الباحث والأكاديمي الكردي آزاد أحمد علي لـBuyer: – أنا شخصياً ما زلتُ من مناصري الحوار مع نظام الحكم في دمشق
– الإسلام المثالي ذهب مع الرسول (ص) وبدأ الإسلام الواقعي إسلام الحكم”.
– أمريكا لا تهتم بالمسائل القومية، لأنها لم تمرّ بمرحلة قومية، هي تخوض حروب المصالح الاقتصادية.
– قوات سوريا الديمقراطيّة قوة ومشروع نواة لقوة ديمقراطية سورية وعماد هذه القوة هي قوات الـ YPJ) و (YPG.
– بتصوري، ليس هنالك أي مشروع لإعادة تأسيس سوريا سياسياً واجتماعياً وتنميتها اقتصادياً إلا عبر الفدرلة.
– تركيا تحولت لدولة عدوانيّة دينيّة يرأسها رجل مهرِّج مغرور.
– حتى حزب البعث من الممكن أن يبقى كحزب على الأرض، ولكن ربّما بعض رموز النظام يتم تغييرها، وليس بشكل مستعجل.
“في مطلع2011 أيلول التقينا الرئيس السوري بشار الأسد وتمّ الحديث معه حول المكتومين وجعل اللغة الكردية لغة رسميّة, وأبدى الرئيس بشار الأسد تفهُّماً كبيراً لجعل اللغة الكردية لغة رسمية، بل أبدى رغبةً شخصية في تعلم اللغة الكردية”
– ماهي قراءتكم لما حصل في سوريا, وأنت كردي سوري ومهتم بالشأن السوري؟
لا شك، أنّنا كمعارضين لنظام الحكم الاستبدادي التوليتاري في سوريّا كنّا نتوقع أن تكون خاتمة النظام بهذا الشكل بما معناه أنّ هذه المقدمات ستؤدي إلى هذه النتائج, ولكن إنْ كنّا صادقين لم نكن نتوقع أن تحصُل هذه الكارثة وتحل بعموم الشّعب السّوري وبعموم المكونات السورية وإنْ بدرجات مختلفة من مكان إلى آخر. والسبب الأساس هو الأنظمة الواحدية التي تحتكر كل شيء لصالح مجموعة قليلة, ولكن هذه النظرة التبسيطية أيضاً غير كافية، فالمجتمع السوري معقَّد والشرق الأوسط أكثر تعقيداً وإنْ شئنا الدّقة المجتمع العربي الإسلامي مجتمع استثنائي وخاص, فنحن نشهد صراعاً تاريخياً طويلاً في هذه المنطقة وهذا الصّراع تبلور في لبوس إيدلوجي مقدس ألا هو الدّين الإسلامي, فمنذ سنوات الأولى وكما يقول (علي الوردي) الباحث الاجتماعي ومؤسس علم الاجتماع العربي :” إنّ الإسلام المثالي ذهب مع الرسول (ص) وبدأ الإسلام الواقعي إسلام الحكم”.
– برأيك، هل نجحت الحركة الكرديّة السّوريّة في فهم ما جرى في سورية، منذ بداية الحراك؟
لا أتوقع, الحركة الكرديّة أدواتها المعرفية والسياسية بسيطة وغير قادرة على مقاربة هذه التعقيدات المركَّبة, وعموماً هي حركة من نوع خاص أي لم تكن معارضة بالمعنى الدّقيق ولم تكن موالية أيضاً, كما أنّها لم تكن حركة سياسيّة.
– كيف لم تكن معارضة! والأحزاب الكردية تتشدق الآن أمام الحركة الوطنية السورية أنهم كانوا المعارضة الوحيدة على مدى أربعين عاماً من حكم حافظ الأسد وابنه بشار الأسد؟
معارضة؛ ما أقصده لم تكن معارضة بالمعنى المعارضات العربية لنظام أي التوجّه نحو صلب النّظام واستهداف بُنية النظام وجعل تغيير النظام هدفاً له, كنّا حركة مطلبية ولكن بشعارات قومية. حركتنا لم تطور أدواتها ولم تمارس السياسة مثل أغلب الحركات والأحزاب في سوريا, عموماً ليست هناك تجربة سياسية عميقة في سوريا بعكس تركيا؛ تركيا على الرغم من دكتاتوريتها وعسكريتها ولكن هناك دولة قانون سادت, وهنالك قوانين ناظمة للعبة السياسيّة وأكرر اللعبة السياسية في تركيا لذلك كرد تركيا وخاصة حزب العمال الكردستاني وحركة المجتمع الديمقراطي ومن والاهم مارسوا العمل السياسيّ بمعنى اللُّعبة السياسية وإجادة البراغماتية, في حين الحركة الكردية في سوريا هي حركة مثاليّة حركة نظرية فيها الكثير من الشّاعريّة القومية والقليل جداً من الممارسة السياسيّة على أرض الواقع.
