الكرد وهمجيّة الدولة التركية

38

لم تعد همجية الدولة التركية وتخبطها الحالي بالشيء الجديد على شعوب المنطقة عموما والشعب الكردي خصوصا، فعنجهيتها التي كانت منذ عقود والمستمرة حتى الوقت الراهن أصبح الشعب الكردي معتاد عليها بل واستطاع هذا الشعب صنع ثورة لا تشبه أي ثورة في وجه هذه العنجهية وهذه الهمجية التي تمارسها الدولة التركية على أبناء الشعب الكردي.

ووصلت بها الوقاحة تخطي جميع المعايير والقوانين الدولية وخرق المحظورات في سبيل منع هذا الشعب من الوصول إلى حلمه المشروع وهو الوجود والعيش على أرضه التاريخية ومزاولة أبسط حقوقه الإنسانية هذه الدولة التي تدعي أنها تلتزم بالقوانين الدولية في مجال حقوق الانسان قادرة على دخول أراضي دولة أخرى ومهاجمة أماكن آهلة بالسكان وترويع المدنيين.

هؤلاء المدنيين الذين نزحوا من الكثير من المناطق السورية حيث الحروب والكوارث والويلات  فوجدوا في روجآفا الحضن الآمن والملاذ الوحيد من المعارك الدائرة في مناطقهم روجآفا. التي ومنذ أكثر من خمسة سنوات و وحدات حماية الشعب تقدم الالاف من الشهداء في مواجهة القوى الظلامية الداعشية التي بات من الواضح ان الدولة التركية حليف ممتاز لها, فتزامن قصفها للمناطق الكردية مع تضييق الخناق على داعش في معركة الرقة الحاسمة كان دليل قاطع على مدى التعاون بين الطرفين ( الدولة التركية و داعش) ولكن يبدو أنه كلما زادت الدولة التركية وأذرعها الخفية وأعداء الشعب الكردي عموما كلما زادوا من شراستهم وعداءهم الاعمى وعدوانيتهم الغير محدود للشعب الكردي كلما زاد هذا الشعب في المضي قدما في سبيل الوصول إلى مطالبه و حقوقه.

لعل ما حدث بعد القصف التركي كان مثالا واضحا على مدى تلاحم هذا الشعب مع ثورته وقياداته مع الساعات الاولى من انتشار خبر القصف توجه الالاف من أبناء روجآفا إلى قرجوخ وعلى الحدود التركية مؤكدين أن ما حدث من عدوان على من يقدمون أروع الامثلة في المقاومة ومحاربة أبشع القوى الظلامية التي مرت على مر التاريخ .

أن هذا العدوان لن يثني من عزيمتهم ولن يقف في طريق ثورتهم المباركة وليس هذا وحسب بل ومنذ أيام وحتى هذه اللحظة ضجت جميع مواقع التواصل الاجتماعي بالهاشتاغ المطالب بالحماية للمناطق الشبه وحيدة الآمنة في سوريا والتي هي مأوى لآلاف النازحين تطالب بحظر الطيران ومنع الطائرات التركية بقصف من يحمي هذه المناطق ويحررها يوماً بعد يوم من قذارة ورجس الارهاب.

التعليقات مغلقة.