكنا نقصد به ممثلي المجلس الوطني الكرديّ وباقي المكوّنات السورية.

– العقلية الاقصائية لدى الأخوة في حركة المجتمع الديمقراطي حال دون إعطاء نتائج حقيقية لانتخابات البلديات في عفرين.

برأيي إن المجلس الوطني الكردي “الحالي ” لم يوفّق في تحقيق أو تمرير الحقوق القومية للشعب الكردي في البيان الذي صدر, أوفي المداولات التي جرت بين المؤتمرين.

عند مناقشة الدستور سيتم توضيح تفاصيل هذه الحقوق, ولكن الآن بالخطوط العريضة تمّ تثبيت هذا الحقّ وعند مناقشة الدستور, ستُناقش التفاصيل.

هناك بعض الرفاق الذين أثّر عليهم الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا وحاولوا ببعض المكاسب والامتيازات سواء أكانت ماديّة أم حزبية جرّهم إلى مواقعهم.

– ننتقدهم ضمن لقاءات حزبية, وحتى في إعلامنا أيضاً, والغرض منها التطوير وإزالة السلبيات, ولن نتوانى في انتقادهم, لأنها تنصب في خدمة تطوير الادارة الذاتية.

قيل لنا فيما بعد أن الحزب الديمقراطي التقدمي واليكيتي كانا يودان اللقاء معنا, بينما الأحزاب الصغيرة وحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا (PDK-S) كانت ترفض هذا اللقاء.

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

حوار..

 

– حبّذا التحدّث –بداية- عن قراءتكم للبيان الختامي ومخرجات مؤتمر الرياض للمعارضة السورية؟

بخصوص مؤتمر الرياض, يقينا فأن المؤتمرات التي تُعقد في بعض الدول الإقليمية بخصوص الأزمة السورية تدل على وجود اهتمام من المجتمع الدولي بحل الأزمة السورية, التي طالت وحصدت أرواح الكثيرين من السوريين, بالتأكيد نراها بشكل إيجابي ولكن حقيقة فأن مؤتمر الرياض لا يمثل كافّة أطياف المجتمع السوري.

و مقررات المؤتمر بخصوص حقوق القوميات لا تفي بالغرض بالتأكيد, وهناك غموض بهذا الشأن, والمبرر لديهم هو إيجاد تسوية أو الانتهاء من الإرهاب وانهاء حالة الاستبداد المتمثلة بالنظام في البداية.

– كيف تنظرون إلى التمثيل الكردي في هذا المؤتمر؟

بالتأكيد التمثيل كان غير مقبولا, وبهذا الشأن أرسلنا نحن كتلة أحزاب المرجعيّة السياسيّة والحزب الديمقراطي التقدّميّ وحزب آزادي الكردستاني واتحاد الكتاب الكرد رسالة إلى وزير خارجية المملكة العربية السعودية مفادها أن الحاضرين في المؤتمر لا يمثلون كافة شرائح ومكونات المجتمع السوري, وكنا نقصد به ممثلي المجلس الوطني الكرديّ وباقي المكوّنات السورية.. وطبعاً التمثيل الكردي أيضاً لم يكن يفي بالغرض, كان ناقصاً لأن الكثير من الأحزاب الوطنية الكرديّة الموجودة على الساحة الكرديّة لم يكن موجودين في هذا المؤتمر.

– من وقف في وجه هذه الدعوات؟
صراحةً، لا أعلم من وقف في وجه الدعوات لباقي القوى, ولكن من المفترض ومن شروط إنجاح المؤتمر؛ حضور ممثلي كافة الفعاليات السياسيّة الكرديّة.

– هل نجح المجلس الوطني الكردي من خلال ممثليه بتثبيت الحقوق القومية المشروعة في الوثيقة السياسيّة في مؤتمر؟

برأيي إن المجلس الوطني الكردي “الحالي ” لم يوفّق في تحقيق أو تمرير الحقوق القومية للشعب الكردي في البيان الذي صدر, أوفي المداولات التي جرت بين المؤتمرين.

– ماذا تقصد بالمجلس “الحالي”؟

“الحالي” هو غير المجلس الوطني الذي تمّ تأسيسه في البداية, لأن أكثر الأحزاب المؤسسة له غير موجودين في هذا المجلس حالياً, مثل حزب الوحدة المعروف بنشاطه وتواجده الجغرافي وامكانياته, وكذلك الحزب الديمقراطي التقدّمي, والحزب البارتي, وحزب اليسار الديمقراطي, وأغلب الأحزاب المؤسسة لهم هم خارجه.

