الائتلاف فاشل حتى على الورق
بقلم : ريزان حدو
لن نضيف جديد إن تحدثنا عن فشل الائتلاف في جمع القوى و الأحزاب و الشخصيات المعارضة تحت مظلته ! و لن نضيف جديد إن تحدثنا عن فشل الائتلاف في توحيد الكتائب و الألوية و الفصائل العسكرية لتقاتل تحت راية و قيادة واحدة !
و لن نضيف جديد إن تحدثنا عن فشل الائتلاف في إيجاد الكيميا المطلوبة بين الداخل و الخارج !
و لن نضيف جديد إن تحدثنا عن فشل الائتلاف في تقديم و تسويق نفسه على أنه الممثل شرعي للشعب السوري بكافة طوائفه و أعراقه !
و لن نضيف جديد إن تحدثنا عن فشل الائتلاف بقيادته و أعضائه الحاليين و السابقين في أن يكون له نصيب من اسمه فواقع الائتلاف هو تشرذم و شللية و تعدد للمرجعيات ( السفارات ) ببساطة هو اختلاف و ليس ائتلاف ! لكن جديدنا اليوم في مسلسل فشل الائتلاف في أغلب المهمات هو المنهاج التعليمي الذي قدمه الائتلاف لأبنائنا الطلاب في محاولة منه على ما يبدو ليزرع فشلا” آخر و أخطر يحصده جيل المستقبل في كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الخامس على سبيل المثال الصادر عن الهيئة السورية للتربية و التعليم التابعة للائتلاف الوطني المعارض
ورد في الصفحة ١٤٣ تابع العرب المسلمون ما بدأه الرسول صلى الله عليه و سلم في نشر الإسلام و تحرير و توحيد الأراضي العربية مما أدى إلى سيطرة الدولة العربية الإسلامية في العصر الراشدي و الأموي على طرق التجارة العالمية تعقيب : ألهذه الدرجة وصلت سخافة بعض القوميين الشوفينيين الثوريين العرب !!! معنى كلامكم أن الدين الإسلامي جاء لخدمة القومية العربية !! و الرسول صلى الله عليه و سلم كان من أهدافه تحرير البلاد العربية أي نصرة المظلوم شرط أن يكون عربيا” !! و الأخطر أنه حسب الكتاب أن الفتوحات كانت بهدف توسيع رقعة الدولة العربية الإسلامية !! وذكر كلمة الدولة العربية معناها يا سادة أن ما قام به الصحابة و الخلفاء من فتوحات في الشمال وصولا” لإسطنبول و شرقا” فارس و الهند و أفغانستان و غربا” في الأندلس ليس بهدف نشر الدين الإسلامي و إيصال رسالة النبي محمد صلى الله عليه و سلم لكل العالمين ليعبدو رب العالمين بل كانت الفتوحات ببساطة احتلال لممالك و إمارات و مناطق ليست عربية بحجة نشر الإسلام
و على هذا المقياس أنتم بحماقتكم و استهتاركم بالمناهج الدراسية و المعلومات الواردة فيها تبررون الحروب الصليبية و الحملات الاستعمارية و قيام دولة اسرائيل !! مع هكذا معلومات و منهاج كان يجب إضافة التالي لتكتمل التحفة :
و إن الفتوحات العربية الإسلامية في العصر الراشدي و الأموي ما كانت لتنجح لولا الدعم العسكري و الفكري و المعنوي الذي قدمه ميشيل عفلق و صلاح البيطار و محمد طلب هلال و سليم كبول !!!
وورد في الصفحة ١٦٢ الشعب في القطر العربي السوري جزء من الأمة العربية يعمل و يناضل لتحقيق وحدتها الشاملة و في الصفحة ١٦٤ و ماتزال سورية الحبيبة قيادة و شعبا” تحتضن الشعب العربي الفلسطيني و تساند مقاومته في مختلف الحروب و لا سيما حربه التدميرية على غزة البطلة ٢٠٠٨ ويلاحظ في الكتاب المدرسي تكرار عبارة :
حققت سورية تطورا” أو تقدما” و لكن بصيغ مختلفة مثل : حققت سورية تقدما” في مجال نظام التعليم و الصحة العامة و الخدمات حيث عملت على تأمين حاجات المواطنين و توفير حياة أفضل لهم .
عملت الدولة على تأمين السكن الصحي و بأسعار مناسبة لأصحاب الدخل المحدود . حققت سورية تطور في التعليم الصناعة الزراعة الثقافة !!
التعقيب : يا من ألف الكتاب يا أعضاء الائتلاف هل تدركون أثر كلامكم هذا على أطفال سورية ؟؟ أليس من حق الأطفال أن يتساءلوا طالما أن النظام قد حقق لسورية كل هذه التطورات و الإنجازات فلماذا تريدون الإطاحة به ؟؟؟!!
و بالتالي حسب منهاجكم سيصل الأطفال إلى قناعة أن من قام بالثورة هم أعداء التطور أعداء البناء أعداء الثقافة أعداء المقاومة أي خونة مرتزقة و ماجرى في سورية مؤامرة !!
و سيلعنكم أبناءكم و يتبرون منكم ومن ثورتكم !
التعليقات مغلقة.