لماذا الخوف من الكتلة الثالثة  يا ” بقايا المجلس “.!؟

36
لماذا الخوف من الكتلة الثالثة  يا بقايا المجلس ‫(1)‬
عماد مجول

كل ما تحاول أن تصبو إليه هذه الأحزاب السبعة هي التخلص من الاتهامات التي تتقاذف إليهم بين الفينة و الأخرى من قبل أحزاب المجلس  بأنهم جزء من حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem)  و محاولة لضغط على القوى الكردستانية لتفعيل المرجعيّة السياسيّة و وضع راعي الاتفاقية بصورة الوضع الراهن”.

 

بعد مرور ما يقارب الخمس سنوات من عمر الثورة السورية لم تستطع الحركة الكرديّة لملمة أحزابها السياسية تحت مظلة جامعة تمثل الكرد في سوريا، رغم الاتفاقيات التي حصلت بين كتلها السياسية من هولير إلى دهوك وباتوا يعيشون حالة صراع سياسي دائم بسبب انقسام الحركة الكرديّة في سوريا بين هولير وقنديل  ..

فالمجلس الوطنيّ الكرديّ الذي كان قوامه ستة عشر حزبا مدعومة بتنسيقيّات شبابيّة من رحم الثورة و مستقلين و ممثلين عن المرأة والتفاف الجماهير حوله.. حيث تأمل به المواطن الكرديّ خيرا ولكن سرعان ما تلاشت هذه الآمال وبات المجلس يفقد توازنه رويدا رويدا  بفقدانه للشخصيات الوطنية المستقلة ولمعظم أحزابه السياسية وهروب وهجرة شبابه الثورية وانشغال قادته بمصالحهم الشخصيّة والعائلية حيث تراكمت الخلافات فيما بينها لعدم انسجامهم وعدم تقبلّهم للبعض وهيمنة البعض الآخر بحجج أو بأٌخرى إلى أن بقيت خمسة أحزاب وبعض من المستقلين الحزبيين.! وهذا المجلس بات معروف بأنه محسوب على هولير عاصمة اقليم كردستان العراق.

وكل هذا كان في خدمة الطرف الآخر في المعادلة السياسة الكردية ألا وهو حركة المجتمع الديمقراطي (Tev- Dem) الذي بدوره كان له بالمرصاد والذي نصب نفسه سلطة تحكم باسم الشعب والذي بادر بتشكيل مؤسساته رويدا رويدا والتي كانت محض سخرية واستهتار  لمناصري وقادة المجلس الكردي إلى أن أصبحت صاحبة السلطة في كردستان سوريا وبادرت إلى تشكيل إداراتها والتي تعرف باسم الكانتونات مدعومة بقوات عسكرية تعرف بقوات حماية الشعب الـ (YPG) حيث استطاعت هذه الإدارات أن تضم في صفوفها بعض من أطياف المجتمع كنموذج للتعايش المشترك في المنطقة كالعرب و السريان والآشور وهذا ما أكسبته حجج لإقناع الرأي العالمي بنموذجه في الحكم بما يسمى بالأمة الديمقراطيّة وباتت هذه الإدارات معروفة بولائها لقنديل.

وبين هذا وذاك بقيت بعض الأحزاب خارج الإطارين المعروفين على الساحة الكردية ENKS))، ((Tev-Dem وباتت تعرف بالأحزاب السبعة وهذه الأحزاب أعضاء في المرجعية السياسية التي تشكلت بموجب اتفاقية دهوك برعاية كريمة من رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني وكانوا أيضاً أعضاء ضمن المجلس الوطني الكردي بل مؤسسين له أُخرِجوا من المجلس بحجج أو بأُخرى   ..

حيث تفاقمت حدة الخوف لدى ما تبقى من أحزاب المجلس الوطني الكردي من الزيارة التي قامت بها الأحزاب السبعة إلى السليمانية للقاء بالاتحاد الوطني الكردستاني أحد أبرز الأحزاب السياسية الكردية في كردستان العراق و بدعوة رسمية منه ..

حيث تُرجم هذا الخوف بتصريحات لقادة بقايا المجلس على وسائل الإعلام باتهام تلك الأحزاب بالعمالة والخيانة وزجّهم في محاور ضدّ الثورة السورية ونعتها بمحور الشرّ متناسين بأن هذه الأحزاب كانوا شركاء لهم حتى الأمس والجهة الداعية لهم شريكة في حكومة إقليم كردستان آكُلُّ العالم خونة و انتم شرفاء!

لكن لما كل الخوف من شبح الكتلة الثالثة يا بقايا المجلس؟ فالخوف من تشكيل هذه القوى ليست إلا خوفاً من تعريتكم جماهيريا و كشف لعوراتكم التي باتت شبه مكشوفة.

كل ما تحاول أن تصبو إليه هذه الأحزاب السبعة هي التخلص من الاتهامات التي تتقاذف إليهم بين الفينة والأخرى من قبل أحزاب المجلس بأنهم جزء من حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem)  ومحاولة لضغط على القوى الكردستانية لتفعيل المرجعيّة السياسيّة ووضع راعي الاتفاقية بصورة الوضع الراهن.

 

نشر هذا المقال في صحيفة Bûyerpress في العدد 20 بتاريخ 2015/6/1

التعليقات مغلقة.