تحالف غير الراغبين/ أرنست خوري
بات التحالف الدولي الجديد ضد تنظيم “داعش” والتنظيمات الأخرى المرشحة للانضمام إلى لائحة أعداء الإرادة الدولية، أمراً واقعاً.
العناوين العريضة صارت معروفة، وقد حددها أركان البيت الأبيض والبنتاغون بصيغة “خارطة طريق”، لتبقى الخطوات العملية ولائحة المنضمين إلى ائتلاف حلف شمال الأطلسي، في انتظار اجتماعات المكاتب الموصدة المتوقع أن تُفتح، وأن يخرج منها الدخان الأبيض، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في غضون أيام في نيويورك.
لن يكون التحالف مشابهاً لا لذلك الذي وُلد بعد 11 سبتمبر، ولا لذلك الذي جمع “الراغبين” قبيل احتلال العراق في 2003. سيكون العالم أمام شكل جديد من الحروب العالمية التي تكون فيها قيادة العمليات، منفصلة بالكامل عمّن يحاربون على الأرض.
كلام لم يشأ المسؤولون الأميركيون والغربيون عموماً أن يتركوه عرضة للتخمين والتسريب والتحليل، فقالوها بوضوح يندر أن يصدر عنهم: لن نحارب على الأرض. أغلب الظن أن أركان التحالف الجديد سيستعيدون أرشيف حرب يوغوسلافيا التي تُسجَّل في التاريخ كأول حرب على الإطلاق، لا يسقط فيها أي قتيل من صفوف الجهة المهاجمة.
أما سقوط عشرات الآلاف من “السكان المحليين” (انظر كيف لا يسمّينا الغرب مواطنين)، واحتمال حصول إبادات جماعية (جارية بالفعل حالياً)، فذلك تفصيل بالنسبة للعقل الغربي. المسألة واضحة بالنسبة لأركان التحالف: لن نكرر تجربة مستنقع العراق، لا في هذا البلد، ولا في سورية. دعوا العراقيين والأكراد والسوريين يقومون بالمهمة، ونحن نتكفل بالتمويل والتسليح.
لكن حتى هذه النقطة ليست دقيقة، إذ إن التمويل لن يكون إلا من خزانة دول الخليج. هكذا، يبقى “الفضل” الوحيد الذي سيتقاضى الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون ثمنه، هو فضل التخطيط، والسماح بالقضاء على “داعش”.
ثمن سيكون متعدد الأشكال، من استثمارات نفطية وفتح أسواق وعقود إعادة إعمار وتنصيب حكومات موالية. يمكن تسمية التحالف الدولي الجاري العمل على إكمال عضويته، بـ”تحالف غير الراغبين”. غير الراغبين بالتضحية بشيء، في مقابل الحصول على كل شيء.
عن العربي الجديد
التعليقات مغلقة.