من يختبر صبرنا سنرد عليه بنصرنا ….

49

14159892_1380637411951101_1615370895_nآلدار خليل

يزداد الخطر الذي يشكله المشروع الديمقراطي في روج آفا وحالة النهج القائم على إلغاء الذهنية الفاشية والعمل لبناء مجتمع ذي طاقات ذاتية يتبنى الوفاق الاجتماعي والحماية الذاتية ويعمل على إرساء دعائم الأخوة والعيش المشترك على جميع القوى المعادية لهذا التطور.
فبعد حملات الانتصار التي قادها الشعب في روج آفا في تصديه للإرهاب العالمي يبدو أن الانتصارات أقضَّت مضجع أمراء الحرب الداعمين للإرهاب وممثليهم في الداخل السوري من أصحاب السياسيات العدائية ـ فبعد حملة الانتصار في مدينة منبج التي كانت تعتبر مركزاً للعمليات الإرهابية في عموم سوريا والعالم لم يبادر أحد لمباركة هذا النصر بخاصة ممن يقولون على مدار الساعة إنهم ضد الإرهاب المنظم! حتى بادر العديد من الأطراف بتصعيد مواقفهم تجاه روج آفا ومحاولاتهم تشويه الانتصار في منبج بتلفيقات واتهامات باطلة الهدف منها إعاقة التقدم ورفع معنويات الإرهاب المكسور، فأردوغان وتهديداته العلنية وكذلك التجاوز التركي وقصفه لجرابلس وإقدام عناصره المأجورين على اغتيال قائد مجلس جرابلس العسكري بعد ساعات عن إعلان بيان حماية جرابلس وتحريرها وقيامه بتحضير فصائل موالية لتركيا(داعش بحلة جديدة) لدخول جرابلس بالاتفاق مع داعش ومن ثم انسحاب داعش منها لتتصدى تلك الفصائل للقوات الداحرة للإرهاب في منبج وتمنع تقدمها نحو الباب ما هو إلا خرق واضح لجميع الشرائع الدولية وليس سوى فضيحة علنية لتبني أردوغان للإرهابيين في سوريا، وهذا ما يستوجب وقفة صارمة من الجهات الدولية المعنية، وتستمر عمليات التشويه تلك من خلال المحاولات التي ترمي بها الأطراف الداعمة لعملية اللااستقرار في سوريا والمتاجرة بالإرهاب لخدمة أجنداتها بتكثيف مساعيها التشويهية لحالة انتصار الشعب في روج آفا من خلال أكاذيب من قبيل إغلاق طريق الكاستيلو من قبل قواتنا وكذلك ما افتعلوه مؤخراً في الحسكة من هجمات بربرية تنم عن ضغينة وحقد على شعبنا الماضي نحو تحوله الديمقراطي والذي يناضل من أجل حماية مجتمعه، فما حدث في الحسكة ليس إلا انتقاماً لانتصارات شعبنا في عموم المنطقة وكل من يقوم بإعاقة تقدم شعبنا في بتر جذور الإرهاب ليس إلا داعماً للإرهاب ذاته فلا يمكن إخفاء ذلك التعاون ما بين هذه القوى والإرهابيين في سوريا، والواقع يثبت الحال في أكثر من مرة، فعندما قامت قوات سوريا الديمقراطية بالانتصار في منبج وقيام أهالي الباب بتأسيس مجلسهم العسكري والانضمام لقوات سوريا الديمقراطية قامت الدولة التركية بالقصف المباشر على مواقع تلك القوات كتغطية وكدعم مباشر لداعش في الوقت الذي افتعل فيه النظام أحداث الحسكة كذلك كتغطية لخسارة داعش وتشتيت تركيز تلك القوات المنتصرة على الإرهاب، وكذلك في الوقت الذي ضاق الخناق على النظام في الحسكة وتكبد خسائر كبيرة في المواقع والأرواح قامت داعش بالهجوم على تمركز القوات العسكرية في منطقة الشدادي للتخفيف من انكسار النظام أمام شعبنا المقاوم في الحسكة، وأمام هذه الحال يمكن التوصل إلى أن القوى السلطوية وكذلك التكفيرية والقوى المأجورة بينها جميعها تتحد بالرغم من خلافاتها على إعاقة مشروعنا الديمقراطي ومنع آليات التطوير الذاتي وبالتالي تدرك هي نفسها أي تلك القوى مدى خطورة هذا الأمر على بقائهم وعلى تاريخهم الدموي المستبد في المنطقة.
وما يتطلب التوضيح بالرغم من جليته أن شعبنا ماض في طريقه نحو النصر، وما محاولات القوى المعادية من الأطراف المحلية والإقليمية للنيل من مكتسبات هذا الشعب سوى ضرب من ضروب الخيال، فالمشروع المقاوم المبني على دماء أبناء وبنات روج آفا لا يمكن أن يكون سهل الرضوخ أمام جميع الهجمات والمحاولات تلك، اليوم شعبنا يصنع أروع البطولات في المنطقة وما دام هذا الشعب مؤمن بأنه سيحمي مكتسبات ثورته فلن يكون النصر إلا حليفاً له، ومهما اتحدت الأطراف المعادية فيما بينها والمتوحدة على مشروع شعبنا لابد من أن يعود كل من ذهب من الكرد إلى الجبهة المعادية لهذا المشروع والخط الشعبي المقاوم إلى إعادة النظر في المواقف والعمل على فهم الواقع وإدراك حقيقة المخططات القذرة المحاكة من قبل أعداء شعبنا، فحالة الوحدة المبنية على أساس تبني الخط الثوري وإفشال المحاولات المعادية للمشروع المقاوم ضرورة من ضرورات المرحلة بحكم أن المحاولات المعادية تهدف إلى إجهاض أي تحول ديمقراطي بغض النظر عن القائمين عليه مادام لا يمضي في خطهم المرسوم ولا يخدم مصالحهم في المنطقة، وعلى هذا فإن أي مشروع بما فيه مشروعنا هو من ضمن أهداف المجهضين وما عداه وإن كان مقبولاً فهو موضع شك بكل تأكيد، فالمراقب للشأن العام يدرك حقيقة وأهمية المشروع الشعبي في روج آفا، فمن حالة الهجمات وحملات التشويه وحدها يمكن فهم مدى خطورة المشروع على المشوهين أولئك، فكلما زادت الهجمات أدركنا أننا في الخط الصحيح وكلما اشتد الخناق زدنا من تنظيمنا وإرادتنا والتزامنا بالنصر ونحن ضامنون لذلك بحكم استنادنا على الركائز والدعائم الشعبية، ومن هنا فمن يختبر صبرنا سنرد عليه بنصرنا ….

*عضو الهيئة التنفيذيّة في حركة المجتمع الديمقراطي “Tev-Dem”

/موقع روناهي/

التعليقات مغلقة.