في الحوارات.. هناك ضمان نحو حلّ شامل بما فيها القضية الكرديّة.. المحور الأهم في السمو نحو سوريا جديدة

48

*آلدار خليل

 في الآونة الأخيرة تمّ تناول موضوع اللقاء الذي تمّ في دمشق مؤخراً بين وفدٍ من مجلس سوريا الديمقراطيّة ومسؤولين في دمشق، هذا الموضوع يستوجب بالضرورة الوقوف عنده بدقّة وتناوله من الجوانب كافة.

– إنّ ما حدث من خطوة مبدئيّة له دلالات دون شكّ كثيرة وإنّ المرحلة الآن حسّاسة تتفاعل فيها الكثير من الأمور، وفي جميع الأحوال يمكن الحديث عن أنّه لا يوجد حتى الآن أيّ تفاوض وأنّ ما حدث ليس تفاوضاً كما حاول البعض تقديمه وإنّما كان نوعاً من إبراز الدور المسؤول من قبل مجلس سوريا الديمقراطيّة في معرفة مدى جهوزيّة وجديّة الطرف الآخر، وعندما نتحدث عن التفاوض أو حلّ المعضلة السوريّة فإنّ الأمر غير ممكن في لقاء واحد أو لقاءات عدّة، والموضوع عميق.

 ففي أيّ تفاوض لابد من أنّ تكون هناك لقاءات لمعرفة النوايا، وبعد معرفة تلك النوايا إذا ما كان هناك التماس بشكل جدّي يمكن أن تتطور الأمور. وما حدث تفاهم تمّ حول إعداد لجنة لتحضير مشروع للحلّ أو خارطة طريق وقد يتمّ ذلك وقد لا يتم.

– الحجم الذي تمّ نقله والتلفيقات التي ظهرت من قبيل أنّ هناك عملية تسليم لمناطق شمال سوريا وأنّ هناك اتفاقات حول أمور بالأساس ليس الآن موضع النقاش عليها جميعها، وتحاول النيل من قدرتنا على تحقيق أو سبل جلب الحلّ من أجل سوريا، نحن نؤمن بدورنا في الحلّ منذ البداية وما يحدث وسيحدث نتاج أهداف آمنا بها لذا التطورات التي تظهر طبيعيّة جداً وهي ترجمة واقعيّة لأهمية قرارنا ودورنا في سوريا.

 – مجلس سوريا الديمقراطيّة مظلة سياسيّة لقوى معارضة حقيقيّة وديمقراطيّة في سوريا ويدير أكثر من 30% من الجغرافية السوريّة، حيث أنّ مجلس سوريا الديمقراطيّة ليس محصوراً بمنطقة معينة ولا يمكن أن يقوم بالحديث فقط باسم الشمال السوري، مجلس موسع له قاعدة منظمة ورؤية للحل على أساس جميع الجغرافية السورية، جدية النظام في التعامل مع هذا الواقع يدفع بتحقيق الحلّ وفق ما يخدم جميع السوريين، يمكن لمجلس سوريا الديمقراطيّة في حال تطوّر الأمور بأن يكون طرفاً مفاوضاً بشكل شرعيّ عن جميع المناطق السوريّة بما فيها الشمال السوريّ والداخل السوريّ.

 – إنّ حسن النوايا في الحل تظهر من خلال اعتماد القرار في ذلك والتعامل مع مجلس سوريا الديمقراطّية على إنه ممثل لطيف واسع من الشعب السوري، رأينا أن هناك مفاوضات أو لقاءات تمّت بين النظام وأطراف معارضة أخرى لم يكن هناك أيّ وزن لتلك الأطراف ولا يوجد لها أي قدرة على تمثيل أو تحقيق أية خطوة عملية على الأرض ومن جملة تلك اللقاءات ما حدث في جنيف بمراحله وبعدها سوتشي حيث من حضر تلك المباحثات عدا عن أنهم لا يمثلون أي طرف سوري فهم لا يملكون أيَّ قرار على شبر واحد من الأرض في سوريا، إلا أنّ النظام كان يراها بأنّها قوة من مبدأ الداعمين لهم- للقوى المدّعية بأنها معارضة- وقد تمّت لقاءات في مواقعَ كثيرة والآن في آستانة 10، والسؤال إذا ما كان هؤلاء في مقارنة مع مجلس سوريا الديمقراطيّة لا يملكون أيّ جهود نحو الحلّ ولا يوجد لهم قدرة على القيام بأي شيء عمليّ، فلماذا لا تتمّ رؤية مجلس سوريا الديمقراطيّة الحاضن لقاعدة واسعة ومجموعة من الأحزاب والشخصيات والفئات المجتمعيّة على أنّه طرف رئيس ومهم في الحل؟ هناك الأمر متعلق بمدى الجديّة والجهوزيّة إذاً! حيث التعامل مع جهة لها دور في الحلّ وقدرة يعني أنّ هناك رغبة في الحلِّ، الرغبة وحدها ليست كافية كذلك لذا الترجمة العملية أهم بكثير.

 – في الحوار مع مجلس سوريا الديمقراطيّة هناك ضمان نحو حلّ شامل بما فيها القضية الكرديّة المحور الأهم في السمو نحو سوريا جديدة، ديمقراطيّة، خالية من مظاهر الإنكار والتجريد، نؤمن في روج آفا- شمال سوريا الحلّ وفق مفاهيم ديمقراطيّة، ونؤمن بحساسيّة الوضع في سوريا والمرحلة القادمة المهمة كذلك.

– اندفاعنا نحو الحلّ وبذل الجهود لتحقيقه واجب ومن جهة أخرى لابد من الاعتراف بأنّ المعضلة عميقة في سوريا وأنّ الصراع قد يطول إلى أجل غير مسمّى، إلى جانب استعداداتنا لابد لنا من العمل ودوام البحث عن التطوّر على كل الصعد؛ التنظيميّة، المجتمعيّة، السياسيّة وكذلك الحماية الذاتيّة، كما لابد من التركيز وجعل تحرير عفرين محور ومبدأ أساسي إلى جانب إيماننا بسلمية الحل وفق حوار ناجح.

 

*الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) عن صحيفة روناهي

التعليقات مغلقة.