– إذاً، المجلس الوطني الكرديّ ماذا استفاد من مشاركته في مؤتمر الرياض؟
الاستفادة بالتأكيد لا يجب أن تكون ضمن الإطار الحزبي أو الشخصي, إنّما يجب أن تندرج في إطار ماذا حققوا للشعب الكرديّ, وبرأيي لم يحققوا هذا الهدف.

– هل حقاً مؤتمر “ديريك ” الذي شاركتم فيه كان مؤتمر المعارضة؟
لا ندّعي أنّه مثّل كافة المكونات والتيارات السياسية في المجتمع السوري, لكنّه المرة الأولى التي ينعقد فيها مؤتمر للمعارضة الوطنية السورية داخل سوريا وفي المناطق الخالية من النظام والقوى الإرهابيّة. المؤتمر الذي انعقد في مدينة ديريك كان فيها ممثلو أغلب مكونات المجتمع السوري من عرب وكرد وأرمن وآشوريين وتركمان وسريان, ولكن هؤلاء الممثلين ليسوا ممثلين لكافة مكوناتهم الحقيقية إنما يمثلون شريحة منهم.

– خالية من النظام أم محرّرة؟

محررة ممن؟ لا نستطيع أن نقول محررة, ولو استخدمنا هذا المصطلح يجب أن يكون هناك استعمار ونضال, وتحرير..!

– ماهي قراءتكم للوثيقة السياسيّة ومخرجات مؤتمر ديريك أيضاً؟
بقناعتي، المخرجات التي تم التوصل إليها, وخاصة بالنسبة لمستقبل سوريا, تنسجم مع طموحات الشعب السوري, والأهداف التي كنّا ننادي بها, أن تكون سوريا المستقبل ذو نظام ديمقراطي برلماني تعدّدي لا مركزي, أما بخصوص حقوق القوميات, فقد تم الإقرار بالاعتراف الدستوري بوجود القوميات الكردية والسريانيّة والآشورية وكافة المكونات الأخرى, وحل قضيتهم حسب القوانين والمواثيق الدولية, وهذا ماكنّا نطالب فيه.

– كان التمثيل الكردي هو الأكبر في مؤتمر ديريك, ولكنكم بالكاد استطعتم أن تثبتوا في الوثيقة السياسية الحقوق الدستورية للشعب الكردي والشعب الآشوري السرياني, ماهي تلك الحقوق الدستوريّة للشعب الكردي؟

بالتأكيد عند مناقشة الدستور سيتم توضيح تفاصيل هذه الحقوق, ولكن الآن بالخطوط العريضة تمّ تثبيت هذا الحقّ وعند مناقشة الدستور, ستُناقش التفاصيل.

-هل يتساوى الشعب الكردي والسرياني في نفس الحقوق؟
مهما كبرت أو صغرت القوميات, فنحن مع حقوقهم, بشكل المساواة, وكل قومية يجب أن تنال حقوقها حسب تواجدها في مناطقها.. طبعاً حزب الاتحاد السرياني – ومن خلال لقاءاتنا معهم- يطالبون بالحقوق القومية للشعب السرياني, ونحن مع هذا الحق, وحقوق كافّة القوميات.

– ماهي مطالبهم وحقوقهم القومية التي يطالبون بها؟

في سوريا المستقبل يطالبون بتمثيلهم في البرلمان كـ “كوتا” بدون انتخاب, لأنه لو جرى انتخاب فلن يحصلوا على أي تمثيل, وكذلك بقية المكونات, ونحن مع هذا الحق.

– من جهة يطالبون بدخول البرلمان عن طرق الكوتا, ومن جهة أخرى يطالبون بالحقوق القومية لهذا الشعب؟

الحقوق القومية لديهم تشمل الحقوق الثقافيّة والاجتماعيّة وممارسة كافة الشعائر الدينية.

– لم يطالبوا بأي كيان آثوري سرياني في سوريا المستقبل؟
بالتأكيد, وحتى نحن الكرد أيضا لا نطالب بكيان مستقل, إنما نطالب بالفدراليات ضمن سورية موحّدة.

– أقصد الفدرالية, لوحصل تقسيم في سوريا وكانت هناك فدراليات؟

إذا كان لديهم منطقة جغرافية بأغلبية سريانيّة, فلهم هذا الحق.

