الحافلة
كنتُ أبحثُ في الظّلمة عن بعضِ الفخاخِ التي خبّأتها مع عددٍ كبيرٍ من الديدانِ خلفَ أكياسِ التبنِ والعلفِ في مهجعِ بقرتنا السّوداء الخَرِب حينَ سمعتُ سعالَ أبي يقترب ، تمدّدتُ على الأرضِ ملتصقاً بأحدِ الأكياسِ و حبستُ أنفاسي حتى لا أتعرّضَ للضربِ المصحوبِ بالكثير منَ الشّتائم واللومِ والتقريعِ إذا ما وجدني هناكَ معَ بقرتهِ المدلّلة في خلوةٍ تامة .
أدخلَ أبي رأسَهُ ونصفَ جسدهِ من البابِ الخشبيّ، و راحَ يشهقُ بالبكاءِ دافناً وجههُ بينَ يديه .
راعني الأمرُ، وهزّتني شهقةُ أبي فارتجفَ كلّ جسدي، أبي يبكي؟!
أيبكي الرجلُ صاحب اللحيةِ الكثّة، الرجلُ الذي ضُربَت بغلظتهِ الأمثال؟!
نعمَ ، بكى أبي في السرّ ، بكى حينَ سمعَ بأنّ الحافلة التي تنقلُ تلاميذَ
الطلائعِ قد تعرّضت لحادثٍ مؤلم و لم ينجُ منهم أحد، ومن بينهم ابنهُ البكر الشّقيُّ .
نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 20 بتاريخ 2015/6/1
التعليقات مغلقة.