– أنت كنت من بين من التقى في بداية الحراك بالرئيس السوري بشار الأسد، هل بإمكانك أن تتحدث عن ذلك اللقاء وكنت ترأس وفد المثقفين الكرد في بداية الحراك, أهم ما تم الحديث عنه في ذلك اللقاء؟
اللقاء كان في إطاره العام ضمن اللقاءات، كانت تجريها رئاسة الجمهورية في سوريا مع مكونات ووفود من باقي المناطق ويومها عِلمنا من الرئيس بشار الأسد بأنّ العديد من الوفود مرت قبلنا, كانت المواضيع تتركز على حقوق الكرد وماذا يريدون؟ والحقيقة تحدث الدكتور بشار الأسد مطوَّلاً ونحن أيضاً تحدثنا واستمعنا إلى وجهات النظر كانت هناك مقترحات جديَّة على الصعيد النظري لحل المسألة الكردية في سوريا وفي الوقت نفسه نحنُ أصرينا على الحوار.
– أهم النقاط التي تم مناقشتها لحل القضية الكردية؟
مثلاً كانت الجنسيات قد مُنحت، لأنّ اللقاء كان في مطلع أيلول 2011 تم الحديث حول المكتومين وجعل اللغة الكردية لغة رسميّة, وأبدى الرئيس بشار الأسد تفهُّماً كبيراً لجعل اللغة الكردية لغة رسمية، بل أبدى رغبةً شخصية في تعلم اللغة الكردية.
وبالنسبة للحل العسكري كنا نصنّف أن هنالك حلان؛ حلّ سياسيّ سلمي للمسألة وحلّ عسكري، كان لديه وجهة نظر لابدّ من الحلّ العسكري, نقلنا هذه المقترحات للعديد من الأصدقاء في الحركة الكرديّة لم تكن الأجواء مساعدة وكان على ما يبدو قطار الحوار الرسمي والشامل قد مرّ لأن القوى السياسيّة لا تصل إلى حالة الإجماع والأغلبية لم تمتلك الجرأة ولم تقرر للقيام بالحوار، وبجميع الأحوال كنت وما زلتُ مع الحوار مع نظام الحكم في دمشق.
– النظام كان لديه الرغبة في الاعتراف باللغة الكردية ماذا كان ردّ أطراف الحركة الكرديّة ؟
هم كانوا سكرانين بنشوة الزعبرة الإعلامية، ولم يقرأوا الواقع إلا من خلال الأخبار ومن خلال هاجس بأنّ النظام سيتغير وأن عالماً جديداً، جنات الخلد ستُشيّد على الأرض, وهذا ما يُحيلنا إلى إنْ حركتنا تمتلك الذهنيّة الرومانسيّة الغنائيّة.
“الـ PYD قدم شهداء وقام بعملٍ جبّار, وفي أحد الدّراسات حول معارك سوريا والعراق ما بعد معركتيْ الموصل والرقة كتبت بحثا طويلا بعنوان “صفين الجديدة”, أبرز ما قام به الـ PYD وقوات الـ YPG وهي عولمة المسألة الكردية في سوريا.
