الشباب.. ومقاهي الأنترنت
” أكثر ما يبحث عنه رواد مقاهي الأنترنت هو الشات(المحادثة) والجنس”
“عملية المراقبة تحتاج جهاز رقابة دائمة يرصد ما يضاف وما يحذف”
موضوع الإنترنت ليس بموضوع جديد, فقد تم تناول هذا الموضوع كثيراً, ليكون الفضول أول الأسباب الذي دفع الشرائح المجتمعية نحو هذا الوافد الجديد ومن ثم عامل الاكتشاف ليلي بعد ذلك الأقبال غير الطبيعي عليها, وقد رافق انتشار هذا الوافد انتشار ما يسمى بمقاهي الإنترنت التي جذبت الفئة الشبابية على وجه الخصوص حتى أصبح ظاهرة ارتياد الشباب لهذه المقاهي موضوعاً يستحق الوقوف عنده وتحليله ومن ثم طرح الحلول الناجمة له.
في البدء علينا البحث في الدافع وراء افتتاح هذه المقاهي:
الدافع الأساسي وراء افتتاح مقاهي النت, تحقيق هامش مادي عن طريق الجمع بين خدمتين، خدمة المقاهي التقليدية وخدمة الإيجار في شبكة الإنترنت، في المقابل وجد فيها الشباب تسلية جديدة تختلف عن المقاهي التقليدية.
ومقاهي الإنترنت بحد ذاتها ليست ظاهرة سيئة لو استغلت الاستغلال الأمثل، لكن الخطير في الأمر أن تصبح هذه المقاهي مكاناً للاستخدام السيئ من قبل بعض الزبائن، وذلك من خلال الدخول إلى المواقع الجنسية بعيدا عن الرقابة الأسرية والجهات ذات الشأن .
الأسباب وراء ارتياد مقاهي الأنترنت:
معظم مرتادي المقاهي من الشباب ومن فئة عمرية خطرة، معظمهم يرتاد هذه المقاهي للدردشة, أولى هذه الأسباب:
الفراغ الكبير: اللجوء إلى هذه المقاهي متنفس آمن يرتاده الشباب, خصوصا مع ارتفاع نسبة البطالة بينهم, بالإضافة إلى الطلبة الذين منعتهم الظروف التي تمر بها المنطقة من الالتحاق بجامعتهم.
الخصوصية: أحد هذه الأسباب وأهمها وأخطرها, فبعض الشباب ربما لديهم أجهزة في بيوتهم لكنهم يفتقدون خصوصية البحث عما يريدون، لاسيما إذا كانت البيوت محافظة وهم يبحثون عن المحادثات أو المواقع الإباحية وهي نسبة كبيرة من الشباب ويكفي أن نعلم أن المقهى إن لم تتوفر فيها مثل تلك الخصوصية يتدنى دخله بصورة كبيرة جدا مقارنة بالمقاهي التي تتوفر فيها.
فيما يمكن تحديد السبب الثاني والذي لا يقل أهمية عن الأول, وهو وجود الفني القادر على كسر كثير من برامج حجب المواقع الممنوعة, توفر الاستئناس بالأصدقاء والبعد عن جو المنزل, وذلك من خلال الخدمات الجانبية التي يقدمها المقهى وإمكانية مواعدة الأصدقاء.
يعلم الكثير من المستخدمين لشبكة الإنترنت أن بوسع غيرهم أن يتعرف عليهم فيما لو استخدموا أجهزتهم الشخصية، ولذا فراراً من انكشاف أفعالهم المخزية يلجؤون إلى هذه المقاهي لتقييد جرائمهم ضد مجهول، من قبل الباحثين عن المواقع الجنسية, ومن الجدير بالذكر أن نسبة الفتيات هنا تطغى على نسبة الشباب.
ويمكن القول, إن إهمال الآباء لأبنائهم, وضعف المراقبة الأسرية يعتبر سببا رئيساً للغاية تتطلب إيلائها الكثير من الاهتمام في ظل تفاقم هذه الظاهرة التي ازدادت انتشاراً وتحولت إلى حالة إدمان يصعب التحكم بنتائجها في القادم من الأيام.
وقد أجمع أصحاب تلك المقاهي إن أكثر رواد مقاهي يُقبلون بشكل أساسي على مواقع المحادثة المختلفة (تشات)، والجنس يليها مواقع البريد الإلكتروني.
