محي الدين شيخ آلي لـ BuyerFM: نشر ثقافة الوعي الانتخابي أهم لدينا بالفوز في الانتخابات، ونرفض نفس الحزب الواحد

90

نناشد جميع  اتجاهات الرأي العام في تركيا بالضغط على حكومة (AKP) للكفّ عن هذه التهديدات والتحشدات والرجوع عن هكذا مشروع عدواني غاشم على عفرين.

– حزبنا حصل على ترخيص من الإدارة الذاتية، ونرى بأن باقي الأحزاب والفعاليات السياسية في عفرين وغير عفرين يجب أن تتقدم للحصول على ترخيص قانوني من الإدارة الذاتية.

ليس هناك تواجد عسكري للنظام السوري في مدينة عفرين أو القرى والنواحي التابعة لها.

– ما يطالب به الائتلاف المعارض ضد قوات حماية الشعب يأتي استجابة لطلب تركي ونحن على اطلاع على هذا الأمر.

– لسنا مسؤولين عن سلوكيات ومواقف وتصريحات ما يُعرف بالمجلس الوطني الكردي لا من قريب ولا من بعيد، ولا أتجنى عليهم عندما أزعم أنهم مسلوبي الإرادة من قبل قيادة الائتلاف والسياسة الخارجية لحكومة AKP في أنقرة.

– ودّعنا شهداءً كثر وعاهدناهم بأن نبقى بين شعبنا وندافع عن حقوق شعبنا.

بداية هل لك أن تضعنا في آخر التطورات الميدانية والعسكرية في مدينة عفرين، خاصة وأنها مهددة بالاجتياح من قبل الجيش التركي؟

– بدايةً، المشهد العام في منطقة عفرين هو استمرار التحشدات التركية وأعوان الحشد التركي، المتمثلين ببعض مجاميع وتشكيلات من الجيش الحر، مثل جماعة كتيبة السلطان مراد وبعض الفصائل المنتقلة لصفة الجهادية والإسلام – الدين الحنيف لشعبنا-، هذه التحشدات تحمل اسم سيف الفرات حيث مشاهد العسكر والآليات البصمة العسكرية التركية ماثلة لأعين المواطنين في جوار عفرين، وخاصةً القرى التابعة لمقاطعة عفرين، تأتي المدينة المتاخمة لمدينة أعزاز قسطل جندو وكذلك مناطق روباريا وشيراوا المتاخمة لدير جمال ونبّل وصولاً إلى جنوب المقاطعة، المنطقة التي تتمركز فيها جماعات النصرة أي شبكة القاعدة باسم هيئة كتيبة الشام بريف إدلب المجاورة جنوباً لعفرين، منطقة قطمه وصولاً إلى الحدود التركية، في الجانب السوري جنديرس وقرى دير بلوط وفي الجانب التركي الرايعان وقرخان.

التحشدات والضغوطات التركية تتمثل وتتجسد بحالات عدائية متكررة سواءً بالقصف المدفعي التركي على القرى المجاورة لعفرين والشهباء وكذلك تجاوزات الجندرمة التركية على الجانب السوري من منطقة عفرين واستخدام الجندرمة التركية للذخيرة الحية ضد المواطنين السوريين عرباً كانوا أم أكراداً، هناك قلق من استمرار هذه الحشودات والضغوطات والاعتداءات التركية وأعوان جماعات سيف الفرات والجيش الحر وإلى ما هنالك من تسمياتٍ كثيرة.

