عملية السلام في تركيا …. إلى أين؟

15

*د. أحمد بركات

بدأت عملية السلام في تركيا بعد النداء الذي وجهه زعيم حزب العمال الكردستاني السيد عبد الله أوجلان من سجنه في إيمرالي عبر لجنة من نواب حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب في 27 شباط 2025دعا فيها الى حل الحزب وإلقاء السلاح وإنهاء الكفاح المسلح الذي استمر أربعين عاما وراح ضحيتها آلاف مؤلفة من الجيش التركي ومقاتلي الحزب وأنهكت الاقتصاد التركي وخلقت حالة من العداء بين الشعبين التركي والكردي على مدى أكثر  من قرن من الزمن.

ومع إطلاق هذا النداء أُتيحت الفرصة لتركيا للدخول في مرحلة جديدة عنوانها السلام والبناء والتحول نحو الديمقراطية، وعلى الرغم من أن الساسة الأتراك أطلقوا على هذه العملية ” تركيا بلا إرهاب” إلا أن أوجلان أسماها “عملية السلام والمجتمع الديمقراطي”.

وبعد ذلك تتالت الخطوات العملية من جانب الحزب إذ أعلن في مؤتمره الثاني عشر الذي انعقد في الفترة 5 – 7 أيار الى حل الحزب وإنهاء الكفاح المسلح والدعوة إلى المشاركة في عملية السلام وبناء المجتمع الديمقراطي وفق ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر .

وفي العاشر من تموز وفي عملية رمزية ألقى ثلاثون مقاتلا سلاحهم وتم حرقه بحضور وسائل الإعلام ، وتلا ذلك قرار الحزب بسحب مقاتليه المتواجدين في كردستان تركيا إلى مواقع الحزب في جبال قنديل .

ورغم أن الرئيس التركي أردوغان رحب بهذه الخطوة إلا أن تركيا لم تقدم حتى تاريخه على خطوات مقابلة لتلك التي خطتها ” pkk ” سوى  تشكيل لجنة مؤلفة من “51” عضوا يمثلون أغلب الأحزاب التركية المتمثلة في البرلمان مهمتها القيام بخطوات عملية والبدء في وضع خطة خارطة طريق لحل القضية الكردية تركيا بالطرق السياسية

وبحسب  المتابعين والمراقبين للشأن التركي بأن التسارع من جانب حزب العمال الكردستاني يقابله تباطؤ كبير من جانب الحكومة التركية ويعزون ذلك إلى عدم وجود تفاهم واتفاق بين القوى السياسية التركية والتباين في مواقفها حيال الحل السياسي للقضية الكردية من جهة، وقد تستثمر كورقة انتخابية في الانتخابات التشريعية والرئاسية المزمع إجراؤها  في عام 2028، وكذلك في محاولات الرئيس أردوغان إجراء تعديلات دستورية يسمح له بالترشح لدورة أخرى.

إن هذه المماطلة والتسويف من جانب الحكومة والرئيس

أمر يدعو للقلق ويثير الكثير من التساؤلات حول مدى جدية تركيا في الإقدام على حل للقضية الكردية بالوسائل السياسية واللعب على عامل الوقت لإفراغ المبادرة من محتواها الحقيقي. 

تركيا مدعوة ومطالبة اليوم للبدء بخطوات وترتيبات قانونية ودستورية وتنفيذ مرحلة انتقالية واضحة المعالم والعمل على إطلاق سراح السجناء السياسيين الكرد لخلق مناخ إيجابي يعزز الثقة بين الشعبين الكردي والتركي.

 *سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

التعليقات مغلقة.