والعولمة أي لم تبقَ رقعة في وجه الكرة الأرضية ألا وعُرف أنّ هناك أكراد في سوريا، وهناك مقاتلون يقارعون الإرهاب و يدافعون عن مدنهم كـ كوباني، ولديهم فتيات، مقاتلات، حسناوات، و شامخات, فكان مُنجزَاً سياسيّاً حضاريّاً، بل أتجرّأ القول بأنّه مُنجزَاً فكريّاً“
– هل تعتقد أن الحركة الكرديّة أخطأت في عدم تلبية دعوة الرئيس السوري بشار الأسد في بداية الحراك، آنذاك؟
بصرف النّظر عن النتائج الراهنة – بدون شك – كان هنالك رِهان لكثير من القِوى الإقليميّة والدوليّة بأنّ الحركة الكرديّة السياسيّة ستقوم بدور وازن على مجمل السّاحة السّوريّة وتقرّب بين وجهات النّظر؛ لأنّنا الوحيدون الذي كان لنا جسد تنظيميّ وثقل ديموغرافي قبل هذه الهجرة الجماعية، وربّما حتى النظام كان يريد أن تقوم الحركة الكرديّة بذلك, ولكن لم تكن مُهيَّئة وجريئة، وعلى ما يبدو لم تكن قادرة أيضاً.
– في مقابل ذلك، كيف تابعتم دخول الـ PYDعلى الخط؟
قلت في مطلع عام 2012 على قناة روناهي من الخطأ أن نذهب فُرادى ونفاوض النّظام أو حتى نتحالف معه, فالآلية بشكلها العام إنّ هناك اتفاق ضمنيّ آُحُادي بين فصيل كردي – بات يمتلك قوة- وبين النظام، لم يكن تحالفاً أو تفاهماً فهو صيغة من الانسجام للسير نحو هدف أساسي هو محاربة القِوى المتطرِّفة.
– أنت تفضلت الآن بأنّ أحزاب المجلس الوطني الكردي آنذاك كانت ترفض اللقاء, ما ذنب الـ PYD هل حصلَ أي اتفاقيات بينه وبين النظام في هذا الشأن؟
الحركة الكردية لو لم تكن تحقق الإجماع، إلا أن الغالبية كان يُفترض أن تتخذ موقفاً، واتخذت موقفاً بالذهاب نحو المعارضة والذهاب نحو التأطير في المجلس الوطني السوري أو الائتلاف الوطني السوري لاحقاً.
الغرب والمحللون والمراقبون – باستثناءات قليلة – كانوا يراهنون على تغيير النظام في مدة أقصاها سنة.
– برأيك الـ PYD نجح في سحب البساط من تحت أقدام الحركة الكردية في سوريا؟
الـ PYD قدم شهداء وقام بعملٍ جبّار, وفي إحدى الدّراسات حول معارك سوريا والعراق ما بعد معركتيْ الموصل والرقة كتبت بحثا طويلا بعنوان “صفين الجديدة”, أبرز ما قام به الـ PYD وقوات الـ YPG وهي عولمة المسألة الكردية في سوريا.
والعولمة أي لم تبقَ رقعة في وجه الكرة الأرضية ألا وعُرف أنّ هناك أكراد في سوريا، وهناك مقاتلون يقارعون الإرهاب ويدافعون عن مدنهم كـ كوباني، ولديهم فتيات، مقاتلات، حسناوات، وشامخات, فكان مُنجزَاً سياسيّاً حضاريّاً، بل أتجرّأ القول بأنّه مُنجزَاً فكريّاً.
– سياسياً! كيف تقيّم عمل الـ ENKS منذ تشكيله وحتى الآن ؟
حقيقةً، إنّه لم يوفّق في عمله لا على الصعيد التنظيمي، ولا حتى السياسي.
– لماذا..؟ كل هذه الأحزاب وهذا التاريخ النضالي، وكانت الحركة الوحيدة المنظَّمة مثل ما ذكرت قبل قليل، وكانت هناك آلاف مؤلفة من أبناء الشعب الكردي منظماً داخل هذه الأحزاب ولم يوفقوا؟
العبرة في النهايات، حتى تاريخ هذا اليوم لم يوفقوا في كسب منجزات ملموسة على الأرض – وهذا ما يؤلمني حقيقةً – أتصوّر أنّ الأزمة الكردية بنيويّة قديمة، وقلتها منذ أكثر من ثلاثين سنة بأنّ أزمة الحركة الكرديّة تتلخص في أزمة ما يسمى قياداتها.