الجانب التركي بدء بالفعل يعمل على خلط الأوراق في عفرين، ما هي التحضيرات السياسية التي تعملون عليها لردّ العدوان التركي على عفرين؟

الحالة العامة بين أهالي عفرين صغيرهم وكبيرهم بكردهم وعربهم، أنهم يدٌ واحدة وصفٌ واحد في مواجهة هذه التهديدات، التدابير الميدانية والتي نحن جميعاً منشغلين بها، أولاً إقامة ندوات وتظاهراتٍ شعبية عمت شوارع عفرين وفاقت عشرات الألوف من المواطنين، ليس فقط في عفرين، وكذلك في النواحي والبلدات الكبرى، جسدت هذه التظاهرات تجمعاتٍ احتجاجية ضد التهديدات التركية باستمرار خروج عشرات الألوف من المواطنين من أبناء عفرين احتجاجاً وإدانةً لهذا التهديد التركي المباشر، من جهةٍ ثانية في الجانب التنظيمي والتحضيرات الميدانية لممارسة حقنا في الدفاع عن أنفسنا، كحزبٍ سياسي أؤكد على وقوف حزبنا وجميع مكونات وفعاليات عفرين والشهباء إلى جانب وحدات حماية الشعب والمرأة، وكذلك قوات سوريا الديمقراطية دفاعاً عن المنطقة وعن عفرين وشمال سوريا، وبالتالي أهالي عفرين على قناعة تامة وفي جاهزية عالية من القناعة للتصدي لأي عدوانٍ يخترق حدود المنطقة، وفي هذا الخصوص نناشد جميع  اتجاهات الرأي العام في تركيا بالضغط على حكومة AKP أي حكومة أنقرة للكفّ عن هذه التهديدات والتحشدات والرجوع عن هكذا مشروع عدواني غاشم على عفرين.

نحن نودّ حسن الجوار مع تركيا، لأنها تبقى جارة شمالية لكل سوريا وتجمعنا مع تركيا أكثر من تسعمئة كيلومتر، أهالي عفرين وحزبنا وجميع الكتل السياسية والفعاليات الموجودة في عفرين تنشد حسن الجوار مع تركيا، وتنشد علاقاتٍ طبيعية، نطالب تركيا بالكف عن حرق أشجار الزيتون والكفّ عن استخدام الذخيرة الحية ضد المدنيين في الجانب السوري، هناك بعض وسائل الإعلام المحسوبة على بعض أوساط المعارضة المراهنة على سياسات تركيا – مع الأسف – إعلامهم يصبّ باتجاه خلق الاقتتال والاحباط لدى الناس عموماً، وهذا الإعلام المحسوب على الجانب التركي وجماعة الائتلاف وسيف الفرات بات إعلاماً مزدوجا واسطوانة محروقة.

–  لديكم في حزب الوحدة(يكيتي) قاعدة تنظيمية لا بأس بها في عفرين، كيف هي علاقتكم مع الإدارة الذاتية ومؤسساتها في المدينة؟

منذ بداية بناء الإدارة الذاتية في عفرين وكوباني والجزيرة قلناها بصراحةٍ وبكل وضوح أن وجود قانونٍ خير من عدمه، الإدارة الذاتية القائمة في المناطق الثلاث في الشمال السوري وضمناً المناطق الكردية لها الفضل الأول والأساسي في توفير الأمن وحماية السلم الأهلي.

على هذا الأساس، اتخذنا قراراً واضحاً وصريحاً – بمحافلنا الرسمية – بالتعامل الإيجابي مع الإدارة الذاتية وإسنادها بكل السبل والممكنات.

– في هذه الأثناء والظروف التي تمر بها المدينة، كيف هي مستوى العلاقات مع الإدارة والأحزاب السياسية الأخرى في عفرين؟

علاقاتنا علاقات صداقة وتعاون وعلاقات ودية، وهناك لقاءاتٌ بوتيرة منتظمة ولقاءات وعمل مشترك وتجمعات وتظاهرات سلمية.

في مقاطعة عفرين ليس هناك هذا الكم من التنظيمات والأحزاب السياسية كغيرنا من المناطق في سوريا ومناطق الجزيرة على سبيل المثال، ونحن كحزب حصلنا على ترخيص من الإدارة الذاتية قبل قرابة العامين ولنا مكاتب، ونرى بأنه يجب على باقي الأحزاب والفعاليات السياسية في عفرين وغير عفرين أن يتقدموا للحصول على ترخيص قانوني من الإدارة الذاتية فهذا شرفٌ لهم ولنا جميعاً بأن تنتظم الأنشطة والفعاليات السياسية والجماهيرية في هذه المناطق.

