تأثير عودة السوريين على سوق العمل بألمانيا يخلق جدلاً واسعاً

14

 

تشهد ألمانيا جدلاً متزايداً حول عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في ظل اعتماد سوق العمل على مئات الآلاف من السوريين في قطاعات تعاني من نقص حاد في الأيدي العاملة، ما يثير تساؤلات حول التوازن بين الاعتبارات الأمنية والسياسية من جهة، والحاجة الاقتصادية من جهة أخرى.

وأكد هربرت بروكر، رئيس قسم أبحاث الهجرة في معهد أبحاث سوق العمل والتوظيف أنَّ: “اللاجئين السوريين يساهمون مساهمة مهمة في سوق العمل الألماني بنحو 300 ألف موظف ونحو 20 ألف شخص يعملون لحسابهم الخاص”، مضيفاً: “إذا اختفى هؤلاء، لن نجد بدائل لهم، ما سيؤدي إلى نقص في الخدمات وارتفاع في الأسعار”.

وأشار إلى أن معظم السوريين يعملون في مهن تشهد طلبًا مرتفعًا ونقصًا في الكوادر، مثل قطاع الرعاية الصحية، والفنادق والمطاعم، والنقل، والخدمات اللوجستية، والحرف اليدوية.

وبحسب معهد أبحاث سوق العمل والتوظيف، يعمل في ألمانيا نحو 60 بالمائة من السوريين في مهن ذات أهمية نظامية وضرورية – مقارنة بنسبة 48 بالمائة من الألمان.

وهناك نحو 7 آلاف طبيب سوري يحملون جوازات سفر سورية ويعملون في المستشفيات الألمانية، بحسب أرقام غرفة الأطباء الألمانية.

ومنذ عام 2012 توقفت عمليات الترحيل إلى سوريا بسبب الوضع الأمني المصنّف بأنه “غير آمن”. وبحسب وزارة الداخلية غادر ألمانيا حتى نهاية آب 2025 نحو 1900 سوري بشكل طوعي وبدعم من الدولة.

فيما يكشف استطلاع عالمي لمؤسسة “غالوب”، انخفاض ترتيب ألمانيا بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة كوجهة مفضلة للهجرة، ويؤكد بروكر أن “التحول في المزاج العام له تأثير عميق. وإذا استمر هذا النهج، فقد تخسر ألمانيا ليس فقط ما لديها، بل أيضاً قدرتها على جذب المهارات التي تحتاجها بشدة”.

المصدر: DW

التعليقات مغلقة.