– لاحقاً، الـ PYD استطاع أن يشكل قوّة سياسيّة وعسكريّة وبات يسيطر على مساحات كبيرة من سوريا، وتبع ذلك الإعلان عن الإدارة الذاتيّة, برأيك هل كانت التجربة ناجحة للحفاظ على أمن المناطق الكردية؟
الحفاظ على الأمن هو أول منجَز والمحافظة على مؤسسات الدولة هو منجَز آخر، أي البنية التحتية؛ وفرض الثقافة الكردية أو إعادة إحياء اللغة الكرديّة، بالنسبة لي عندما أسافر على أحد الطرقات والاسم الذي تمّ تعريبه منذ أربعين سنة، عندما يُعاد هو مؤشر حق، واحترام لثقافة الآخر واحترام لروح المكان وبالتالي احترام لذاكرة الكرد, لاشك إن هنالك منجزات، أيضاً هنالك أخطاء كثيرة.
– الرقة معقل تنظيم داعش تحررت على يد QSD, برأيك كيف ستؤول الأمور في الرقة بعد تحريرها؟
تحرير الرقة هو قرار دوليّ ومشاركة قوات سوريا الديمقراطيّة أيضاً هي قرار التحالف؛ هو الذي رشّح, العديد من القِوى كانت ترغب بما فيها الدولة التركية والحكم التركي, فالتحالف اختار الـ QSD بغالبيتها الكرديّة.
– برأيك، لمَ اختار التحالف الدولي المكوّن من /73/ دولة QSD؟
هناك عوامل ظاهرية وهي أن قوات سوريا الديمقراطية قوةٌ حقيقية ومشروع نواة لقوة ديمقراطية سوريّة عمادها وحدات حماية الشعب والمرأة
– تحرير الرقة أحدث نوع من الإشكالية؟ النظام حالياً يطالب بالرقة والمعارضة أيضاً تطالب بفرض سيطرتها على الرقة, برأيك كيف سيُفاوض حزب الاتحاد الديمقراطي على الرقّة؟
أهل الرقة هم أصحابها ولا يمكن لأحد أن يفرض أي مشروع أو إرادة أخرى على إرادتهم, ربّما لا تتمكن قوة المجتمع الأهلي حالياً في الرقة من إدارة نفسها فلابد من مساعدة خارجية, بتصوري الشيء المهم هو تنظيم هؤلاء الناس واحترام إرادتهم، والرقة ليست بإفريقيا تاريخياً هي كانت منطقة حدوديّة بالنسبة لمناطق الكرد، والكرد حكموها وعاشوا فيها، وجزء من سكّانها العرب الحاليين أصولهم كردية من عشيرة “المليّة”؛ عائلة أجداد إبراهيم باشا المليّ.
تيمور باشا حكمها لفترة طويلة وحصل تزاوج, لذا الكرد ليسوا عنصراً غريباً وداخلاً على الرقة ولكن ينبغي احترام إرادة الأكثرية وينبغي احترام الأخوة والتضامن العربي الكردي، وتحسين هذه العلاقة أيضاً.
– موضوع المشروع الفيدرالي الذي طرحه MSD سيّما أنه قد بدأ بإجراء الجولة الأولى من الانتخابات, ما هي قراءتكم لهذا المشروع؟
بتصوري، ليس هنالك أي مشروع لإعادة تأسيس سوريا سياسياً واجتماعياً وتنميتها اقتصادياً إلا عبر الفدرلة، بأي صيغةً كانت المبدأ الأساسي، هنالك ديمقراطية على الصعيد الشاقولي وهنالك ديمقراطية أفقية, وأثبتت التجارب أن خمسين دولة أو أكثر قليلاً الفيدرالية هي أفضل حل لهم، وتصنّف من الحكم الرشيد, فالفدرلة ليست مسألة كردية وليست هاجساً كرديّاً فقط ولا هواية بالنسبة للكرد.