لو تضعنا في صورة تواجد الطرف الروسي في المدينة، وهل بالفعل لن تقبل روسيا أن تقوم تركيا باجتياح مدينة عفرين؟

الروس متواجدون وتواجدهم كتواجدهم في الجنوب السوري والساحل السوري، الشرطة الروسية منتشرة كذلك في شيخ مقصود والأشرفية بحلب، الدب الروسي جاء بناءً على طلب رسمي من الدولة السورية، وهذا الوجود الروسي في منطقة عفرين لم نتلمس منهم أية إساءة إلى أهلنا في عفرين، ولا نتوقع بأن تُقدِم القيادة الروسية على تشجيع الجانب التركي أو الانزلاق والتورط مع الجانب التركي في شن عدوان غاشم على منطقة عفرين في الشمال السوري.

– أي روسيا لن تدافع عن عفرين إن اجتاحتها تركيا؟

لست ضليعاً في أمور الجانب العسكري، حيث أن تورط الروس مع العسكر التركي في ضرب منطقة عفرين أمر مستبعد جداً، تعلم أن الروس منذ أيام عملهم في سد الفرات، الروس ليسوا معادين لشعبنا الكردي والسوري عموماً، ولا أتوقع انزلاقهم وانخراطهم في الجانب العسكري التركي ضد السوريين أكراداً كانوا أم عرباً.

هل تواصلتم كسكرتير لحزب كردي كبير مع الجانب الروسي بخصوص ما قد يحصل ضد المدينة، أو أمور أخرى تخص مقاطعة عفرين من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية؟

على صعيد التعامل مع السادة الروس، تعذر علي تلبية الدعوة للتوجه إلى قاعدة حميميم بناءً على طلب من المسؤول الأول في القاعدة الروسية في الساحل السوري وتم تخويل الأخ مصطفى مشايخ لحضور اللقاء معهم بحضور أطرافٍ أخرى من الجانب الكردي والإدارة الذاتية، في هذه الأجواء لم ألتقِ بأي موفدٍ روسي، لم تتسنى لي فرصة اللقاء بمسؤولٍ من وزارة الخارجية الروسية.

لو نسأل هذا السؤال بطريقة أخرى، هل تواصل معكم الجانب التركي بخصوص مدينة عفرين كونكم كما ذكرنا سكرتير حزب كبير ومتواجد في مدينة عفرين؟

الجانب التركي يتمثل بجماعة سيف الفرات وبعض جماعات الإسلام السياسي والإخوان المسلمين الذين يديرون جماعة الائتلاف في تركيا، لم ألتقِ بأحد بموفدٍ من طرفهم.

حسناً أعيد هذا السؤال بشكل آخر تماماً، هل تواصل معكم النظام السوري بشأن ما يحصل في عفرين؟

النظام أيضاً لهم وجودهم المباشر بجوار عفرين في مدينة نبّل والزهراء وكذلك مدينة حلب سائرها، لم ألتقِ ولم أتلقَ طلباً من موفد من النظام أو من السيد رئيس الجمهورية كي ندرس الموضوع.

هل تواصلتم مع قيادة اقليم كردستان العراق بخصوص عفرين؟

نبقى على تواصل مع قيادة إقليم كردستان العراق وبالأخص رئاسة الإقليم عن طريق منظمتنا في الإقليم ومسؤوله الأستاذ صالح بابالي كوباني وممثل حزبنا الأخ محمود أبو صابر، لم نتلقَ أي طلبٍ من رئاسة الإقليم أو أية دعوى بالفترة الأخيرة للتشاور بهذا الخصوص.

– لم تتواصل مع قيادة إقليم كردستان بخصوص ما يحدث في عفرين الآن؟

وجهة نظرنا تصلهم، أي ما نراه الأنسب والأفضل بخصوص عفرين والملف السوري والشمال السوري والمناطق الكردية، نحن على تواصل مع قيادة الإقليم سواءً رئاسة الإقليم أو أحزاب كردستان العراق، ولكن على الصعيد الشخصي لم أطلب لقاءاً.