– حبذا لو تشرح لنا عن الدولة المدنيّة والديمقراطيّة واللامركزية في الوثيقة السياسيّة؟

تم الإقرار بأن تكون سوريا المستقبل دولة لا مركزية, ذا نظام ديمقراطي تعدّدي فدرالي, ولم تتم مناقشة اللامركزية وتفسيرها, بل سيتم تفسيرها في جلسات قادمة حين كتابة الدستور.

– ما هي أهم وأبرز المواضيع الخلافية داخل مؤتمر ” ديريك”؟

أهمها كانت الحقوق القومية للقوميات, وأخوة العرب كانوا يودون فقط تثبيت حقوق المواطنة للشعب السوري, فهم – حسب رأيهم- شعب واحد, ولهم حق المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات, أما نحن ككرد وسريان طالبنا بتثبيت الحقوق القومية لنا, والمكون العربي كان لديهم اعتراض, بدعوى أنّ هدفنا الآن هو محاربة النظام وانهاء الاستبداد وليس تثبيت الحقوق.

– هل طالبتم بالحقوق القومية للشعب الكرديّ فقط أم طالبتم بالحقوق المتساوية مع الشعب الآشوري والسرياني؟

باعتبارنا كنا ممثلون عن شعبنا الكردي فقد طالبنا بحقوقنا, ودعمنا مطالب حقوق القوميات الأخرى بشكل عام.

– صرحتم بأنّه كان هناك إجحاف بداية في تمثيل كتلة أحزاب المرجعية السياسية, كم كان التمثيل بداية ولاحقاً؟
بعد الإقرار أو الاقتراح أن يكون المجلس القادم عبارة عن 31 عضوا, وتمت المشاورات أن يكون لكل كيان اثنان, وطبعا بعض هذه الكيانات صغيرة, والغير متساوية, بينما الأحزاب المنضوية في كتلة المرجعيّة السياسية فيها أحزاب كبيرة ويمثلون الكثير من المناطق, ولهم منظمات في الخارج, شعرنا بأنْ تساوينا مع باقي التيارات إجحاف بحقنا, وقلنا ككتلة أننا لن ننسحب من المؤتمر, وسندعمه ولكن سنتنازل عن تمثيلنا, وبعد المفاوضات, قالو أن تمثيلكم سيكون بثلاثة, ونحن ككتلة ومنذ بداية المؤتمر كان شعارنا لا للفشل, ولن نكون سببا في إفشاله, وحتى لو تنازلنا عن تمثيلنا في الكتلة كان سيفسّر أن الكتلة انسحبت من المؤتمر.

– بكم مقعد طالبتم؟

كوننا خمسة أحزاب فطالبنا بخمسة ممثلين عن الكتلة في المجلس السياسيّ.

– هل هناك تواصل بين كتلة أحزاب المرجعية السياسية والمجلس الوطني الكردي؟

أبداً, ليس هناك أي تواصل لا من بعيد ولا من قريب مع المجلس الوطني الكردي وأحزابه..

– هي مقاطعة تامة إذاً؟

من طرفنا نمدّ لهم أيدينا, لأننا شركاء قضيّة واحدة, وفي خندق واحد, ولكن العقلية المسيطرة على المجلس الوطني حالت دون التواصل بيننا.

– من هم هؤلاء ذو العقلية المسيطرة؟
أثناء محاولاتنا لتفعيل المرجعية السياسيّة بذلنا الجهود لحل الخلافات واستئناف مباحثات المرجعية السياسيّة, حاولنا مع (Tev – Dem) وطالبناهم بلقاء لحل الخلافات والمسائل العالقة, هم لبّوا الدعوة واجتمعنا معهم, وقلنا أننا سنعقد اجتماعا استثنائيّا, وسيكون على جدول العمل فقط المسائل والخلافات التي بيننا, وكانوا مرنين ومتساهلين, وفي الوقت نفسه طالبنا الأخوة في المجلس الوطني الكردي بعقد لقاء, وأخبرناهم بموضوع اللقاء أيضاً, أخبرونا بأنهم سيعقدون اجتماعا لأحزاب المجلس, ويعطوننا فيما بعد الرد, اجتمعت أحزاب المجلس فعلا, ولكن بعد ساعتين ونصف اعتذروا عن اللقاء, إذا لديهم العقلية الاقصائية أو ” الفوقيّة” إن صحّ التعبير, وطبعا – حسبما سمعنا- كانت هناك بعض الأحزاب ضمن المجلس تود اللقاء معنا, وبعضها رفضت اللقاء بشكل قاطع, قيل لنا فيما بعد أن الحزب الديمقراطي التقدمي واليكيتي كانت تودّ اللقاء معنا, بينما الأحزاب الصغيرة وحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا (PDK-S) كانت ترفض هذا اللقاء.