توزيع السلطات يعني أنه عندما يحصل أهالي السويداء على شكل من أشكال الإدارة الذاتية أو الفدرالية بالنسبة لهم أفضل، وربّما أهل درعا أيضاً، يعني أن إعادة فدرلة سوريا وتوزيع السلطات بالنسبة للمركز والأطراف هي مشروع تنمويّ، اقتصاديّ، اجتماعيّ وبالأخير مشروع سياسيّ، وفي المحصّلة بناء سوريا الديمقراطية هو مشروع لابّد منه، خارج إطار الفدرلة، هنالك نزعة ضامرة لأي جهة كانت للسيطرة وللعودة إلى الاستبداد وثمّة العديد من مفكري الغرب ومنظّري الديمقراطية، يقولون “إن الفدرالية هو السّد الذي يمنع عودة الاستبداد أو الدكتاتورية”.
– في الشأن ذاته، المجلس الوطني الكردي لديهِ مشروع باسم كردستان سوريا، وهو منضو في الائتلاف السوري المعارض, برأيك هل سيلقى مشروعه آذان صاغية من قبل المعارضة السوريّة والدول الإقليميّة؟
لا أتصور ذلك ,لأنّ معظمهم يرفضون وجود الكرد ويشككون بوجوده التاريخيّ، وينزلقون إلى مزالق معيبة من أخطاء يتم توجيهها إلى تاريخ الكرد وإلى الثقافة الكردية وإلى الوجود الكردي، فـثمّة مفارقة في الواقع.
– لِمَ هذا التمسُّك بالبقاء في ائتلافٍ لا يعترف بحقوق شعبك؟
لا أدري، حقيقةً نحن نعاني من اصطفافات سياسيّة راهنة أشبه باصطفافات وأحلاف قبليّة قديمة.
– النظام بدأ يصّرح إمكانية فكرة قبول الإدارة الذاتيّة، برأيك إنّ النّظام يمتلك الجديّة حيال ذلك؟ وهل الـ PYD سيوافق كونهُ أعلن عن المشروع الفيدرالي وغالبية القيادات إلى الآن ترفُض التنازل عن هذا المشروع؟
نعم، النظام أحد أخطائه أنّه مُصِّر على أنْ يحكم سوريا- أخطائهُ القديمة في مطلع هذه الانتفاضة- وإنْ أصّر على أن يحكم كل سوريا بمعنى الحكم المباشر سيعيد أخطائهُ, ثانياً هنالك إرادة دوليّة لفدرلة سوريا؛ إرادة روسيّة أمريكيّة فرنسيّة وهي ثلاث دول فاعلة وربُّما دول أخرى أيضاً.
– الروس يحاولون عقد مؤتمر للشعوب في مدينة سوتشي الروسيّة ربما في الأيام القليلة القادمة, برأيك حضور الكرد في هذا المؤتمر ضروري؟ وماهي أهم المطالب التي يجب أن يطرحوها؟
الكرد جزء من مكونات سوريا، بل أحد المكونات الرئيسة بعد المكون العربي ومن حيث المبدأ أي نشاط وأي اجتماع على أرض سوريا وبين أطرافها من أبناء المجتمع السوري سيكون مفيداً بصرف النظر عن المظلِّة وقضايا المزايدات السياسيّة اتركها للسياسيين
– يعني أنت مع فكرة الذهاب؟
نعم, أي اجتماع لبحث مخرَج للمسألة السورية، ولبناء الجسور بين المكونات الشّعب السوريّ، وتأسيس لتفاهمات جديدة، بالنسبة لي عمل ليس مقبول، بل ضروري.
– حسب المعلومات المتوفرة أو التسريبات، أنّ الـ ENKS رفض فكرة الحضور من الأساس, برأيك هل قراره صائب؟
المناخ الذي وضع المجلس نفسه فيه والبيئة السياسيّة والموقع والإحداثيات السياسيّة على خارطة المنطقة وخارطة سوريا ربما تُصِّعب عليه الحضور خاصةً في هذه الجولة, ولكن هذا لا يعني أنّني أبرر لهم، هذا خيارهم ولكن هنالك أطراف عربيّة وقِوى سياسية أخرى ربّما إسلاميّة حتى من المعتدلين لن تحضر، ولكن بالنسبة لمكونات الشّعب السوريّ، وبالنسبة للأطراف المشاركة في الإدارة الذاتية أتوقع أنّها ستنسجم مع طروحاتهم.