هل هناك تواجد للنظام السوري(سياسياً وأمنياً) داخل مدينة عفرين؟

في عفرين بدءاً من جميع المؤسسات والأنشطة والإدارات، بدءاً من شرطة السير مروراً بجماعة عفرين ووصولاً إلى حماية الغابات كلها عائدة إلى للإدارة الذاتية، ليس هناك عسكر للنظام في مدينة عفرين أو القرى والنواحي التابعة، لم نشاهد أي عسكر يتبع للنظام والجيش السوري وقواته.

– موقفكم من النظام في ظل هذه التطورات والتجاذبات الأخيرة بين المعارضة ضد قضية الشعب الكردي في سوريا، هل ما زلت تعتقد بأن بإمكان هذا النظام أن يمنح الشعب الكردي حقوقه، وأن حقوق الشعب الكردي هي في دمشق؟

حل المسألة القومية للشعب الكردي في آخر المطاف يكون في دمشق العاصمة، أما النظام القائم وبعد مرور أكثر من ستة أعوام على الأزمة المتفجرة فإنه وجميع الفعاليات السياسية بمختلف مسمياتها مدعوة، أي جميع أطراف الصراع والنزاع وأطراف الأزمة في الداخل السوري مدعوة إلى التلاقي واحترام مقررات مجلس الأمن الدولي الأخير /2254/ وعمل كل ما من شأنه نزع فتيل التوترات هنا وهناك ووقف عمليات القتل وإراقة الدماء ووقف الخراب والقتل في سوريا، المهمة الأنبل في الأمس واليوم.

لو نعرج إلى موضوع آخر وهو المشروع الفيدرالي والذي أعلن عن تقسيمه الإداري وموعد لإجراء الانتخابات، يعني أنتم كحزب في التحالف الوطني ضمن هذا المشروع، ماهي قراءتكم لهذا المشروع ونسبة نجاحه في ظل هذه الظروف التي تعيشها سوريا؟

نحن كحزب وقبل تفجّر الأزمة السورية من أنصار ودعاة إحلال نظامٍ لا مركزي في سوريا، مؤكدين أن الإصرار على مركزية الدولة هو بمثابة إعادة إنتاج الفساد والاستبداد والإقصاء والتمييز والشوفينية وبالتالي فإن استمرارنا على هذا النهج والمتمثل باللامركزية فهو تحصيل حاصل وعامل منطقي ونتيجة منطقية أن نكون اليوم جزءاً من مشروع الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا، وفي المؤتمر الأخير والذي انعقد في رميلان نحن جزءٌ من هذا المشروع، ومسألة الفدرالية أي الاتحادية (النظام الاتحادي) بات يحظى بتفاهم من قبل الكثير من الفعاليات والأوساط السياسية والثقافية في الداخل السوري وخارجه، الاتحادية (الفيدرالية) والتوجه الديمقراطي الذي نحن متمسكون به سواءً كحزب أو كجزء من مشروع فدرالية الشمال، يخدم عموم السوريين ويخدم وحدة البلاد ووحدة سوريا وليست تقسيماً وتمزيقاً لسوريا أو انفصالاً عن سوريا كما يزعم البعض من الأوساط الشوفينية سواءً لدى النظام أو لدى بعض أوساط المعارضة المراهنة على الخارج.

يأتي الاعلان عن المشروع الفيدرالي في ظل الحرب التي يقودها الكرد ضد معقل تنظيم داعش لتحرير الرقة، هل هذا يعني بأن هناك تفاهم ما أو بطاقة خضراء من القوى الدولية للمضي نحو تحقيق هذا المشروع؟

تنظيم دولة الخلافة والمسمى بداعش تنظيمٌ متوحش، تكفيري وتفجيري بامتياز هذا التنظيم لا يعادي فقط الكرد والسوريين وليس فقط صاحب الإبادة الجماعية بحق أخوتنا الكرد الإيزيديين في شنكال، تنظيم داعش ليس فقط معادي لأهل الموصل وكردستان العراق والبصرة والنجف.

