“الأمراض الفيروسية لدى الأطفال” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “عبد الرحيم أحمد” اختصاصي بأمراض الأطفال وحديثي الولادة

38

 

 

تُعرف الفيروسات بأنها كائنات مجهرية صغيرة تصيب الأغشية المخاطية عند الأطفال والكبار، وتتكاثر فيها الخلية وتنتشر بشكل كبير، وأبرز عوامل ظهورها تعود إلى تقلبات الجو، إضافة إلى الاحتكاك المباشر الناجم عن التجمعات تزامناً مع افتتاح الروضات والمدارس حيث ينتقل الفيروس عن طريق الرذاذ والسعال بشكل أوسع.

وأوضح الدكتور “عبد الرحيم أحمد” اختصاصي بأمراض الأطفال وحديثي الولادة، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، أن الإصابة بالفيروسات تبدأ باحتقان بالأغشية المخاطية، وظهور أعراض مثل عدم الارتياح بالبلع، سيلان الأنف، وقد يرافقه ارتفاع في درجات الحرارة بشكل خفيف عند الأطفال.

 وفي حال وجود إنتان أو حساسية قد ينتشر عن طريق البلعوم إلى أماكن أخرى مثل الأذن الوسطى، أو الإصابة بالتهاب القصبات، وتتحول فيما بعد إلى التهاب بذات الرئة، بالإضافة لهذه الأعراض، قد تحدث أعراض هضمية عند الأطفال، مثل احتقان البلعوم الشديد، والشعور بالغثيان، وحدوث إقياء وإسهال، وأكثر الفيروسات مزعجة بالنسبة للأعراض الهضمية هو فيروس “الروتا” أو كريب الأمعاء، حيث يصاب الطفل بإسهال شديد، مما يؤدي إلى إصابة الأطفال الذين تقل أوزانهم عن عشرة كيلو غراماً بالجفاف إذا لم يتم تعويض الجسم بالسوائل المناسبة، وفقدان الشهية للطعام والشراب.

 وهناك أسباب كثيرة للإنتانات الفيروسية، منها الأمراض الطفحية، مثل “الحصبة والحصبة الألمانية والتهاب سنجابية النخاع، وتكون أعراض الفيروسات الطفحية متشابهة مع باقي الفيروسات، ولكن بعد قرابة 4 أيام تختفي هذه الأعراض، وتبدأ فترة ما بعد الحضانة وظهور أعراض النمط الطفحي، ويستطيع طبيب الأطفال التمييّز بين هذه الأمراض.

وفي الفترة الأخيرة ظهر فيروس القصبات الشعرية أو ما يسمى بـ “ربو الأطفال”، وتظهر أعراضه أيضاً بالتهاب بلعوم، سيلان الأنف، عطاس، حرارة خفيفة، سعال خفيف، وبعد 24 ـ 48 ساعة تنزل الأعراض إلى القصبات، وتزيد من إفراز المخاط بالقصبات، وحدوث تشنج فيها، بالتالي تظهر أعراض ذلة تنفسية عند الطفل وأزيز ووجود بلغم.

 

وأشار الدكتور إلى أنه وبعد ظهور فيروس الكورونا، بدأ الناس يتعرضون للإصابة بمتحور جديد من الفيروس، وتكون أعراضه على شكل: “حرارة مرتفعة جداً، وهن شديد مع آلام عضلية، صداع، وآلام معوية وفي المعدة”، وتكون تركيبته عبارة عن مجموعة من الحموض الأمينية تصبح في حالة فوضى رقمية وتتحول إلى جائحة وتتطور بحسب البيئة.

وأوضح الطبيب أن التشخيص يكون عن طريق الفحص السريري ويتميز المرض الفيروسي عن الجرثومي بأن الطفل إذا كان يعاني من الحرارة الشديدة فإنه يستجيب للأدوية الخافضة للحرارة ويعود إلى نشاطه الطبيعي، أما في حال إصابته بالأمراض الجرثومية فإن الطفل قد يستجيب لخافض الحرارة لكن بقية الأعراض تبقى مثل الوهن والتعب إلى أن تتم معالجته من النمط الجرثومي، مضيفاً أن نسبة خمسة وثمانين بالمئة من إنتانات الأطفال في فترة تغيير الطقس تكون فيروسية، وقد يحتاج الطفل إلى صورة للصدر في حال ظهور بعض المشاكل في الصدر أو كان يعاني منها سابقاً، وقد يضطر لإجراء بعض التحاليل في حالة إصابته بالكوفيد وكان يعاني من ارتفاع الحرارة ويسمى هذا التحليل بالبروتين الارتكاسي.

 وقال الدكتور إن نسبة خمسة وسبعين وحتى خمسة وتسعين بالمئة من الأطفال المصابين بالالتهاب الفيروسي يتماثلون للشفاء خلال خمسة أيام تقريباً وتزول جميع الأعراض، أما المصابين مثلا بالتهاب القصبات الشعرية وكان يعانون من مشكلة قلبية أو نقص في المناعة، فإن هذا قد يؤدي إلى نقص الأكسجة وحدوث اختناق.

وأضاف: إذا كان وزن الطفل خفيفا وتعرض لإسهال شديد وفقَدَ نسبةً كبيرة من السوائل فإن ذلك قد يؤدي إلى الإصابة بقصور وتوقف القلب أو نزف دماغي، إذا لم يتلقَّ العلاج اللازم في الوقت المناسب.

وبيّن الدكتور أن تسعين بالمئة من الحالات تكون خطة العلاج عرضية، وتكون في معظم الحالات التنفسية الاكتفاء بالسوائل جيداً، مع خافضات الحرارة، أما في الإصابات المعوية، فإن العلاج يكون عن طريق تعويض الجسم بماء الأملاح، وكذلك في حال الإنتان التنفسي يكون عن طريق الإكثار من السوائل أيضا وخافضات الحرارة، وترطيب الأغشية المخاطية بسيروم ملحي ومضادات الاحتقان.

وقدم الدكتور “عبد الرحيم أحمد” اختصاصي بأمراض الأطفال وحديثي الولادة في ختام لقائه عدة نصائح، منها: ضرورة حصول الطفل على الراحة الجسدية في البيت وعدم اختلاطه بغيره في المدرسة مثلا، الإكثار من السوائل والفواكه وخاصة الحمضيات، استخدام خافضات الحرارة وفي حال استمر أكثر من ثلاثة أيام يجب مراجعة الطبيب، مع اتباع تعليمات الطبيب المختص.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط الحلقة كاملاً:

 

التعليقات مغلقة.