– الـ PYD يرفض الحضور باسم وفد كردي مستقِّل ويطرح وفدهم إنْ حضر بـوفد المشروع الفيدرالي، ما هو تقيّيمك ؟
أيضاً، هو منسجم مع أفكارهم حيث أن المناطق التي تحت سيطرة QSD هي مناطق عربية، فهم يتحدثون باسم مشروع سياسيّ وليس باسم مشروع قومي، ولكن من المبدأ العام هو منسجم مع طروحاتهم.
– السؤال الأخير في الموضوع السوري: سوريا إلى أين تتجه؟
قراءتي الموضوعيّة إنّ سوريا تتجه إلى نهايات الصراع, وأملي أنْ سوريا تتجه سريعاً نحو إيجاد حلّ سياسي وتتم إعادة إعمار سوريا وبناء سوريا جديدة, سوريا تستفيد من أخطائها وتبني مستقبل أفضل لكل أبنائها.
– هل ترى النظام الحالي له مستقبل في سوريا؟
النظام كمؤسسات دولة نعم, وحتى حزب البعث من الممكن أن يبقى كحزب على الأرض، ولكن ربّما بعض رموز النظام يتم تغييرها، وليس بشكل مستعجل.
– ندخل الآن إلى الشأن الكردستاني، كـأكاديمي ومتابع للشأن العام الكردستاني، برأيك ماذا حصل في إقليم كردستان العراق قبيل الاستفتاء وأثناء نكسة كركوك، لِمَ حدثت هذه الانتكاسة الكبيرة؟
هو سابق لأوانه أن نسميه انتكاسة, هناك صراع ,الكرد فقدوا الكثير من الأراضي التي اكتسبوها في السنوات الماضية دون قتال ضمن ظروف باستثناء قِتال داعش, وثم ما فقدوه من مكاسب هو آبار النفط التي كانت بحوزتهم، وربّما كانوا يتقاسمون مع حكومة بغداد, ما حدث بالضبط إنّ نهضة كردية جديدة قد تحققت بمشروع كردستاني، وتوّج الرئيس مسعود البرزاني زعيماً قومياً دون منافس، وبنفس الفترة حققت الـ QSD والـ PYD والـYPG انجازاً سياسيّا يُصنَّف من قبل الغير إنّه انجاز سياسيّ لصالح الكرد، وبينهما مات الرئيس مام جلال وبدأ الصراع على الاتحاد الوطني الكردستاني وتشكّلت بيئة أنْ تحققت الوحدة في كردستان العراق منذ خمسين سنة لم تتحقق بقيادة الرئيس مسعود البرزاني الذي هو صاحب مشروع قومي تحرُّري, وبهذه اللحظة تحركت القِوى الثلاثة؛ تركيا، إيران، العراق كي تضرب هذه الحالة النادرة في تاريخ الكرد الحديث, والإدارة الأمريكية بقيادة ترامب أعلنت أنّها ليست طرفاً في الصراع أو أنّها لا تميز أي طرف على الآخر، في حين كانت الموازين كلها تم ترجيحها لصالح القوة العسكريّة على الأرض للحرس الثوري والحشد الشعبي، كلها تدخّلت وتحقّقت ثغرة- للأسف- وبعض الكرد تعاملوا مع بغداد وبوعود إنهم لن يقاتلوا وبالتالي سيحصلون على مكاسب سياسيّة، وحدث نوع من الانتقام الرخيص للرئيس مسعود البارزاني والمناضل كوسرت رسول علي والدكتور محافظ كركوك نجم الدين كريم، وبعد ذلك اتخذت القيادة الكردية قرارا بالانسحاب لحقن الدماء وللإعلان عن نهاية مرحلة.
– برأيك هل كان الوضع الدّاخلي لإقليم كردستان مهيّأً لإجراء ذلك الاستفتاء, وهل كان قراره صائباً دون ضمانات دوليّة؟
نعم, لأن الاستفتاء هو تعبير عن رأي في حق تقرير المصير وحق ديمقراطي ممكن أي مرحلة تعلُنه، ولكن لم يتم الإعلان عن الاستقلال والانفصال.
