المؤتمر الرابع عشر القادم للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.. المهام والأولويات

68

* أحمد سليمان

أن مسألة الدفاع عن الكرد ومناطقهم في سوريا مسألة حيوية وتتطلب موقفا من المؤتمر يساعد على توفير الآليات والمناخ الملائم لتعزيز قدرات الدفاع عن مناطقنا ويضمن حق الجميع في الدفاع عنها مع وحدات حماية الشعب والتي قدمت التضحيات الكبيرة حتى الان .

على المؤتمر الاستجابة لمتطلبات جماهير الحزب ورفاقه, وتوفير مساحة المشاركة بالقرار في الحزب, ودعم اليات التواصل المباشرة بين القيادة والهيئات والقواعد, والعمل وفق آليات العمل السياسي العلني, ولا شك أن مشروع النظام الداخلي, والذي حمل الكثير من التغيير في مضمونه وشكله, وباغناء النقاش حوله سيساعد على إعادة روح العمل المشترك في القرار والتنفيذ أمام الجميع, ولاشك أن الحزب يعاني من تراجع في دور الشباب والمرأة, وهما الفئتان الأكثر حيوية في تنامي قدرات الحزب

أحمد سليمان1
أحمد سليمان عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

أمام المؤتمر القادم لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا (Partiya Pêşverû) الكثير من المهام, وهو محلّ اهتمام العاملين بالشأن العام كرديا ووطنيا, ووتتمحور المهام في مسألتين أساسيتين الأولى سياسية والثانية تنظيمية.

وفي الجانب السياسي لا بد من مراجعة شاملة لمواقفه وممارساته خلال السنوات الأربعة المنصرمة من عمر الأزمة السورية منذ بدايات الثورة السلمية وحتى الوقت الراهن حيث التأزم والتعقيد وانسداد الأفق السياسي أمام أي حل سياسي, وهذا يتطلب من الحزب الوضوح في رؤيته لواقع الأزمة في سوريا ومتطلبات الحل االسياسي وتحمل المسؤلية في اعتماد هذا الحل من قبل قوى المعارضة السورية من خلال مشروع ضاغط على المجتمع الدولي بأسره, والذي لا يزال يتحجج بقدرة المعارضة على تحديد رؤيتها للحل.

في ظل واقع الحركة السياسية الكردية, التي تعاني الإرباك والتردّد والغموض في مواقفها السياسية, وضعف ثقة الجماهير بها, و هذا السيل من المهاجرين نحو أوربا, والتي تزداد في خطها البياني نحو كارثة ديمغرافية, والظاهرة في تنامي وازداياد كبيرين, يضاف إلى ذلك الواقع السلبي في علاقات الحركة فيما بينها سواء داخل المجلس الوطني الكردي أو مع حركة المجتمع الديمقراطي أوالقوى السياسية من خارجهما, وتفرد حركة المجتمع الديمقراطي بممارسة السلطة, والتحكم بجميع المفاصل, وفي واقع صعب حيث تعاني تلك التجربة في ضعفها على صعيد الممارسة والكادر, ومعاناتها في تراكم الكثير من الاخطاء, ومظاهر الفساد التي بدأت تستشري في مؤسساتها, وهي تفتقر إلى الأدوات التي تحميها من تلك المخاطر, إضافة إلى خطر القوى الارهابية والشوفينية على مناطقنا, وبإدراك هذا الواقع جملة وتفصيلا, ومن خلال الانتقاد البناء والتقييم الموضوعي لتلك المرحلة, وبالجرأة المعهودة للحزب, ستؤسس لمشروع ورؤية واضحة للحزب في المرحلة القادمة, يتم التعامل من خلالها مع أطراف الحركة الكردية أولا, وأطراف المعارضة تاليا للتصدي لهذا الواقع المرير.

