محي الدين شيخ آلي: يصعب القول إن هناك تمثيل كردي في صياغة الدستور السوري

86

ما أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن انسحاب قواتها العسكرية من  روجآفا(مناطق شمال شرق سوريا)، في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت, سرعان ما بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ تهديداته التي طالما كان يلوح بها, والتي كانت في حقيقتها تنم عن أطماعه العدوانية في المنطقة, ومع بدء عدوانه على مدينتي سري كانيه وكري سبي في التاسع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت, بدأت الأحداث تتسارع وانقلبت الموازين، حيث قاومت قوات سوريا الديمقراطية هذا العدوان واستطاعت عبر مقاومتها إيصال قضيتها العادلة إلى المحافل الدولية، وتوقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة السورية برعاية الجانب الروسي لانتشار قوات الحكومة السورية على الحدود مع تركيا، وسارعت أمريكا إلى عقد اتفاق مع جيش العدوان التركي “اتفاق بنس”، وأيضاً الجانب الروسي من خلال اتفاق “سوتشي” مع تركيا لوقف إطلاق النار، وإبعاد قوات سوريا الديمقراطية مسافة 32 كم من الحدود السورية التركية. في ظل كل هذه الأحداث والاحتلال التركي لمناطق روجآفا (شمال وشرق سوريا) تواصل تركيا مع الجانب الروسي عبر النظام السوري انجاز كتابة الدستور السوري، وإبعاد ممثلي شمال وشرق سوريا من صياغة الدستور.

    محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

وخلال حديثه لـ “buyer ” قال إن هناك تقصير من جانب بعض القوى العربية في الداخل السوري التي أدعت كثيراً بحرصها على التأخي العربي الكردي وحرصها على الوجود الكردي وحقوقه المشروعة. مشيراً :” بعض النخب العربية المحسوبة على المعارضة السورية  مع الأسف تنصلت عن ابداء الموقف وبقيت متناغمة مع الاعلام التركي  وتحت تأثير نفوذ الاخوان المسلمين  وتأثير المال القطري الداعم للمشاريع التركية التوسعية في المنطقة” .

وعن التمثيل الكردي في اللجنة الدستورية السورية قال شيخ آلي:” يصعب القول إن ثمة تمثيل كردي يعبر عن واقع وحقيقة ما يعانيه وينشده الشعب الكردي في مجريات عمل اللجنة الدستورية التي باشرت بأعمالها في جنيف بالأمس القريب, فتركيبة لجنة كتابة الدستور مؤلفة من (النظام والمعارضة) خاصة الائتلاف المرتهن للدولة التركية, كما وتضمنت اللجنة بعض المحسوبين على الجانب الكردي إلا انهم يبقون ضمن آلية وسياسة الائتلاف”.

وأردف شيخ آلي :”يصعب القول بأنهم يمثلون كرد سوريا” وتابع:” هذا من جهة وان كتابة الدستور او طرح مشروع دستور جديد لسوريا المستقبل يتطلب فقهاء واكاديميين في كتابة الدساتير.

مشيراً إلى أن كتابة الدستور لها عوالمها الأكاديمية الرصينة هذا من جهة و بالتالي من الصعب  القول بأن لكرد سوريا ممثلين في جنيف.

وفيما يتعلق  بالمساعي لإيجاد  حل سلمي للازمة السورية قال سكرتير حزب الوحدة(يكيتي)، كلما اقترب مكان اجتماع لجنة صياغة الدستور من دمشق، كلما كان تحقيق الحل أقرب.

وأضاف:” عقد المباحثات والمؤتمرات واللقاءات  كلما كان مكان الاجتماع قريب من دمشق كلما كان الحل أقرب وأكد شيخ آلي أن نقل اجتماعات لجنة كتابة الدستور إلى القاهرة أو دمشق خير من بقائها في جنيف.

وحول أهم الخيارات المتاحة أمام جميع الأطراف والتي من شأنها توحيد الصف لمواجهة استحقاقات المرحلة والتحديات التي تنتظر جميع السوريين وليس الكرد فقط.

قال شيخ آلي أنه وبعد ثماني سنوات من المآسي و الفظائع في سوريا  يبقى الخيار الأفضل أمام الجميع هو انتهاج لغة  الحوار مع حكومة دمشق, ليس الحوار من أجل الحوار و تضيع الوقت بل الحوار بهدف التفاهم و توحيد الصفوف لمواجهة استحقاقات المرحلة والتحديات التي تنتظر السوريين جميعا ولم يعد ثمة (موالاة ومعارضة) على أرض الميدان, وأضاف:”  كل السوريين يعانون من المآسي, صغيرهم وكبيرهم, فهو شعب جريح و بالتالي  يجب فتح صفحة جديدة في التعامل مع الشأن السوري.

منوها بخصوص ذلك إلى أنه من العبث  إقصاء أو الاستخفاف بالمكون الكردي المتمثل  بقوات سوريا الديمقراطية و الادارة الذاتية من قضية التحاور و التفاوض بخصوص المسالة السورية، وأن الجانب التركي يسعى منذ الأشهر الأولى لإبعاد المكون الكردي من أي اجتماع دولي بشأن الحل في سوريا.

وحول وحدة الموقف الكردي و العمل المشترك قال :” هناك بعض الأصوات المتناغمة مع الجانب التركي تحت مظلة الائتلاف المعارض وهذا يقتضي إعلان صريح بأن العدوان التركي التوسعي  ضد شمال و شرق سوريا  أمرٌ مدان جملة وتفصيلا وأن احتلال تركيا لعفرين ولغيرها من مدن وبلدات شمال وشرق سوريا أمر مدانٌ أيضاً ومن الواجب تضافر وتكاتف كل القوى في الجانب الكردي بمختلف أحزابه و مجالسه وفعالياته فهو يواجه تحد تاريخي وأمامه مفترق تاريخي”

واختتم محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)حديثه لـ “buyer “:”في قضية توحيد الموقف الكردي  تحقيق تألف في الإطار العام للحراك الكردي والاتفاق على عمل مشترك لموجهة هذا العدوان الخارجي  التركي التوسعي الذي يهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي واسع النطاق في مناطق الجزيرة كما يحصل في عفرين اليوم وأيضا بات العنوان الأساسي لمساعي تركيا مفضوحا أمره ألا و هو ضرب الحضور الكردي والشطب على هويته القومية و منع السوريين للإقرار بوجود الكرد كمكون قومي طبيعي  له لغته القومية لغته الأم”.

 

التعليقات مغلقة.