 – ماهي تحضيرات حزبكم لتلك الانتخابات في عموم مناطق الفيدرالية وفي عفرين خصوصاً؟

بدايةً الوعي الانتخابي أمرٌ هام بالنسبة لنا، ليس كحزب بل كوسط عام بين الجماهير وأوساط المجتمع وشرح ماهي الانتخابات وماهي الآليات وماهي صلاحيات المفوضية المكلفة بالإشراف على سير عملية الانتخابات، هذه الأمور تهمنا أولاً قبل ترشيح هذا وذاك ونجاح هذا وذاك لتسلم مناصب مسؤولة أي الوعي الديمقراطي والوعي الانتخابي والتأكيد على دور وصلاحيات المفوضية المعنية بالإشراف على سير عمليات الانتخاب وهنا، يلفت انتباه القائمين على الإدارة الذاتية والمشروع بأن يعيروا اهتمامهم كاملاً ويحترموا أكثر من السابق صلاحيات ودور المفوضية التي سيتم تكليفها بالإشراف على نزاهة الانتخابات المزمع إجراؤها في المستقبل القريب.

– أنتم في حزب الوحدة ألا تخشون مما مارسه حزب الاتحاد الديمقراطي في انتخابات البلدية الماضية حين حصلت عمليات تزوير حسب أقوال أنصاركم آنذاك؟

خشيتنا الأكبر اليوم هي التهديدات الحقيقية الميدانية الآتية من الجانب التركي وأعوانه، أما مآخذنا وانتقاداتنا على سير عملية الانتخاب والتغطية على الانتهاكات فهذا أمر ليس بالمستغرب عندنا، نرفض الحزب الواحد، والاستعلاء لدى PYD أو غيره أمرٌ ليس بالغريب عندنا ولا نضعه في سلم الأولويات، نحن وتجمعنا علاقات تعاون وصداقة قوية مع حزب الاتحاد الديمقراطي كحزب سياسي شقيق ، ونؤكد لهم عبر لقاءاتنا ومنظمتنا بضرورة تجنب التدخل السلبي أو السافر في شؤون الانتخابات، واحترام أعمال وصلاحيات المفوضية التي سوف تشرف على سير العملية.

لو نتحول إلى مسألة التواجد الأمريكي والروسي في مناطق الإدارة الذاتية، كسياسي كردي بارز، ما هو تقييمك لهذا التواجد في المستقبل الحاضر والقريب ربما وحتى البعيد؟

الحضور الروسي ومن بعده الأمريكي وغيرهما من القوى الدولية والإقليمية ليس بالأمر الغريب، فساحتنا الوطنية السورية والميدان السوري شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً يعج بحضورٍ دولي وإقليمي معروف وماثل للعيان، حيث أن موقع سوريا الاستراتيجي المؤثر على التوازن الدولي والسلم العالمي والإقليمي يودي بنا إلى هذه النتيجة، فالصراع في سوريا تحول إلى صراعٍ إقليمي ودولي ولم يبقَ في إطارٍ محلي ووطني ولم يبقَ فقط في إطار إقليمي مجاور، بل الميدان السوري والأزمة السورية باتت تلامس حساسيات السلم الدولي والعالمي في بؤرة الشرق الأوسط وبالتالي الإسراع في لملمة الحالة السورية والتمسك بتفاهمات روسية أمريكية على ساحة سوريا بغض النظر عن خلافاتهما وصراعاتهما في مناطق وأقاليم أخرى تكون لصالح جميع السوريين، لو يكون هناك ثمة تفاهم روسي أمريكي في سوريا فنحن السوريون كرداً وعرباً مستفيدون جداً وسيساهم في إحلال السلم والأمان في عموم سوريا.

