لماذا سيرتكب قوات حماية الشعب المجازر؟/نور الدين عمر

يقول الدكتور برهان غليون :”لا يكاد يمر شهر من دون أن يرتكب الذراع المسلح لحزب ابي ي دي مجزرة بحق السكان المدنيين. كان آخرها ما حصل فجر 14\9\2014. حيث اقتحمت مجموعة من وحدات كردية، حسب مصادر محلية متواترة، قرى تل خليل والوقاعه في الريف الجنوبي، 18 كم جنوب القامشلي وشمال بلدة تل حميس وقامت بتنفيذ حكم الاعدام ب 9 من الاهالي المدنيين كما قامت باقتحام قرية الحاجية واعدمت فيها النساء والاطفال والشيوخ، حتى وصل عدد الشهداء الى 33 ، كلهم مدنيون، ومن اهالي قرية الحاجية.

والواقع، ليست هذه المرة الاولى التي ترتكب فيها الوحدات الكردية التابعة للحزب بي ي دي مجزرة بحق السكان المدنيين تحت ذريعة الحرب ضد داعش. فقد سبقتها مجازر عديدة منها مجزرة الحاجية وتل خليل ( مجزرة تل براك اكثر من ستين شهيدا ومجازر ريف راس العين) التي راح ضحيتها عشرات الشهداء، بالإضافة إلى ما يتناقل من أخبار عن عمليات تهجير قسري تتم في عموم المناطق والبلدات بريف الحسكة ومعظمها على أسس ولغايات عرقية.”

انتهى الاقتباس .

في مقاطعة الجزيرة المعروفة بإنها منطقة كوردية والتي تتوجد فيها كذلك الكثير من الشعوب و القوميات و الطوائف المتعايشة بسلام منذ عشرات و مئات السنيين . و منذ سيطرة قوات حماية الشعب الكوردية على معظم مناطق محافظة حسكة و قامشلو و التي تم اعلانها بعد ذلك كمقاطعة الجزيرة للادارة الذاتية و شكلت حكومة او أدارة مؤقتة بمشاركة العديد من الاحزاب و التنظيمات و العشائر و الشخصيات الكوردية و العربية و الاشورية و السريانية ,و رغم الخطاء و النواقص التي ظهرت خلال عمليات الاعلان و التأسيس و مقاطعة العديد من الاحزاب الكوردية و عدم اعترافها بهذه الادارة المعلنة ,فان هذه الادارة مع جناحها العسكري قوات حماية الشعب حافظوا على جميع المكونات و لم يسمحوا بالاعتداء على اي مكون و تحت أية ذريعة . فهي بالعكس متهمة من بعض القوميين الكورد أنها حذفت اسم كوردستان من أدبياتها في سبيل أرضاء العرب و وضعت حاكم على مقاطعة الجزيرة هو عربي و ليس كوردي و تحمي المغموريين العرب الذين أستولوا على الاراضي الكوردية و لا تسمح لاحد بالاعتداء عليهم .

و قوات حماية الشعب معروفة عنها انها تضم في صفوفها الى جانب الكورد المئات من الشباب و الشابات من مختلف المكونات العربية و المسيحية , و هي طبعا ليست قوات معصومة عن الخطأ فقد ترتكب اخطاء و نواقص و احداث عامودا كان احدى هذه الاخطاء و لكنها بتأكيد قوات ضد ارتكاب المجازر و لا تقبل بمن يشارك بارتكاب المجازر .و هذه الحملة الاعلامية التي تشن ضدها من قبل ما يسمى بالناشطيين و هم بالحقيقة داعشيين و كذلك بعض القنوات مثل الجزيرة و اورينت نيوز و بعض المعارضيين المحسوبيين على الائتلاف امثال برهان غليون المستعد ان يدافع عن جميع فروع القاعدة و الارهاب في سبيل التقليل من شأن الكورد .

فحسب مصادر المحلية المتواترة لبرهان غليون ان قوات الحماية الكوردية هي التي أرتكبت المجازر و تنظيم داعش لا علاقة له بتلك المجازر . و غليون يؤكد هذه المعلومات بدون أية أدلة سوى المصادر المحلية المتواترة و الغير موجودة اصلا في منطقة الاشتباكات والتي لا يعرف أحد من اي مدينة تركية او اوربية حصل عليها غليون .و هو سيصدق هذه المصادر و سيصدق داعش فقط من اجل اتهام الكورد , مثله مثل قناة الجزيرة المصرة على جعل تنظيم داعش من الثوار و جعل الكورد و قوات الحماية الكوردية حلفاء لنظام .

هناك مجزرة ارتكبت في قرى تل حميس و ندعوا لتحقيق الشفاف و المستقل لاظاهر كل الحقائق و لكن اتهام قوات حماية الشعب بدون أية أدلة هو افتراء عنصري الهدف منه النيل من كافة الكورد ,و على العنصريين ان يروا كيف ان قوات الحماية الكوردية تحمي المئات من القرى العربية و المسيحية و الايزيدية بعكس قواتهم المتطرفة من الداعشيين و النصرة التي قتلت ودمرت ونهبت القرى و البلدات الكوردية التي احتلتها في كل من تل عران و تل حاصل و تل ابيض و قرى كوباني و سري كانيا وغيرها من المناطق الكوردية .

قوات ي ب ك هم من خيرة الشباب و الشابات و لن يقبلوا على انفسهم ان يرتكبوا مجازر و كما قلت ربما يخطأوا ,او يموت ابرياء نتيجة القصف و الاشتباك ,و لكن ليس هناك لدى قوات حماية الشعب اي نية مسبقة لقتل اي انسان بريء بسبب عرقه او جنسه او لونه و هم بحكم معرفتي بهم لا يفرقون بين الاديان و لا بين الاعراق و الشعوب فهم مؤمنيين بفكر انساني غير عنصري يدعو الى الاخوة و التعايش بين الشعوب و هم ضد الاعدام كمبدأ .فكيف سيقومون بإرتكاب المجازرضد أبرياء ؟ .

عن pydrojava