– لم لم تتم دعوة المجلس الوطني الكردي إلى مؤتمر ديريك؟

ناقشوا في اللجنة التحضيرية الدعوات والجهات التي ستُرسل لها الدعوة, وحسبما أفاد ممثلنا في الهيئة التحضيرية بأن المجلس لم يعد ذاك المجلس الذي كنا نعرفه, هناك حزب هو المهيمن وصاحب القرار وهو الـ (PDK-S) وسيتم إرسال الدعوة له, وكذلك بعض الأحزاب الأخرى, ولكن كانت لديهم قناعة بأنهم لن يوافقوا ولن يحضروا, لذلك لم يرسلوا الدعوة رغم أن اسمهم كان مندرجا في قائمة المدعوين, وكنا موافقون على إرسال الدعوة لهم, لكن الدعوة لم تُرسل.

– أعلنتم في الكتلة عن مسودة مشروع لبناء إطار سياسيّ, ماهي أهم الرؤى السياسيّة؟
أهمّها استقلالية القرار الكرديّ, والانطلاق من الأرضية الوطنية الكرديّة السوريّة, وكذلك البعد عن الأجندات والإملاءات والوصاية والتخندق والمحاور, مع تقديرنا لكل الأطراف الكردستانيّة, وخاصة أننا روجآفايي كردستان, أو في كردستان سوريا بأمس الحاجة إلى دعم ومساندة أشقائنا في باقي الأجزاء الأخرى.

-هل يحتاج المناخ السياسي الكردي في روجآفا الى إطار سياسي ثالث مثلا؟

طبعا نتيجة الوضع القائم في سوريا والفوضى القائمة والمأساة والنفق المظلم, بالتأكيد هناك شلل في الحركة الوطنية الكردية أيضاً, لا بد من وجود اصطفافات أخرى وبعد تجربة خمس سنوات من النضال ضمن المجلس الوطني الكردي أو حركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) وخاصة المجلس لم يحقق أي مكاسب للشعب الكردي, فكان من الضرورة تشكيل كيان سياسي آخر.

– تحدثت عن مؤتمر “الرياض” والرسالة التي وجهتموها إلى وزير الخارجية السعودية، ماهي الأسباب الرئيسية التي منعت دعوات أحزاب كتلة المرجعية السياسية لمؤتمر الرياض برأيك؟

ليس لدينا معلومات, من الذي وقف عائقا لإرسال الدعوة للكتلة السياسية, وربما نحن ككتلة أدائنا كان ضعيفاً كوننا كنا في مرحلة التأسيس, وربما هناك أيادٍ داخلية واقليمية منعت هذا الشيء- لأننا لسنا ضمن محاور – مثل تركيا لأنه لسنا مثل الائتلاف وليس لدينا علاقات لا قريبة ولا بعيدة مع النظام التركي ولا مع المملكة العربية السعودية, وليست لنا علاقات مباشرة مع الأحزاب الكردستانية في اقليم كردستان, ولكن عند إعلان التأسيس وإنشاء هذا الكيان والإعلان عنه سنتواصل مع كافة القوة الكردستانية للتعريف بكتلتنا وبسياستنا وسنمدّ لهم يد الأخوّة.

– لم حاولتم قبل انعقاد مؤتمر الرياض أن تتواصلوا مع الدولة المضيفة مثلا أو مع إقليم كردستان أو مع جهة دولية لكي تحضر أحزاب الكتلة هذا المؤتمر؟

هذا تقصير من الكتلة, لم تتواصل مع أي جهات إقليميّة أو دوليّة, وأذكر عندما كنا في ضيافة الاتحاد الوطني الكردستانيّ تواصلنا مع عدة جهات دولية, وتمّ تعريفهم بسياستنا ككتلة كردية وبأننا الآن لسنا أعضاء في المجلس الوطني الكردي ولسنا اعضاء في حركة المجتمع الديمقراطي, وأننا نمثل التيار الوطني الكردي السوري وننطلق من أرضيتنا الوطنيّة السوريّة.

