تطبيعٌ للعلاقات مع إسرائيل أم رفعٌ للستار عنها.. والكرد في قفص الاتهام

130

 

عماد مجول 

 

ما إن أعلنت الولايات الأمريكية المتحدة وعلى لسان رئيسها دونالد ترامب بتطبيع العلاقات بين دولة إسرائيل والإمارات العربية المتحدة،  وذلك لتصبح الإمارات الدولة الثالثة عربياً تطبع علاقتها مع إسرائيل بعد جمهورية مصر التي عقدت معاهدة سلام مع إسرائيل عام ١٩٧٩ والمملكة الأردنية الهاشمية عام 1994، غير أن هناك بعض الدول اختصرت علاقاتها عبر مكاتب تجارية رسمية وأصبحت بمثابة قنصليات لإسرائيل في دولها كدولة قطر وعمان و.. غيرها، و ما خفي كان أعظم .

هذه الدول التي تتسارع برفع الستار عن علاقاتها مع دولة إسرائيل لحماية عروشها من الخطر الفارسي والعثماني مدّعين بأن الاتفاق بينها وبين إسرائيل بأنّه سلام وأمان للمنطقة برمتها لذلك سميت بصفقة القرن وبـ “الاتفاق التاريخي”.

فإقامة العلاقات بين الدول العربية  ودولة إسرائيل حق مشروع بحسب مصالحهم ولكن ما إن اجتمع اسم الكرد بدولة إسرائيل حتى وإن كانت في مقال رأي لأحد الناشطين الكرد أو الإسرائيليين نجد فوهات البنادق تتجه لمحاربة الكرد بتهمة التعامل مع الكيان الصهيوني، وأن إسرائيل تدعم قيام دولة كردية فتتعالى أصوات الشوفينيين العرب والمدعين بـ “تيار المقاومة والممانعة لإسرائيل” بمحاربة الكرد بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة مدعين بأن قيام كيان كردي سيكون بمثابة إسرائيل ثانية وما كان ذلك إلا لتشويش على الحركة التحررية الكردية، وخاصة بعد إعلان إسرائيل تأييدها للاستفتاء الذي دعا إليه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في 25 أيلول (سبتمبر) 2017، للاستقلال عن دولة العراق.

فكان رد البارزاني لوسائل الإعلام أن إقامة العلاقات بين دولة إسرائيل و الأكراد ليست جريمة نظراً لكون العديد من الدول العربية لها علاقات مع الدولة العبرية .

أيضا تعالت أصوات المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري بتهجمهم على الكرد السوريين والتشويش على تجربتهم بإدارتهم لمناطقهم ومحاربتهم حتى عسكرياً وجلب المحتل لأرضهم بحجة محاربة إسرائيل ثانية، ويبقى الكرد في قفص الاتهام بتهمة التآمر مع إسرائيل.

ويبقى السؤال؟

ماذا لو فتحت دولة إسرائيل قنصلية لها في إقليم كردستان وتبادلت الوفود الرسمية؟ ماذا لو دعمت قوات سورية الديمقراطية بالسلاح والعتاد لمحاربة الإرهاب وقدمت المستشارين  الخبراء لتطوير الإدارة الذاتية؟!

ويبقى تطبيع العلاقات بين الدول العربية ودولة إسرائيل بشكلٍ علني خطوة بالاتجاه الصحيح، لعلى وعسى  يتبرأ الكرد من هذه التهمة التي لاحقتهم على مرّ الزمان.

التعليقات مغلقة.