دأب الحزب في نضاله السياسي على تعميق الخط الوطني الكردي السوري, وحافظ على الدوام على علاقاته الكردستانية بما يخدم فيه التعاون والتنسيق بين الشعب الكردي في المنطقة, وفي إطار احترام خصوصية كل جزء, وتعرض إلى الكثير من الانتقاد, من قبل القوى الكردستانية من جهة, والنظام في سوريا من جهة أخرى, ولكنه نجح في التأكيد على تلك الحقيقة عندما فشلت تلك المشاريع القومية التي تجاوزت خصوصيتها في تحقيق أي من شعاراتها, ولكن وفي ظل الأوضاع الجديدة في سوريا ومصادرة القرار من السوريين دون استثناء – النظام والمعارضة – والتحكم بمصير السوريين من قبل قوى اقليمية ودولية, همّها أولا وأخيرا تحقيق مصالحها على حساب الدم السوري ومعاناته, ولم تكن الحركة الكردية محصنه, وكبقية القوى السياسية السورية المعارضة تتحمل مسؤولية التخلي عن قرارها المستقل, ووقعت في متاهة التردد والتوافق مع هذه الجهة أو تلك, ولهذا فان الحزب معني بتناول هذا الجانب كل الاهتمام, وإعادة الثقة بدوره الوطني المستقل, وأيضا القادر على التواصل مع جميع القوى الوطنية والكردستانية والاقليمية والدولية بما يخدم قضية شعبنا الكردي في سوريا وبلدنا سوريا.

إن قضية الفصل بين ما يجري في سوريا والأوضاع في المناطق الكردية لا يمكن الاستمرار بها, لان القضية الكردية في سوريا لن تجد الحل لها إلا في إطار التوافق على حل الأزمة في سوريا, والاتفاق على شكل الحل يتضمن بالتأكيد حل القضية الكردية, ويبرز أهمية التحرك الكردي وطنيا ومع جميع قوى المعارضة الوطنية, وإقليميا ودوليا لضمان حل القضية الكردية, وتجاوز الأوهام والرغبات في شكل الحل, واعتماد الواقعية في ذلك وهذا لن يكون إلا في بناء رؤية كردية موحدة لمستقبل سوريا وضمان حقوق الكرد القومية, ومشاركة الكرد في السلطة والثروة في سوريا القادمة.

في ظل التقسيم الواقع على الارض و وفق توزع القوى المسلحة بدءً ببعض مسلّحى الجيش الحر وقوات النظام وانتهاءاً بقوى الارهاب والتشدد, والتي تتمدد في جميع المناطق دونما استثناء, لا بل المناطق الكردية في معظها محاطة من مسلحي تنظيم داعش, والتي تتحين أية فرصة للانقضاض عليها, فأن مسألة الدفاع عن الكرد ومناطقهم في سوريا مسألة حيوية وتتطلب موقفا من المؤتمر يساعد على توفير آليات و مناخ ملائم لتعزيز قدرات الدفاع عن مناطقنا ويضمن حق الجميع في الدفاع عنها مع وحدات حماية الشعب والتي قدمت التضحيات الكبيرة حتى الان.

إن الواقع الذي تعيشه مناطقنا, ومن مختلف الجوانب, قد عكس بتداعياته السلبية على نفسية الرفاق ومؤيدي حزبنا, كالآخرين من أبناء شعبنا الكردي وشعبنا السوري, وحالة القلق والتململ من المستقبل في ظل غياب مشروع قومي كردي موحد, وغياب أية أفق لنهاية الأزمة في سوريا, تثقل كاهل المؤتمر بالاستجابة لمتطلبات جماهير الحزب ورفاقه, وتوفير مساحة المشاركة بالقرار في الحزب, ودعم آليات التواصل المباشرة بين القيادة والهيئات والقواعد, والعمل وفق اليات العمل السياسي العلني, ولا شك ان مشروع النظام الداخلي, والذي حمل الكثير من التغيير في مضمونه وشكله, وباغناء النقاش حوله سيساعد على إعادة روح العمل المشترك في القرار والتنفيذ أمام الجميع, ولاشك أن الحزب يعاني من تراجع في دور الشباب والمرأة, وهما الفئتان الأكثر حيوية في تنامي قدرات الحزب, في التواصل مع الحاضر والبناء الجيد للمستقبل, لهذا فأننا مدعوون لتوفير المناخ الملائم للعب المرأة والشباب دورهم القيادي في الحزب, والشعار الأهم على صعيد آليات عمل الحزب هو بتوفير كل ما يلزم ليكون الحزب حزبا لأكبر عدد ممكن من الجماهير.

أتمنى أن يتكلل المؤتمر بكل إمكانات النجاح في أعماله, وأن يتصدى لهذه المهام الكبيرة, والتي هي مهام وطنية وقومية لصالح سوريا والشعب السوري عامة وشعبنا الكردي خاصة.

*عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

نشر هذا المقال في العدد 27 من صحيفة  Buyerpress

 

273 مصغر

التعليقات مغلقة.