– هل هناك أحزاب أخرى يتم الآن التباحث معها للدخول في الإطار الجديد لأحزاب المرجعية السياسية؟

– نعم, شكّلنا لجان ونتواصل مع الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وبعض الكيانات الموجودة على الساحة, تم  اللقاء مثلا مع حزب آزادي الكردستاني, ومع صوت المستقلين والمبادرة الوطنية, وبعض المنظمات النسائية وبعض الحركات الشبابية, وهناك بعض الأحزاب الأخرى التي تواصلت معنا للمشاركة في هذا الكيان الجديد, وهي أحزاب قريبة من الإدارة الذاتية وحركة المجتمع الديمقراطي ومرخصين من قِبلهم, مثل بعض الأحزاب التي تم تشكيلها في فترة الأزمة السورية, وحزب الشغيلة وحزب التجديد, وسيتم دراسة ومناقشة وضعهم للانضمام للكتلة, أما حزب آزادي الكردستاني فنحن طالبناهم وأبدَوا ارتياحهم , وسيتم مناقشة الدعوة فيما بينهم في مرجعيتهم .

-هل هنالك أحزاب من داخل المجلس الوطني الكردي تباحثتم معها بخصوص انضمامها الى الإطار الثالث أو هم تواصلوا معكم للانضمام إلى المرجعيّة؟

حتى الآن لم نوجّه أي دعوة لهم, وهم أيضا لم يبدوا أي تواصل.. طبعا هناك بعض الأحزاب في المجلس نحن مرتاحون لهم, ونود أن يشاركوا النضال في المستقبل, وطبعا نرغب أن يشاركنا الجميع.

– حبّذا أن تسمِّي لي أحزاب أنتم ترتاحون في العمل معها, إنْ كانت هي ترضى بالخروج من المجلس الوطني الكرديّ والدخول في الإطار الثالث؟

أنا، لا أرضى أن يتم تفكيك أي كيان كردي إلا أن نذهب جميعا إلى إطار شامل, أمنياتنا أن تكون كافة فصائل الحركة الكردية ضمن إطار واحد, بالتأكيد هناك بعض الأشخاص والأحزاب لها أريحية أكثر من غيرها.

– سمّ بعضها؟

ناضلنا مع أغلبهم, مثلا الديمقراطي الكردستاني- سوريا كنا معا في البارتي, وناضلنا سنوات طويلة سويّة, وكنا في تحالف, وكنا في المجلس الوطني الكردي, شخصيا كنت أنا مرتاح لكافة أعضاءهم الموجودين, وكذلك نحن واليكيتي كنا حزبٌ واحد في حزب الوحدة , وكذلك أنا شخصياً مرتاح مع حزب المساواة برئاسة الاستاذ نعمت داوود, والحزب الوطني بقيادة السيّد طاهر سفوك.

– أنتم الآن خارج المجلس الوطني الكردي وبحسب بعض الجهات وبعض وسائل الإعلام أنتم محسوبون على حركة المجتمع الديمقراطي, أين أنتم الآن تحديداً؟

– نحن في ساحتنا وبين الجماهير, وموجودون في كافة المناطق الكردية, ومنظماتنا في كافة الدول التي يوجد فيها شعب كردي, ونحن ضمن الجالية الكردية في الخارج.

-هل مازالت هنالك علاقة سياسية بين أحزاب كتلة المرجعية السياسية وهولير؟

– حتى الآن لا يوجد أي تواصل بيننا وبين أي حزب آخر بين أحزاب إقليم كردستان ولا حتى السليمانية, كان هنالك دعوة من قبل الأخوة في الاتحاد الوطني الكردستاني, كانوا يودون معرفة المشكلة التي حصلت في المجلس الوطني الكردي, كونهم الجهة الدَّاعمة للمجلس الوطني الكردي.. وتم اللقاء أيضا مع حركة كوران وطالبناهم بأن يلعبوا دوراً في تفعيل المرجعية السياسية الكردية.

– كانت هناك دعوة رسميّة من قبل الاتحاد الوطني أما كوران فلم تكن هناك دعوة؟

كلا, لم تكن هناك دعوة, وإنما نحن طالبناهم بلقاء.

ولماذا لم تطالبوا الديمقراطي الكردستاني(عراق) في هولير لعقد لقاء؟

حاولنا التواصل, وتواصلنا للقاء مع رئيس اقليم كردستان, وكان فخامته حينذاك في جولة خارجية, ولم نتمكن من اللقاء, وحاولنا اللقاء مع مسؤول ملف كرد سوريا الأخ كمال كركوكي أيضاً, وطلب إرسال الأسماء والأحزاب الممثلة في هذه الكتلة, وأرسلنا لهم أسمائنا وأسماء أحزابنا على الايميل, ولكن لم يتم التجاوب معنا, ولم يلتقينا.