الائتلاف السوري المعارض بدأ يطالب تركيا رسمياً بوجوب وضع قوات حماية الشعب ضمن لائحة الإرهاب الدولية، موقفكم في حزب الوحدة من هذا الموضوع الخطير الذي يعمل عليه الائتلاف؟ ردكم بخصوص بقاء المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف السوري المعارض، رغم كل ما يصدر عن الأخير ضد الكرد؟

معروف أن تمركز جماعة الائتلاف المعارض هو في أحضان تركيا ومنذ زمن، وبالفترة الأخيرة طالب الائتلاف عبر لجنته القانونية وبياناته الصادرة لاحقاً باسمه المؤسسات الدولية ومجلس الأمن بإدراج PYD وYPG في قائمة الإرهاب، وهذا أمرٌ خطأً تاريخيّ، وأمر مشين لأي قوة سياسية سورية تسعى بهكذا اتجاه ليس فقط سوريا وليس فقط الائتلاف، بل أية فعاليةٍ سياسية أو ثقافية سورية تنحى هكذا منحى لإدراج حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في قائمة الإرهاب، نحن نسعى لأداء واجبنا الوطني والقومي والانساني بدحض وتفنيد هكذا مسعى وفعالية وفضحه، هذا المسعى باسم الائتلاف يأتي استجابة لطلب تركي ونحن على اطلاع على هذا الأمر، واللوبي التركي في الأوساط الدولية في الغرب ولدى الأوساط الأمريكية وبالتنسيق مع جماعات الإخوان المسلمين في الائتلاف ومع الأسف بتواطؤ من شخصيات كردية تحمل أسماءً في الائتلاف، هذا أمرٌ معيبٌ جداً و خطأ تاريخي كبير.

أيضاً لو نتحدث عن آخر التسريبات التي تتحدث عن أن الائتلاف سيقوم بتشكيل جيش وطني سوري، وستكون قوات بيشمركة روج عمود هذا الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة السورية؟

التصريحات والبيانات الصادرة عن الائتلاف ومن ضمن الائتلاف أي بعض مكونات الائتلاف بصرف النظر عن اللغات التي يتكلمون بها، ما يُعرف إعلامياً ببيشمركة روج أو بيشمركة روجآفا، هذه القوة العسكرية المتمركزة في إقليم كردستان العراق ولها مرجعيتها ولها برامج التدريب والإطعام والتوجيه، تحريك هكذا قوة عسكرية ليس متوقفاً على تصريحٍ من هذا المسؤول أو ذاك من مكونات الائتلاف وغيره من الجماعات المتواطئة مع هذا الائتلاف القائم وفق رغبات حكومة تركيا.

برأيك هل هناك مشروع لدى المجلس الوطني الكردي في سوريا؟

لسنا مسؤولين عن سلوكياته ومواقفه وتصريحاته ما يعرف بالمجلس الوطني الكردي نحن لا من قريب ولا من بعيد، ولا أتجنى عليهم عندما أزعم أنهم مسلوبي الإرادة من قبل قيادة الائتلاف والسياسة الخارجية لحكومة AKP في أنقرة، وبالتالي يفتقدون لمشروعٍ صالح لشمال سوريا للمناطق الكردية أو للساحة الوطنية السورية عموماً لأنهم واقعون تحت تأثير سياسات اخطبوط الإخوان المسلمين وجماعة الائتلاف ومن يأتلفهم، وبالتالي هكذا منحى صعبٌ عليه أن يحمل مشروعاً وطنياً لمستقبل السوريين كرداً وعرباً.