– في صلب هذه النقطة بالتحديد: لماذا رفضت أمريكا مشروع الاستفتاء، ولمَ لمْ تصغِ قيادة الإقليم للدعوة الأمريكية؟ وكانت ردة فعل الجانب الأمريكي قاسية في كركوك؟
أمريكا لا تستوعب المسائل القومية- خوفنا الحالي من الأمريكان- وليست لها حتى القدرة على فهم المشاكل القومية لأنّها لم تمر بالمرحلة القومية، إنّها تخوض صراعات اقتصاديّة وصراعات مصالح وصراعات هيمنة رأسمالية على الصعيد العالميّ، عدا عن ذلك إدارة ترامب غير متوازنة لا يوجد توافق بين البنتاغون و CIA والإدارة الأمريكية والكونغرس، الآن المواقف تتغير.
– في هذا الاثناء البيت الكردي في إقليم كردستان أصبح هشاً للغاية، كيف ستجري الأمور في ظل ما حصل في الأيام الأخيرة؟ هل سيعيد الإقليم عافيتهُ بعد تلك الكارثة؟
كما قلت، هنالك أراضي تخلّى عنها الإقليم سِلْماً وهناك أراضٍ تخلى عنها بعد قتال وقرار النفط يعود إلى بغداد؛ قرارٌ عالميّ مركزيّ ورائه بريطانيا والرأسمالية العالميّة اليوم هي رأسماليّة نفطيّة، وهذا موضوع في غاية الأهمية أنّ النفط والتراكم الرأسمالي الذي حققهُ النفط يتجسد في قيادة أمريكا، كان تريلسون رئيساً لأكبر شركة نفطيّة وأموال النفط الخليجي هي تدعم أمريكا اليوم وآلة الحرب الأمريكية.
– تقييمك للمستقبل السياسيّ في قادم الأيام لإقليم كردستان العراق، وعلاقته مع الغرب ومع الدول الإقليمية؟
هنالك تفاؤل، لأنّْه لا توجد في المنطقة قوى سياسية ومجتمع متوازن منفتح ديمقراطيّ تعدديّ غير عدائي للآخر بما فيه الغرب غير مجتمع كردستان، فتركيا تحولت لدولة عدوانيّة دينيّة يرأسها رجل مهرِّج مغرور، وإيران دولة عدوانيّة مذهبيّة تعيد تشكيل وثنيّة سياسيّة جديدة، فضلاً عن العراق يحكمها حزب الدعوة والشيعة المسيسين.
بنظرة عامّة لا يمكن التخلّي عن كردستان العراق ولا يمكن التخلي عن الكرد ودورهم في المنطقة؛ الدور المتوازن والذي يُرجّح مشروع نشر الديمقراطية والسلام في المنطقة.
– مؤخراً كتبت مقالة طويلة في العدد 70 من مجلة الحوار بعنوان النقشبنديّة النسخة الكردية للإسلام السياسي أهم ما طرحتهُ في هذه المقالة، وهذا الموضوع الجديد, وماذا قصدت بالنسخة الكرديّة؟
للكرد بصمتهم الواضحة في صياغة أو في إعادة إنتاج إسلام محليّ روحانيّ نورانيّ صوفيّ, فالصوفية استوطنت لفترات طويلة في كردستان قبل النقشبنديّة المجدديّة أو النقشبنديّة التي جددها خالد النقشبندي والذي انطلق نحو بغداد ودمشق تحديداً، وبعد أن تفاقم التطُّرف وتم إحالتهُ إلى الإسلام بطريقة أو أخرى, أبحث في البصمة الكرديّة على الإسلام عموماً وفي جانبها السياسيّ والاجتماعيّ, فتتولد لديّ قناعة بأنّ الصوفيّة بطريقة ما هي إسلامٌ اجتماعيّ وليست سياسي، ولدينا مشكلة في المجتمعات الإسلاميّة مع الإسلام السياسيّ وليس مع الإسلام، وبالتالي الانتباه إلى اجتماعية الإسلام أمر مهم لنا الآن ومستقبلاً، وساهمت النقشبنديّة الخالدية في عدم توجُّه القوميّة الكردية إلى الإسلام السَلفيّ المتشدِّد.
حاوره سيرالدين يوسف في برنامج (حوار مسؤول) الذي يبث عبر راديو BuyerFM من قامشلو على التردد 103.5
نشر هذا الحوار في العدد /69/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/11/2017
التعليقات مغلقة.