-هنالك مباحثات – حسب بعض الكتابات ووسائل الإعلام – مع التقدمي للدخول إلى جسم المرجعيّة السياسيّة أو ربمّا لقيادة هذه الكتلة؟

عقدت أحزاب الكتلة قبل انعقاد المؤتمر اجتماع رسمي مع قيادة الحزب الديمقراطي التقدّمي وشرحنا لهم سياسة هذه الكتلة والهدف المنشود لتشكيل إطار سياسي, وأبدينا رغبتنا بانضمامهم إلينا, وبالتأكيد صرّحوا أنهم الآن أمام انعقاد المؤتمر, وسيتم التباحث حول كافّة القضايا المتعلقة بالشأن الكردي والسوري.

– لماذا لم تحضر أحزاب المرجعية السياسية مؤتمر التقدمي؟

نحن كحزب الوحدة – مثلا- لم نحضر, وقلنا بصراحة إذا كانت هناك جماعة أخرى باسم الوحدة فلن نحضر ونعتذر.


– لماذا لم تحضر أحزاب المرجعيّة؟

كان هناك تضامن باسم حزب الوحدة, وعندما سمعوا بأنه ليست هناك كلمة باسم الكتلة, رغم أنها كانت جاهزة, حتى لا يكون هناك تصوّر مسبق بعدم الحضور, لكنهم قالوا لنا ليس هناك كلمة باسم الكتلة, إنما هناك فقط كلمة باسم حركة المجتمع الديمقراطي, والمجلس الوطني الكردي, وأخيرا أخبرونا أن نعطي الكلمة لإدارة المؤتمر وهم سيقرؤوها عنّا , فقلنا هناك تناقض بين حضورنا كعشرة أعضاء نمثّل الكتلة, ولسنا أشخاصاً أميين كي تقرؤوا عنّا الكلمة, كيف ستقرؤون كلمتنا ونحن حاضرون, البرقيات والكلمات والرسائل تقرأ لأناس غائبين, ولكننا حاضرون, فلا يجوز هذا الأمر, وهو إجحاف بحقنا.

– سياسيّاً, هل كان قرار التقدّمي صائبا بانسحابه من المجلس الوطنيّ الكرديّ؟

كان الأولى بالأخوة في الحزب التقدمي, أن يبذلوا جهدا لجمع كافة أحزاب الحركة الوطنية في هذا المجلس, لكنهم لم يبادروا إلى ذلك, وعندما خرج حزب الوحدة وبقيّة الأحزاب, لم يبدوا أي رأي أو محاولة لمنع قرار الفصل.

هل كان قرار التقدّمي الآن في هذه الاوقات صائباً بانسحابه من المجلس الوطني الكرديّ؟

هذا القرار عائد لهم, نحن لا نودّ أن يضعف أي إطار أو حزب كرديّ, لأن قوّة أي حزب من قوّة الحركة الكرديّة بشكل عام.. وربما لهم حساباتهم الخاصة, ولهم مشاكل مع الأحزاب التي تم الاتفاق معهم, هم وحزب يكيتي الكردي وحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا, وأعلنوا فيما بعد أنه كان بينهم اتفاق ثلاثيّ, الحزبين الآخرين لم يفيا بالعهد والاتفاق .

– كيف تابعتم تصريحات السيّد حميد حج درويش بأنه ضدّ تشكيل أي كيان كرديّ في سوريا والعراق, وتركيا وإيران؟

طبعاً، عند قيام أي كيان لا بدّ من توفير مستلزمات قيام مثل هذا الكيان, ويقينا الأستاذ حميد خبير وله تجربة عريقة, وعندما يصرّح بذلك فلأنه لم يرَ أي مقوّمات لقيام كيان مستقل كردي.

– وهل توافقه؟

بالتأكيد كأمنية نحن مع إقامة الدولة الكردية في الأجزاء الأربعة, ولكن السياسة والعاطفة لا تجتمعان.

– من كان وراء إبعادكم من المجلس الوطنيّ الكرديّ؟

بالتأكيد الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا, والسبب لأننا كنا لا ننضم لأي أجندات ومحاور وكنا دوما ننادي باستقلالية القرار الكردي, والانطلاق من الأرضية الوطنية السورية.

