هبوب الرياح الكردية… هل من مستفيد!؟ آزاد رمضان
خاص بالنسخة الورقيَّة/ العدد الرابع/
لابد من التنويه بأن هناك ظروف تتاح للشعوب للتحرر وإقامة دولتها, ومنها الظروف الذاتية والموضوعية والجيوسياسية والجيواستراتيجية, مع توفر القوة والإرادة والتصميم وتوحيد القرار والصف مع دعم خارجي ولوجستي . والشعب الكردي أمام هذه الفرصة وهذه الظروف المساعدة مثله مثل باقي الشعوب التي تتنعم بالحرية والاستقلال فالدعم الخارجي أصبح موجودا وبقوة, وكذلك اللوجستي أيضا والظروف الذاتية وغيرها, والدليل الحالة التي يمر بها إقليم كردستان حيث الدعم الدولي الكثيف والذي قل نظيره ومن جميع النواحي. فثورات الربيع العربي وخاصة في سوريا وأخيرا أحداث الموصل وهجوم داعش على الشعب الكردي خاصة, هي بداية الفرصة والطريق إلى نيل الحقوق والمطالب. لكن للأسف لم يحاول الكرد وعبر تنظيماتهم وأحزابهم السياسية استغلال الظروف والفرصة التي هي من أكبر الفرص التي تتاح للشعب الكردي عبر التاريخ, والغريب محاولتهم إهدارها و ضياعها بشكل سافر ومقصود عبر الدخول في محاور وأطراف معادية للشعب الكردي وهدر كل الطاقات, في مجالات لا تخدم القضية الكردية, ومن المعروف تماما بأن أعداء الكرد أبدا لن يقبلوا بهم شركاء أو يسمحوا بإقامة دولتهم وكيانهم الخاص بهم ,بل يحاولون استمالة الكرد إلى جانبهم للاستفادة منهم في الظروف القاسية التي يمرون بها, والدليل أن النظام والائتلاف المعارض ما زالا لا يعترفان بحقوقهم كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية.
لذا نطالب كل الأحزاب وكل من يدعي أنه يمثل الشعب الكردي أن يقوم باتخاذ جملة من التدابير والخطوات وبشكل سريع وعاجل وذلك للملمة الشتات والتفكك والتشرذم ,والوهن الحاصل في الجسد الكردي والتي تبعده عن نيل حقوقه وحريته ومطالبه, وأول خطوة هي التخلص من الفكر الحزبي الضيق والأنا الفوقية ( الأنانية) والمحسوبيات والمصالح الضيقة, والجلوس على طاولة واحدة لرأب الصدع الحاصل بين الأطراف الكردية المتصارعة فكريا وسياسيا آخذين بعين الاعتبار الظروف الدراماتيكية التي تمر على المنطقة, وإيجاد مشروع واستراتيجية كردية وطنية قومية مشتركة, وتوحيد جميع القوة والفعاليات المتواجدة في كردستان سوريا, وخاصة القوة العسكرية بحيث تتألف هذه القوة من كل الأطراف والجهات والفعاليات, يكون أساسها على أرضية الدفاع عن المناطق الكردية وأن تكون قوة كردية كردستانية مستقلة لها كيانها الخاص وقياداتها وسياساتها الخاصة, تأخذ شرعيتها من الشعب فقط .وهكذا نستطيع فرض إرادتنا وأجنداتنا على الآخرين, وعندها سيكون الكرد الحلقة الأقوى ويحسب لنا ألف حساب.
النتيجة :على الكرد أن يرصوا صفوفهم, وينسوا خلافاتهم, والنداء الأخير لكل الأطراف الكردية أن لا تفوّت الفرصة, وتسرع في اتخاذ خطوات جدية وسريعة بخصوص التوافق الكردي – الكردي وإنشاء مرجعية كردية موحدة ووضع مشروع واستراتيجية متماشية مع تطورات المنطقة, فالرياح التي تهب اليوم هي في صالح الشعب الكردي, ولم نقرأ تاريخيّاً بأن الدول العظمى قد هبت لنجدة الكرد, بل العكس فقد كانوا حجرة عثرة أمام طموحهم, فالسياسة مصالح, والمصلحة الكردية العليا فوق كل اعتبار, والكرة الآن في ملعب الأحزاب والقيادات الكردية.
التعليقات مغلقة.