“محمد سليم” 20 سنة طالب يقول: أقصد مقهى النت بغرض التسلية في أوقات الفراغ، فأنا أجد الكثير من المتعة هنا بعيداً عن ضجيج البيت الذي أعاني منه بحكم أن منزلنا صغير وعائلتي كبيرة نوعاً ما.
أما “حسن صادق” 33سنة أحضر هنا بقصد الدردشة والتواصل مع الأصدقاء, والأهل بعد أن أصبح الكثير منهم خارج البلد بحكم الظروف التي يمر بها بلدنا الحبيب.
“خناف أيوب”: الأنترنت يوفر لنا مجالاً وفسحة كبيرة للمعرفة ولكن الكثير يستخدمونها لأغراض غير لائقة وأكثر الفئات العمرية التي ترتاد هذه المقاهي هم من الفئة العمرية الصغيرة وهذا شيء خطير للغاية .
“شانا عيسى”: أقصد المقهى للتحدث مع أخوتي وأهلي الذين هاجروا البلد, فشبكات الاتصال غير متوفرة في المنازل بسبب الانقطاع الطويل للشبكة المحلية
صاحب إحدى المقاهي: بأن أكثر الفئات ارتيادا للمقهى هم من أعمار 15- 30 بغرض الدردشة مع الأهل والأصدقاء, وهو يقوم بنوع من الرقابة على بعض البرامج فيقوم بحظر البرامج الإباحية مسبقاً من خلال جهاز خاص .
فيما كان لصاحب مقهى أخر رأي مختلف حيث ذكر بأن الذين يرتادون مقاهي الأنترنت 85% من الشباب المراهق, يقصدون المقهى لمشاهدة الأفلام الإباحيةولا يتم ممارسة أي نوع من المراقبة عليهم المقاهي وأنا واحد منهم لأنه إذا تم فرض رقابة سيؤدي هذا إلى تدني مردود المقهى الذي قد يصل إلى 65%
وهناك نسبة من الإعلاميين والهواة بالإضافة إلى نسبة تقوم بالاتصال مع الأهل عبر برامج الفاييبر و السكايب وهذه النسبة لا تتجاوز 20%.
وفي حديث مع صاحب مقهى آخر حول مدى جدية الرقابة وحجب المواقع الإباحية أجاب: لا أتدخل أبداً في ماهية ما يقرأه الزبون الذي يرتاد المقهى ، ولا أقوم بأي نوع من الرقابة ويقول أيضاً: رأيت شباباً يتصفحون مواقع إباحية ….وغيرها، لكن لا أتدخل في منعه من رؤية ما يجذبه.
غياب الرقابة الأمنية على الأنترنت:
هنا يمكن القول في ظل غياب الرقابة الأمنية على الأنترنت حيث عملية المراقبة تحتاج جهاز رقابة دائمة يرصد ما يضاف وما يحذف، وهذا أمر معقّد للغاية بحسب آراء بعض المهتمين وبعض التكنولوجيين, فالرقابة إن وجدت فهي في طبيعة الحال تتفاوت حسب قدرات المستخدم التقنية، فالمبتدئ يُسيطَر عليه بنسبة 100%، أما المحترف فحجم السيطرة عليه لا تتجاوز30% كونه يمتلك طرقا لاختراق الرقابة، تتمثل بما يسمى بـ”البروكسي”، والذي يمكن أن يتطوّر بتطور أجهزة الرقابة وبحسب الحاجة، ويمكن كسر الحظر بالدخول عن طريق مواقع أخرى، أو بتغيير شيفرة الموقع، فتكتب الشيفرة بدلا من الأحرف التي تكون اسم الموقع، وتمر عملية الاتصال يمكن الصول إلى نتيجة مفادها, أنه يكاد يكون من المستحيل وجود رقابة صارمة .
الخلاصة …
لا يمكننا أن نجحد فوائد الأنترنت الكثيرة فيما لو استغلت على الوجه المطلوب كالبحث العلمي ، والاطلاع على الكتب والبحوث العلمية الحديثة, والأنترنت ومقاهيه مثلها مثل أي من ثمار ثورة التكنولوجية لها مزايا و مساوئ ، يمكن أن يكون مفيداً إذا عرفنا استغلاله بما يعود على أبنائنا بالفائدة والمنفعة, ويمكن أن يكون أداة سيئة تساعد في البحث في المواقع الإباحية التافهة فيسهم بشكل ما في تخريب عقول شبابنا وبناتنا, والموضوع لا يحتاج إلا المزيد من الجدية في المراقبة والتوجيه من الأسرة والمجتمع .
تحقيق فنصة تمو
التعليقات مغلقة.