– لم تصوّتوا لحركة المجتمع الديمقراطي الكرديّ؟

بالتأكيد لم نصوّت, لأننا كنا من مؤسسي اتفاقية دهوك, ومن غير المعقول أن نعمل على انهيارها, والذين أرادوا ايقاف العمل باتفاقية دهوك, هم الذين صوتوا.

من صوّت إذاً؟

الذين أرادوا فشل اتفاقية دهوك هم الذين صوّتوا, وحزب الوحدة بريء براءة الذئب من دم يوسف, لأننا حاولنا ولا زلنا نحن وحزب البارتي الديمقراطي الكردي والوفاق الكردي منذ البداية وحتى الآن تفعيل بنود اتفاقيّة دهوك.

– من هي الأحزاب التي تضامنت معكم في تلك الأزمة؟

للأسف لم يتضامن أحد من أحزاب المجلس معنا, بل العكس كان الكلّ ضدّنا, وتم إبعادنا من المجلس, وللأسف الأخوة في التقدمي لم يدافعوا عن الحزب ولم يقفوا أمام هذا القرار, وكنا نودّ نتيجة تحالفنا القديم أن يكونوا بجانبنا.

– كيف تقرؤون مظاهرات المجلس الوطني الكرديّ, وفي هذا الوقت بالتحديد؟

المظاهرات حق مشروع لأي كيان سياسي أو مؤسسة, لأنهم يطالبون بحقوقهم, ولكننا نعيش مرحلة حساسة وصعبة, وهناك الكثير من الجهات تعادينا وتحاول خلق الفتنة بيننا, في هذه الظروف والمناخات غير الطبيعيّة وهي لا تخدم القضية الكردية, وهدفها خلق الفوضى والنعرات بيننا.

– بعد تشكيلكم الإطار الثالث في روجآفا, هل فكرتم من سيدعمكم سياسيا واقتصاديا وأمنياً؟

نحن ننطلق بداية من قاعدتنا الجماهيرية, وبالتأكيد شعبنا في الداخل والخارج, وسنتواصل مع الأطراف الكردستانية لدعمنا لتحقيق هذا الهدف.

– الاشتراكات الحزبية لا تؤِّمن ثمن تذكرة طائرة لوفد واحد فقط إلى أوروبا؟

هناك صعوبة في تأمين المادة والسيولة, ولكن شعبنا يملك طاقات مادية كبيرة.

– كيف قرأتم القرار السريع والمفاجئ الذي اتخذه المجلس الوطني بتغيير ممثل التقدمي في اللجنة السياسية للائتلاف السوري المعارض؟
للأسف قرارات المجلس الوطني الكردي دائما متأخرة وبطيئة, لكنها سريعة في إصدار القرارات التي تسيء للقضية الكرديّة, فقرار فصل الأحزاب الكردية وتغيير ممثل التقدمي كانت سريعة جداً, أما القرارات المصيرية فهناك بطئ وتقاعس غير طبيعي.

– هل ستحاولون في الهيئة القيادية لمؤتمر سوريا الديمقراطية لاحقا المطالبة بإجراء انتخابات برلمانية في الكانتونات الثلاثة؟

طبعا أجروا انتخابات البلديات في منطقتي الجزيرة وعفرين, وعن انتخابات المجلس التشريعي قالوا لنا إن الظروف غير طبيعية ومواتية ولا يمكن إجراء الانتخابات في هذه المرحلة, ولكن سنطالبهم ليتم إجراء هذه الانتخابات.

– هل باستطاعة أحزاب الكتلة الوقوف في وجه قرارات صادرة من قبل الإدارة الذاتية أو حركة المجتمع الديمقراطي مثل قانون إدارة أملاك الغائبين والمناهج والتجنيد الاجباريّ؟

نحن كحزب الوحدة تعاملنا ايجابي مع قرارات الإدارة الذاتية, ونعمل على تطويرها وإغناءها وتوسيعها, ننتقدهم ضمن لقاءات حزبيّة, وحتى في إعلامنا أيضاً, والغرض منها التطوير وإزالة السلبيات, ولن نتوانى في انتقادهم, لأنها تنصب في خدمة تطوير الإدارة الذاتية, مثلا شكّلنا وفدا وناقشنا المنهاج مع حركة المجتمع الديمقراطيّ, وأبدينا ملاحظاتنا في المجال التربوي.

