بورتريه فشة خلق الديمقراطي التقدّمي خطوة للأمام … خطوتان إلى الأمة الديمقراطية

36

حسن اسماعيلفي البداية لابد أن أهنأ الأخوة في الديمقراطي التقدمي بمناسبة انعقاد مؤتمرهم التاريخي والحاسم وأبارك للشعب الكردي في الاجزاء الأربعة والمشرق والمغرب والأمريكتين واستراليا بهذه المناسبة العظيمة وخاصة عودة المام القائد حميد حاج درويش إلى معقل رأسه ومركز الأمة الديموقراطية ( قامشلو )، بعد تحريرها الكانتولوجي من الشعب الكردي بمختلف أطيافه..

لا أنكر مطلقا أهمية هذا المؤتمر ودوره الكبير في إعادة الأمان والاستقرار لقلوب أبناء الشعب الكردي في سوريا ولاسيما عودة المام القائد من ولاية شهريزور بعد أن قضى في رحابها خمس سنوات من عمره المديد وهو يدير دفة الثورة الكردية في روجآفا من هناك بتوصياته ونصائحه التي لا تقدر بثمن..!

 اللهم ربي احفظه وأدمه قائدا ورمزا للكرد والعرب والسريان والكلدوآشوريين.

النقطة الأهم أعزائي اختيار عاصمة المحرقة الكوردية عامودا لافتتاح طقوس وشعائر الافتتاح  الميمون للمؤتمر المفصلي ومبايعة المام لكرسي البطرياركية التقدّمية مدى الحياة تأكيدا لدوره وجليل قدره.

خمس أيام بليلها وساعاتها الطوال كادت ان تحتل رقما في غينيس قضاها المجتمعون الأكارم بعد عودتهم لقامشلو وهم يرسمون وفق توجيهات المام القائد مستقبل الكرد السوريين ومصيرهم ورغم اشتداد المرض ووهن السنين وحالات الإسعاف المستمر فقد أصر المام أن يناضل حتى النهاية ويتمسك بحقه في كرسي القيادة بشهامة وفروسية قل نظيرها.

لا أنكر بأن المجلس الوطني الكردي أصابه الوهن والضعف وهو يحتضر ولم يحقق من آمال وأحلام الشعب الكردي سوى التخاذل والاستسلام ونشاطاته الأخيرة ما هي إلا مورفين يزيد العلة ولا يعالجها ولن تتعدى كونها فقاعات إعلامية تتلاشى لكن ألم يكن الأخوة في التقدمي سببا من اسباب هذا الانهيار … ألم يكونوا جزءا من عاهات وعلل المجلس ألم يساهموا يدا بيد مع غيرهم في ضعف المجلس والتنكيل بالاحزاب وشراء ذممها وشمروا الزنود باتجاه الائتلاف … لماذا لم يجمدوا عضوية ممثلهم بالائتلاف بعد تجميد عضويتهم بلجان المجلس و هيئاته؟؟.

بالتأكيد تجربتهم السابقة مع الإدارة الذاتية واضحة وهروبهم السريع أوضح ولا أنكر إيمانهم الكبير بالأمثال الشعبية السورية وخاصة المثل الشائع ( الهريبة نصف المرجلة ) وهذا ما حدث حينها ويحدث الآن بانسحابهم من المجلس الوطني الكردي والمثل الشعبي الأهم في سياساتهم ( الأيد إلي ما تقدر عليها بوسها ) وهذا ما يحدث معهم الآن وحدث معهم في السابق ويتكرر ذات الخطأ مرارا وتكرارا تبعا لسياستهم العقائدية “أمسك العصا من الوسط” … مع النظام … مع المعارضة … مع الإدارة الذاتية … مع الله … مع الشيطان..!؟ السياسة فن الممكن..!

لا أنكر مطلقا بأن وضعنا الكردي سيء للغاية ولا نمتلك أي آليات أو أسس ننطلق من خلالها وأدرك تماما العجز والفوضى في جسد المجلس الوطني الكردي ومدى انهياره السياسي والتنظيمي وأرى بأم عيني استمراره على ذات الطريق المميت ولا أنكر بأن انسحاب التقدمي سيقضي على روح المنافسة والتناقض والتي كانت تحقق إلى حد ما استمرارية ونشاط المجلس وما كنت أتمناه من هذا المؤتمر ومن عودة جناب المام حميد إلى ثرى قامشلو أن يسعى لرص الصفوف وإعادة هيكلة المجلس واللقاء بجميع الفعاليات والشخصيات الكردية للسعي إلى انقاذ ما يمكن انقاذه والوقوف بوجه السياسات التفردية  للإدارة الذاتية والتحاور معها لتجاوز روح الهيمنة والفردية في صفوفها …

لكن للأسف انتهى مؤتمر الأخوة في التقدمي بسياسات وقرارات تقدمية بكل معنى الكلمة ولعل اعظمها انتخاب المام قائداً للمرحلة الجديدة وجميع المراحل التي ستأتي وطبعاً لن تأتي… اشكركم اصدقائي التقدميين وأرجو المعذرة  لأني “فشيت خلقي” وبس..!

نشر هذا المقال في صحيفة Bûyerpress في العدد 32 بتاريخ 2015/12/1

التعليقات مغلقة.