غالبية قيادات رؤساء الأحزاب الكردية باتوا في الخارج وجميعهم حصلوا على إقامات دائمة لعوائلهم ما سبب بقاءكم في روجآفاى كردستان؟

ودعنا شهداءً كثر سواءً من YPG أو YPJ ومن قبلهم شهداء حزبنا ككمال حنّان ودكتور شيرزاد واسماعيل عمر وعاهدنا هؤلاء الخالدين والشهداء بأن نبقى بين شعبنا وندافع عن حقوق شعبنا ونبقى حريصين على السلم الأهلي وسلامة سوريا، هذا ما عاهدنا أنفسنا وأمام مرأى الآلاف من أنصارنا وأبناء وبنات شعبنا وبالتالي بقائي في عفرين أمرٌ طبيعي أو بالأحرى واجبٌ تاريخي يترتب على من يدعي بأنه في خدمة قضية شعبٍ مظلومٍ تاريخياً.

لو تشرح لنا وجهة نظركم في حزب الوحدة عن مشروع الاستفتاء والاستقلال في اقليم كردستان العراق؟

سبق في الذكرى الستين لانطلاقة أول حزب كردي سوري أن قلناها بوضوح بأن إجراء الاستفتاء أمرٌ حق ومشروع لا يتعارض مع الدستور العراقي وهذه إرادة شعب إقليم كردستان العراق يجب احترامها والتضامن معها، هذا الاستفتاء لا يعني الاستقلال مباشرةً أو الانفصال عن العراق وأوضحنا لرفاقنا وجماهيرنا وعبر مهرجانٍ خطابي بأن لا يتخيلوا بعد عامٍ أو عامين من إجراء الاستفتاء أن يتوفر مقعدٌ لدولة كردية في الأمم المتحدة وأن يكون الأخ ملا بختيار أو هوشيار زيباري جالساً على هذا المقعد، فالأمر يستغرق سنيناً طويلة، وإجراء هذا الاستفتاء أمر مشروع، وكما أكد الأخ رئيس حكومة الإقليم نيجرفان برزاني وكذلك الأخ مسعود برزاني بأن هذا الاستفتاء سيكون في خدمة السلم مع الجيران.

هناك تسريبات تتحدث بأن حزب الوحدة هو العائق حتى الآن لدخول التقدمي إلى جسم التحالف الوطني، ما صحة هذه التسريبات، ولماذا لا ينضم التقدمي للتحالف؟

علاقاتنا مع ” التقدمي” تاريخية ولنا لقاءات، والحزب موضع الاحترام بصرف النظر عن بعض الاختلافات، أما انضمامهم إلى التحالف الوطني الكردي فرئاسة التحالف في القامشلي مخولة بالبت في هكذا قرار، ونحن كحزب ليس لدينا أية تحفظ حيال وجود نية  لدى التقدمي بالمشاركة والانضمام إلى التحالف انطلاقاً من برنامج التحالف ووثيقته السياسية.

أي دور يلعبه حزب التقدمي في هذه الفترة؟

حزب التقدمي له تاريخه، ونشهده في المواقف، وتركزه في القامشلي وحضوره في الجزيرة وعلاقاته مع المكون العربي والمكون السرياني والكلدوآشوري المسيحيّ، وهذه العلاقة ننظر إليها بكل احترام، والتقدمي له دور فاعل في حماية السلم الأهلي في الجزيرة في الأساس، ما نراه بصراحة أن التقدمي وغير التقدمي يعلن صراحةً في مؤتمراتهم الصحفية وندواتهم الجماهيرية وقوفهم مع قوات سوريا الديمقراطية ومع وحدات حماية الشعب ووقوفهم وحمايتهم لوجود الإدارة الذاتية القائمة في المناطق الكردية، وهذا جوهر اتفاقات هولير ومن بعدها جوهر اتفاقية دهوك، وعلى هذا الأساس نتعامل ونتعاطى سواءً مع حزب التقدمي الشقيق أو غيره، هناك معايير وعناوين بارزة في المرحلة التي نعيشها الآن.

 

بُثّ هذا الحوار ضمن برنامج “حوار مسؤول” من تقديم: سيرالدين يوسف بتاريخ6/8/2017 عبر أثير راديو BuyerFM على التردد 107.7 وتم نشر الحوار كتابياً أيضاً في العدد (66) من صحيفة “Buyerpress” بتاريخ 15/8/2017

 

التعليقات مغلقة.