– يُعتبر حزب الوحدة من الأحزاب العريقة ويملك قاعدة جماهيرية وخاصة في مدينة عفرين, لماذا خسرتم الانتخابات وانسحبتم؟

حين أصدر الحزب قرارا بالمشاركة في انتخاب رؤساء البلديات كان الغرض منه المشاركة وتحمل المسؤولية كحزب موجود, وأن نخدم شعبنا من خلال هذه البلديات لأنها مسائل خدمية, وكنّا نريد نعطي رسالة للجوار أن هناك انتخابات ديمقراطية وبنكهة كردية, ولكن العقلية الاقصائية لدى الأخوة في حركة المجتمع الديمقراطي حال دون إعطاء نتائج حقيقية لهذه الانتخابات، وقد سلمناهم وثيقة أظهرنا فيها الخروقات التي تمّت من قِبل الأخوة في حركة المجتمع الديمقراطي.

– عفرين محاصرة, والقاعدة الجماهيرية فيها ضخمة, كيف هي معنويات أنصار حزب الوحدة وسكرتيره الذي لا يزال في عفرين حتى الآن؟

هناك تواصل معهم , وقلوبنا معهم, ونتمنى فك الحصار بأقرب وقت, كما نحاول الاتصال مع الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني من خلال شخص الأخ مسعود برزاني أن يتدخل لفك الحصار أو فتح بعض البوابات بين منطقة عفرين وتركيا لإرسال بعض المساعدات, أما بخصوص معنوياتهم فهي عالية جداً, وفي اتصال مع السكرتير أكّد أنهم باقون ولو على دمائنا وأرواحنا وسيدافعون عن عفرين بكل ما أتوا من قوةٍ.

– هل لدى أنصار حزب الوحدة السلاح للدفاع عن عفرين؟

كقوة عسكرية ليس لنا جناح عسكري, لكن بالتأكيد أنّ لكل شخص قطعة سلاح للدفاع عن نفسه وحزب الوحدة له تجربة في الدفاع عن سري كانيه والحسكة في الحرب ومداواة الجرحى. من واجبنا الدفاع عن مناطقنا ولكن ضمن القوات الشرعيّة الموجودة, ولا نؤسس لأي كيان عسكري آخر.

– كانت السيّدة فصلة يوسف إحدى أعضاء حزب الوحدة وبعد عملية الانشقاق ربُّما أصبحت الآن من السيّدات المشهورات على الإعلام الكرديّ وحتى الخارجي, ترى هل كان حزب الوحدة يمانع من بروز الوجوه السياسيّة النسويّة؟

لنا الشرف أن تخرج من الحزب سيدات وسادة مناضلين, ولنا الكثير من الرفاق مناضلين في صفوف الأحزاب الأخرى, ربما نتيجة الضغط الموجود من الطاقات الموجودة في الحزب, لم يتبوأوا في الهيئات القياديّة الأخرى, أو لم يتم إفساح المجال لهم.

وهي كانت تستطيع أن تقوم بهذا الدور وهي ضمن الحزب, كوننا حزب ديمقراطي, وله مؤسسات, ولكل عضو له المجال لأن يتحرّك في منطقته ومجال عمله, والرفيقة فصلة دعمناها في المؤتمر وأنا شخصيا دعمتها حتى تكون عضو في المكتب السياسيّ كعضو نسائي, ولها فترة طويلة منتسبة للحزب.

– أقصد لماذا الآن أعطي هذا الدور المهم للسيّدة فصلة يوسف؟

طبعاً نتيجة الفراغ الموجود في المجلس الوطني الكرديّ, وغياب بعض القيادات, أو لربّما تكون هي الضحيّة في هذا المجال.

– الطرف المنسحب من حزب الوحدة قدّم السيّدة فصلة لتكون ضحيّة أم المجلس الوطني الكرديّ؟

بل المجلس الوطني الكرديّ, لأن الرفاق الذين خرجوا من صفوف الحزب رفاق قلّة, وأغلب المناطق الحزب موجود فيها بكامل كيانه ولم ينسحب منه أحد مثل عفرين وكوباني وسري كانيه , ولكن هناك بعض الرفاق الذين أثّر عليهم الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا وحاولوا ببعض المكاسب والامتيازات سواء أكانت ماديّة أم حزبية جرّهم إلى مواقعهم.

 نُشر هذا اللقاء في العدد(33) من صحيفة “Buyerpress”

2015/15/12

حوار

التعليقات مغلقة.