“التخدير” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “أحمد يوسف” اختصاصي بالتخدير والإنعاش وتسكين الألم

32

 

يُعرف التخدير بأنه منع المريض من الإحساس بالألم أثناء العمل الجراحي، وتحقيق ساحة جراحية ملائمة للطبيب الجراح لإجراء العمل الجراحي، ويتمثل بثلاث محاور رئيسية وهي تنويم المريض وتسكينه وإرخاءه تماماً سواءً كان تخديراً عاماً أو موضعياً.

وأوضح الدكتور “أحمد يوسف” اختصاصي بالتخدير والإنعاش وتسكين الألم، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” أن أشيع أنواع التخدير هو العام، وسابقاً كانوا يستخدمون الكحول ليفقد المريض وعيه قبل إجراء العمل الجراحي، أما الآن فتطور الطب، وأصبح بالإمكان من خلال التخدير الحالي التأثير على قشر الدماغ لدى المريض، وفقدانه الإحساس بالألم ومنع السيالات العصبية الوصول من المركز إلى المحيط.

 وهناك نوع يسمى التخدير الناحي أو النصفي وهو التخدير القطني وله أيضا نوعان تحت الجافية وفوق الجافية ولكل منه استطبابات ومحاسن ومساوئ، إضافة إلى التخدير الموضعي ويكون لمنطقة معيّنة وعضو معيّن كالمفاصل أو اليد مثلاً. وبهذه الطريقة من الممكن تجنب المريض من الاختلاطات التي قد تحدث أثناء العمل الجراحي.

وأشار الدكتور إلى حدوث اختلاطات خلال العمليات الجراحية وهي تكون خارج عن إرادة الطبيب والكادر الطبي، وتكون في سياق تطور المرض، إلا أن التخدير في الوقت الراهن يعتبر آمناً ويتطلب مقابلة المريض والتعرف على حالته النفسية ومدى استعداده النفسي للتخدير، لافتاً إلى أن الطبيب قد يقرر وقتها إذا كان المريض يحتاج إلى تخدير عام أو موضعي بحسب الحالة.

وأكد الطبيب أن المخاطر نادرة جداً، إذا كانت حالة المريض مدروسة بشكل جيد، والدراسة تطلب إجراءات كثيرة جداً، لذلك يحتاج المريض إلى لقاء خاص مع طبيب التخدير قبل موعد العملية الجراحية على الأقل قبل العملية بـ 3 وحتى 4 ساعات، والأفضل قبلها بيوم، وذلك لتبديد المخاوف.

وأوضح الدكتور أن بروتوكول ما قبل العمل الجراحي يشمل التعرف على المريض، كمعرفة العمر، القصة المرضية، السوابق المرضية، طلب تحاليل للتعرف على الوظيفة الكبدية والكلية مثلا، لأن التخدير هو تحويل مادة فعالة إلى غير فعالة قابلة للطرح، لذلك تتم عملية الاستقلاب بالكبد، كما أن وظيفة الكبد هي تحويل المواد الكيماوية إلى مواد غير ضارة وطرحها عن طريق الكلية، لذلك من الضروري جداً التأكد من سلامة هذين الجهازين.

كما أن معرفة وضع القلب والرئة مهم جداً قبل إجراء التخدير، ويكون عبر التخطيط، والإيكو عند الضرورة للاطمئنان على وضع الصمامات وما إلى ذلك، وكل هذه الأمور تندرج ضمن الفحص السريري للمريض.

 ولفت الدكتور إلى أن نسبة الخطورة ضئيلة جداً، وتتشكل من 1 ـ 3 لكل 1000 حالة، وأحياناً ترتفع إذا كانت هناك مشاكل قلبية، كلوية، كبدية، أو العمر والعوامل المؤهبة.

وتستمر مهمة طبيب التخدير حتى خروج المريض من المشفى، وبعد خروجه يتم مراقبة الحالة القلبية والتنفسية لدى المريض، إلى أن يتم التأكد التام من سلامة المريض وقدرته على الوقوف والمشي والتفاعل مع الآخرين وتسكين الألم بعد العملية، لذلك مهمة الطبيب المخدر تستمر في متابعة المريض حتى بعد العمل الجراحي وتخريج المريض إلى ما بعد الإنعاش وما بعد غرفة الإنعاش وتحديد نوع التسكين، كما أن جرعات التسكين توضع للمريض بحسب الحالة الجراحية.

ويختلف التخدير عند كل من الفئات التالية: “المسنين، الأطفال، والحوامل”، حيث يتم مراعاة التبدلات الفيزيولوجية لديهم، مثلا توجد فروقات تشريحية بين الطفل والإنسان البالغ، كالاختلاف في وضع أنبوب تنفسي في الحنجرة لدى الطفل حيث يعاني من صعوبة تأمين طريق هوائي تنفسي نتيجة اختلاف طبيعة الطفل، وأيضاً اختلاف فيزيولوجية المرأة الحامل عن غير الحامل، لذلك الحالة الطبيعية تختلف من شخص لآخر ولكل واحد منهم تعامل خاص به.

وأبرز المخاطر التي قد يتعرض لها المريض أثناء التخدير، هي المشاكل الرئوية، كتعرض المدخنين لمشاكل تنفسية بسبب تأثر وظائف التنفس كنقص الأكسجة بسبب الآفات الموجودة، لذلك الاختلاطات التي تكون خارجة عن إرادة الطبيب ممكن أن تحدث، ويصعب تعديلها لأنها في سياق تطور المرض، وممكن أحياناً أن تحدث اختلاطات بسبب فقدان المريض الدم بشكل كبير، وهذه كلها خارجة عن إرادة الطبيب.

وقال الدكتور أن أهم المشاكل التي قد تواجه المريض بعد التخدير هي صعوبة تأمين طريق تنفسي له، كصعوبة تركيب أنبوب في الحنجرة، فإذا لم تكن هناك وسائل مساعدة مثل تنظير الحنجرة عبر منظار خاص بالحنجرة وتركيب الأنبوب من خلاله قد يؤدي إلى شكوى المريض من صعوبة البلع وألم في الحنجرة لاحقاً.

 وأكد الدكتور “أحمد يوسف” اختصاصي بالتخدير والإنعاش وتسكين الألم، في ختام لقائه على أهمية مراجعة المريض لطبيب التخدير قبل إجراء العمل الجراحي لتبدد كافة المخاوف الموجودة والاحتمالات التي قد تحدث، وتعاون الأهل، وضرورة التعرف على الطبيب قبل العملية بساعتين أو ثلاث ساعات، لتحضير المريض وتهيئته قبل إجراء العمل الجراحي.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط الحلقة كاملاً:

التعليقات مغلقة.