بورتريه فشة خلق زاوية يكتبها: حسن اسماعيل
إدارة ذاتية ديمقراطية … حرية الإعلام … حرية الرأي
ديمقراطية وعدالة اجتماعية وحقوق مدنية وحريات عامة وتجربة فريدة سوف تستفيد منها النروج وفرنسا ومعظم دول اوربا وأمريكا وسكان القمر والمريخ والكواكب السيارة.
هي مجموعة من المصطلحات والشعارات والقصص والحكايات التي ينادي بها أخوتي من دعاة الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وكأني أمام شخص على هامش الحياة منحته الحياة ولدا فسماه أشجع الشجعان ظنا منه أن الأسم صفة الموصوف لكن الأيام جاءت بعكس أمنية الأب.
أصدقائي في كل المجتمعات والدول هناك مقياس للديمقراطية والحرية والحقوق المدنية ولعل حرية الاعلام والصحافة والنشر هي المظهر الأسمى لهذه الحرية ورقيّ هذه المجتمعات, لكن أخوتي في الإدارة الذاتية الديمقراطية مقاييسهم مختلفة ونظرتهم للإعلام المختلف نظرة نابعة من الديمقراطية الخاصة بهم ( منع وقمع واعتقال ونفي خلف الحدود ) وذلك وفق النظرية الديمقراطية الشاملة في إدارة كانتون الجزيرة إما أن تكون معي وتصفق لي أو اتركنا بريحة طيبة.
الذي لا أستوعبه من شخص يؤمن بالحرية والديمقراطية والعدالة ومن ثم يأتي ويبرر القرار الذي صدر عن المؤسسة المسؤولة عن الاعلام في كانتون الحزيرة بمنع مراسلي وموظفي قناتي روداو واورينت من العمل في مناطق المقاطعة. يبادرني أحد الاصدقاء من دعاة الأمة الديمقراطية بأن روداو قناة سيئة ومهمتها زرع الفتنة والعمل لصالح أجندات خارجية وأردوغانية ووو … طب يا أخي الغالي لو كانت روداو قناة أردوغانية كما تقول فلم يتم حظرها ومنع مراسليها من العمل في تركية وبكل تأكيد لا أختلف بأنها كأي منبر اعلامي فريسة لضعف المهنية والكثير من المغالطات والسياسات العكسية وكثيرا ما يكون الخلاف مع الطرف الآخر سببا في تهويل الاحداث وتحريفها وتوجيهها حسب سياسات القناة لكن ألم يكن الأفضل تعميم القرار بهذه الحالة على قناة روناهي وإشراكها مع روداو … لا استقلالية في الاعلام ولكن أن نبرر لمنبرنا هفواته وسياساته وفبركاته ونقمع الآخر فهذه ديمقراطية بثوب قمعي فضفاض … روناهي خط أحمر وكما يقول جمهورها الديمقراطي (وما ينطق عن الهوى).
لا يمكن لشخص بسيط مثلي أن أفهم كيف يقول المسؤول عن هكذا قرار بأنهم راضون عن مراسلي القسم الكردي بتلفزيون اورينت ولا إشكال في نشراتهم … لكن القسم العربي والعياذ بالله … طب أخي العزيز ضروري كل القنوات تكون تفصيل على مقاس سياساتكم … حتى لو كان صاحب القناة صاحب نظرة عنصرية وأفكاره لا تتوافق مع مشاريعنا الكردية ويحاربها بقلمه وإعلامه والروح العروبية لن تفارقه … حق طبيعي أن يقول ما يشتهي ومن حقنا أن نرد بما نرغب وهذه هي الديمقراطية والحرية التي تنادون بها …
لا تصان الأمم بالكلمات… هي الجملة الأهم التي أطلقها ميكافيلي وبالتأكيد بعد خمس قرون أتمنى من الأعزاء في سلطات الإدارة الذاتية أن يستوعبوا بأن الحرية والديمقراطية ليست شعارات نرفعها ونتباهى بها أمام الغير بل هي ممارسات حياتية وفاعلة وهي الوسيلة الأمثل لضمان الترابط بين المجتمع والسلطة الحاكمة ولا قيمة لأي عقد اجتماعي يبقى حبرا على ورق.
نشر المقال ف يالعدد 25 من صحيفة Buyer تاريخ 15 / 8/ 2015
التعليقات مغلقة.