تداعيات الأزمة الخليجية …سورياً

65

نصرالدين إبراهيم

بدأ ” شيء ما ” يتغير سريعاً في الشرق الأوسط, تحالفات تنهار, وتولد أخرى, محاور تعيد تموضعها, وسرعان ما تؤول الصداقة عداوةً , والعدو يغدو صديقاً …

كل ذلك بات متسارعاً بعد زيارة ” دونالد ترامب – الرئيس الأمريكي ” إلى المنطقة , وخاصةً ,  زيارته إلى المملكة العربية السعودية , واجتماعه مع قادة العشرات من الدول العربية والإسلامية في العالم …

انفجار الأزمة الخليجية, بظهور توتر في العلاقات مع قطر, وصلت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية للعديد من الدول العربية والاسلامية معها, وانتشار الأزمة في جميع الاتجاهات الإقليمية والدولية …كان لذلك تداعيات بدأ تأثيرها يلوح في أفق المنطقة , لتلقي بظلالها على مستقبل المنطقة برمتها , وخاصة على مسار الأزمة السورية المستفحلة منذ ما يقارب السبع سنوات .

فبعد أن كان المحور الأمريكي – الخليجي – التركي مرابضاً  في وجه المحور الروسي – الإيراني – السوري … على ما يبدو بدأت هذه المعادلة بالتفكك , لتستبدل بأخرى مغايرة تماماً , من حيث المعطيات والمخرجات ” أيضاً “.

التوتر الخليجي, وعزل دولة قطر ” المتهمة أمريكياً وخليجياً بدعمها للإرهاب, وخاصةً, جماعة إخوان المسلمون, وغيرها من الجماعات الإسلامية المتطرفة, سيدفع بقطر إلى الاقتراب من المحور الإيراني, ومن جهة أخرى الدعم التركي الصريح لقطر في أزمتها مع دول الخليج, وإرسالها لقوات تركية إلى قطر لحفظ الأمن, إضافةً إلى الدعم الأمريكي العسكري للكرد في سوريا والعراق في مواجهة داعش, وإهمال تركيا في هذا الصدد … سيدفع بتركيا أيضاً للاقتراب من المحور الإيراني شيئاً فشيئاً …

فالمحور الروسي الإيراني سيضاف إليه نزلاء جدد ” تركيا – قطر “, وهذا ما سيضع المعارضة السورية في الخارج ” الائتلاف ” في موقف محرج , وفي أزمة حقيقية , ربما يضع مستقبله ووجوده في مهب الريح.

فالائتلاف تأسس برعاية قطرية وعلى أراضيها, بينما الهيئة العليا للمفاوضات كانت برعاية سعودية, مما يجعل من استمرار الهيئة في عملها إلى جانب حلفاء قطر محفوفاً بالمصاعب والمشاكل , وسيكون لذلك تداعيات قريبة على مستقبل العملية التفاوضية في جنيف وغيرها, مما قد يساهم ذلك في الإعداد لتشكيل وفود جديدة وبتركيبة مغايرة.

والحال هذه, فإن المجلس الوطني الكردي في سوريا أيضاً, سيكون في موقف مشابه لموقف الائتلاف , فهو طالما كان يتباهى بمحوره الأمريكي التركي المزعوم, ليرى نفسه الآن بمعزل عن هذا المحور بعد النفور الأمريكي التركي, والتودد التركي القطري الايراني …كيف له اقناع أنصاره بهذه المعضلة الجديدة .

بكل الأحوال في ظل هذا المشهد الطارئ, انهيار الارهاب في سوريا, أو حصاره, وإيجاد مناطق نفوذ دولية, ووجود مشروع لنظام فيدرالي على مساحات شاسعة من مجمل مساحة البلاد في المناطق الكردية والشمال السوري, وتحديد موعد للاستفتاء في إقليم كردستان العراق,  إلى جانب تقدم القوات الكردية ” البيشمركة – ypg – ypj ” وانتصاراتهم الباهرة التي حققوها على قوى الارهاب في سوريا والعراق , وظهور ملامح مرحلة كردية بامتياز في المنطقة, واحتمالية بلقنة الشرق الأوسط, يجدر بنا كحركة سياسية كردية وكردستانية العمل, وعلى وجه السرعةً , التحرك لتحقيق وحدة الصف والموقف الكرديين, وتشكيل مرجعية كردية شاملة في سوريا, وكذلك الاعداد لمؤتمر قومي كردي لوضع استراتيجيات العمل الكردستاني في هذه المرحلة التاريخية بالنسبة للشعب الكردي في كل مكان .

نشرت هذه المقالة في العدد (63) من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/6/2017

التعليقات مغلقة.