هل سينال الكرد شيئا في الثورة السورية؟

35

 

جواني عبدال
جواني عبــْدال

كثيرة هي التحولات التي جرت فيما مضى في الشرق الأوسط ـ في المنطقة المتواجد فيها الشعب الكردي، وهو الشعب المضطهد المغبون والمسلوب الحقوق.

وفي كل حين.. حـين يستجد تحول ما، تراهم السباقون الى الانخراط فيه، بغية العمل حتى التغيير القادم لتحسين وضعهم واثارة مطالبهم، للاعتراف بهم ونيل حقوقهم. واثبات أنّ لهم قضية ولهم حقوق, فتراهم ينخرطون في المعمعة بكل فاعلية وهمة.. فيبدعون فيها /أكان تغييرا ما، أكانت ثورة مشتعلة الاوار/ ولكن  للأسف في المحصلة بعد حساب البيدر يخرجون خالي الوفاض.. ويبقون خارجين (من المولد دون حمص) كما يقول المثل.

والآن في هذه الثورة /والمسماة/ بالربيع العربي القائمة في سوريا، وضمن هذه التحولات التي ستطال الجميع، والترتيبات المعدة سلفا، هي سينال الكرد أية مكاسب؟ أم سيطلعون وقد غـُرر بهم ضمن مساومات وألاعيب سياسية وتوازنات هنا وهناك.. ولن تكون لهم لقمة من الكعك العربي .

لا أظن ما يفعله الكرد في سوريا شيء.. هو لا شيء غير خض الماء بالزبد، والقوس القزح ليس إلا سراب.. لا أظن /وهذا ليس تشاؤما/ بل قراءة لما يحصل ويحصل بأيادٍ دهاة وغلاة.. وكما نرى ماذا حصل في العراق.. والكرد ذو كيان وجغرافية مميزة وسبق الاعتراف بهم في الجمهورية العراقية وبعد نضال امتد لسنوات وما مورس بحقهم من ابادة وتهجير وتدمير.. لم ينالوا شيئا.. ومرت السنوات، فاقت الـ55 سنة، ورغم حرص الكرد هناك وحنكة البارزاني أن يدونوا مطالبهم ضمن الدستور.. أي ضمن أطر وصياغات قانونية لتثبيت المطلب الكردي.. لم ينالوا شيء إلا الحبر على الورق. (حتى الان اقصد).

وخير دليل.. ما سطر في الدستور العراقي.. أي بقوة القانون/ وما مطالب الكرد إلا شيء دستوري ولا أحد يستطيع أن يعارض و و الخ.. وأقصد بالتحديد المادة /140/ التي تشتمل المناطق المتنازع عليها، مثل كركوك وسنجار وخانقين وديالى، وها قد مر اكثر من عشر سنوات على سنها ولم يطبق منها حرفا.. ذلك الاستفتاء المزمع اجراءه في تلك المناطق لتحديد شكلها واحقيتها.. وينظم مطالب الكرد. (بالتاكيد نستثني ما حدث فيما بعد بعد قتال داعش وتمتد البشمركه على بعض المناطق المتنازع عليها) .

الآن وحتى لا اشطح كثيرا. نرجع لموضوعنا؛ ففي سوريا، ها هم الكرد ينخرطون بهمة ويعملون بنشاط في الثورة المشتعلة منذ شهر آذار العام 2011 وقد مرت خمس سنوات كاملة.. فثمة من وقف مع النظام للحفاظ على المنطقة الكردية من التعديات /أي مسك العصا من الوسطـ من هنا ومن هنا/ ومن وقف مع الثوار (ما يسمون ثوارا).. أو من وقف مع المعارضة السلمية بتمثيل للمستجدات المقبلة.. فنراهم دخلوا على الهيئة الاعتبارية لها /أي المعارضة المنخرطة  ضمن الائتلاف الوطني. ولكن للأسف نرى هؤلاء يصرحون بين الآونة والاخرى بتصريحات أقل ما يقال فيها إنها شوفينية. وعدائية تجاه الكرد. كأن ليس ثمة تغيير في العقلية وفي الافق القادم للمنطقة، وأن الكرد ليسوا رقما في المعادلة السورية.. وليسوا اكثر من اداة مرحليةـ يعني تمشاية حال، وتعالِ معي يا ولد.

والآن السؤال الملح: هل على الكرد أن يشاركوا أم ينكفوا إلى أن تنجلي الغيمة ويرسو الغبار عن أفقه؟! أم هل سينال الكرد شيئا أن شاركوا؟ أم في كلا الأمرين لا شيء.. واحلى الجوابين مر. وخيارهما سراب.

وبانتظار ما تسفر عنه مقبل الايام.!!

 

 

 

التعليقات مغلقة.