“الاغتيال الطائفي” من يقتل من؟ ولمصلحة من؟
رشاد أسعد
إن الذين يدّعون التمسك بفلسفة الدين الاسلامي ويبيحون كل الموبقات والدونيات ويقبلون باستباحة العقل البشري وتمزيق أجساد الناس بمجرد أن تختلف معهم في الرأي والمذهب والمنهج فهؤلاء هم العلماء المتهتكون.
نحن في سوريا نعيش أصعب وأدق مرحلة عرفها تاريخ هذا البلد حيث بات القتل والذبح على الرأي والهوية هاجس الذباحين, ولكي لا تختلط علينا المواقف والآراء فمن الضروري الوقوف أمام هذه الحالة التي تشهدها البلاد, فلا يكاد يمر يوم أو ساعة دون أن نسمع ونشاهد وعبر وسائل الإعلام من ناحية وبأم أعيننا من ناحية أخرى أخبار القتل والذبح والاغتصاب والتمثيل بالجثث وقتل الأسرى والغدر والخيانة في عموم المناطق السورية وهذا يجري بشكل منظم ويستهدف كل الطوائف والمذاهب بحيث صار الانتماء لهذا المذهب أو ذاك نقمة على السوريين, في حين يجب أن يكون رحمة. فتعدد الآراء والاجتهادات قوة لفلسفة الاسلام في هذا العصر الذي تتجاذب فيه العديد من الأفكار والمواقف والاجتهادات وإلا كيف يمكن للمسلمين طرح فكرة حوار الحضارات مع الأديان الأخرى وهم يمارسون أفظع وأوسخ العمليات الإجرامية التي تندى لها جبين الانسانية.
وإن أي متابع لما يجري على الساحة السورية يكتشف أن أطرافاً مخابراتية خارجية إقليمية ودولية لأجندات خاصة بها تنفذ ما يجري ولتصعيد الصراع وخلق فجوة واسعة لا تردمها إلا رؤوس الآلاف بل الملايين من السوريين .
نقول ذلك منطلقين من الحقائق التي كشفتها الأحداث في الكثير من المناطق السورية ومن أن العناصر والمنظمات التي هاجرت أوكارها القذرة في بعض الدول العربية وباكستان وأفغانستان والشيشان وإيران وبعض الدول الأوربية وأمريكا حطت في سوريا واحتوتها خلاياها النائمة والسرية.
لقد حاولوا ويحاولون تجزئة هذا المجتمع ولكن هيهات لهم ذلك لأن هذا المشروع مستورد تديره قوى ظلامية مريضة تتلذذ بدماء السوريين من كافة الجنسيات والطوائف دون تمييز.
ولكي لا ينجح هؤلاء في مخططاتهم فإننا جميعاً مطالبون أفراداً وجماعات, عشائراً وقبائل , أحزاباً وتنظيمات للوقوف صفاً واحداً في وجه هذا المخطط الطائفي البغيض والتأكيد على وحدة الشعب السوري وأخوته وحماية الدم السوري كائناً من كان.
فإن إشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد هو مخطط كل الجماعات الإرهابية والتكفيرية, فقد انصبت معظم عمليات هذه الجماعات الظلامية ضد قوى الخير والسلام والمحبة والتآخي وكذلك الاستيلاء على الأماكن ذات الفائدة الاقتصادية وكذلك تدمير وتدنيس كافة المقدسات والرموز الدينية ولكافة الأديان والمعتقدات التي لا تتفق مع أفكارهم الضلالية الكاذبة والمجرمة.
ولكن أملنا وإيماننا العميق بأن هذا المخطط الإجرامي الطائفي لن يرى النور مطلقاً وستقبر هذه المؤامرة بسبب وعي شعبنا ورموزه الوطنية الشعبية والدينية والقومية, لأن ما يجمع السوريين أقوى مما يفرقهم.
ونحن اليوم وأكثر من أي وقت مضى ونظراً لازدياد نار الفتنة اشتعالاً في الفترة الأخيرة مطالبون بضبط النفس وأخذ الحيطة والحذر أمام هذا المخطط الخطير الذي يستهدف وحدة الشعب السوري بكل مكوناته الدينية والعرقية والطائفية.
وكذلك نحن مطالبون بتحريم الدم السوري وقتل بعضهم البعض وتفويت الفرصة على أعداء الشعب السوري الأصيل, فنحن نبحر ومنذ آلاف السنين في قارب واحد لذا فإن الخطر يهدد الجميع إذا ما وقع مكروه ولمسيرة هذا القارب, فتمسكنا بوحدتنا وثوابتنا القومية والوطنية ستكون الجدار الذي تتحطم عليه المؤامرة الطائفية.
التعليقات مغلقة.