وحشة: أنا في كل مكان.. ولكل مكان.. زاوية يكتبها طه خليل

29

طه

يجب ان أكون في كل مكان، في كل مهرجان، وأكون رئيسا لاتحاد الكتاب الكرد، واتحاد الصحفيين، واتحاد السينمائيين، واتحاد الحقوقيين، واتحاد التشكيليين، وأكون رئيسا فخريا لمنظمة البيئة، ومديرا بالوكالة لعمال العتالة، وقائدا للأوركسترا الوطنية، ورئيسا للجنة توزيع الجوائز الشعرية الاسبوعية والشهرية، ورئيسا لتحرير اية جريدة او مجلة تصدر في كردستان او كوردستان، شيوعيا مع الشيوعيين، وأخا مع الاخوان المسلمين، قوميا لايشق لي بطن وأمميا أعطي دروسا عن تجربتي في بناء الأممية الثالثة وأطبع كراريس أضمنها حواراتي في كومنترن موسكو، ابرق لذوي القتلى من طرفين متحاربين وانعت لكل طرف قتلاه بالشهداء والخصوم بالمارقين والغوغاء، عربيا مع العروبيين وقطريا مع اللبنانيين، خليجيا ألبس الدشداشة وأقبل يد الشيخ، وان لزم الأمر ألمس طرف كعب رجله بأنفي، وكلما ” مات ” رجلا مشهورا، اكتب عنه قائلا: كنا معا قبل ساعات من رحيله، وأوصاني خيرا بزوجته وأولاده، وبناته، وكلما ظهر كاتب او شاعر كوردي او كردي، كتبت انه كان من تلامذتي، وما أخط حرفا الا لأظهر انني مظلوم والكل يحسدني ويكرهني ويحيك لي الدسائس، وانا قادر على فضحهم، لكنني لا أفعل ذلك ترفعا، كل النساء هن حبيباتي، وكل الشعراء الذين أحبوا، كانت حبيباتهم عاشقاتي وعشيقاتي، وقد مللت منهن.

انا قائد في الجيش الحر، وأمير نكاح في داعش، وقائد ميداني في وحدات حماية الشعب، ومقدم في جيش النظام، وقائد لواء في كل الكتائب ، أنا من أشعل ثورة السابع عشر من آذار في سوريا، وانا من أبرق لبوعزيزي ليحرق نفسه كي يدخل التاريخ، لقد ظل البوعزيزي ليلتها معي على السكايب حتى شقشق الفجر، وأعدت أمه عربته، وعندها ودعني وهو يقول لي : ” انت من سيدخلني التاريخ ” وهذا ما حصل بالفعل.

آخر اتصال وجدوه على تلفون القذافي كان من رقم موبايلي السيريا تيل، وقد استجوبتني المخابرات الامريكية حين أكتشفوا رقمي في ” موبايل ” معمر.. يومها سألني الأخ القائد وكنا نتشاور كثيرا من قبل، وقال : ” ما رأيك هل الأمريكان جادون في القبض علي .؟” فنصحته ان يغادر ليبيا، وبعد حين يمكن العودة عن طريق تشكيل حزب ديمقراطي، وقد استجاب لنصيحتي وقال لي وهو يتنهد بعمق :” لابأس.. سأعمل بنصيحتك واعتبارا من الغد,” ولكن الامريكان التقطوا اتصالنا فقصفوا موكبه في اليوم التالي وهو في الطريق للمغادرة، أما فيما يتعلق بحسني مبارك فبالطبع عمل بنصيحتي حين قلت له ان أوباما جاد فيما قاله، ولهذا تنحى، أنا من وضع أسس الإدارة الذاتية الديمقراطية في روجآفايي كردستان، تماما كما كان والدي مفكرا وملهما لثورة أيلول في جنوب كردستان، وثمة معلومة تاريخية اصححها لشعبنا تتعلق بثورة الشيخ سعيد، فالشيخ سعيد كان جنديا عند جدي الذي اشعل الثورة لكنه غدر بجدي ونسب الثورة لنفسه، وبعدها هرب جدي الى روجهلات و وضع اسس جمهورية مهاباد لقاضي محمد، ورفض ان يستلم أي منصب في الجمهورية، وجاء الى روجآفا ليؤسس مع بكداش نواة الحزب الشيوعي السوري وحين انحرف بكداش، تركه واستعد ليؤسس أول حزب كردي وهذا ما حصل فجدي هو من أسس (البارتي)، ولكن رفاقه غدروا به، ونسبوا كل شيء لأنفسهم، وتركوه في سجن القلعة، حتى تدخل يومها ” خراتشوف ” وأطلق سراحه، وكل من لا يعترف بفضل عائلتنا هو خائن وعميل.

اما بشأن الخلافات بين تف دم وأنكسى، فأرى ان تف دم معها كل الحق فيما تقوله وتفعله، لان المرحلة حساسة وخطيرة، وتف دم هي الوحيدة التي تعمل لوحدة الصف الكردي، و رغم بعض مآخذي عليها، فانني أرى كل من ينتقدها خائنا للقضية، اما فيما يتعلق بالمجلس الوطني الكردي فأرى انهم محقون وكل ما يقولونه صحيح وصحي ويخدم الشعب الكردي وهم من يعمل ليلا نهارا لوحدة الصف الكردي في الاعدادي والثانوي، رغم بعض مآخذي عليهم. وكل من يقف ضدهم هو خائن للقضية.. اما فيما…..!

مثل هذا المخلوق لا يعيش وحشة فحسب، بل يعيش ” بارانويا ” الخراب، وكل ثورات العالم ومصابيحه لا تنير عتمة تعفنت في روحه.

نُشر هذا المقال في العدد (29) من صحيـفة “Buyerpress”

2015/10/15

التعليقات مغلقة.