لسنا واحداً – لاجورد عبدالمجيد
حينما افترقنا …. سقط رأسي على حجري
أسندتهُ وأحزانه إلى الطاولة
ورحت أفكرُ من أين سألملم كل هذا الرماد
كل هذهِ السجائر التي أشعلتها
ودفنتَ أعقابها في قلبي … ومضيتَ
لتشربَ الشاي الثقيل مع بعض الأصدقاء
كان حُزنك يزولُ بكوبٍ من الشاي …. بينما يطرقُ الحنين أبوابي
والمقاعد التي كُنا سنجلسُ عليها
المواعيد التي انتهت قبل أن تبدأ
الرسائل التي كتبتُها ثم تركتها بين المسودات … والأدراج والأضلع
تنتظرُ تبريراً لكل هذا الجفاء ……
حينما كشفتُ لكَ عن جِيدي أول مرة
وحلمتُ أن يشارَ إليّ في انعكاسك
حينما طلبتُ أن تكون فوضاي المرتبة
وأن تفترسَ رأسي قليلاً
حينما اقترفتُ صوتك ذات صباح
وانتصب شعرُ جسدي …
لصوتك وحدهُ مددتُ قلبي … أتلمسُ فيهِ الحياة
وهي تفلت من بين أصابعنا
بينما كنت كدلوٍ فارغ … تتلاعبُ به الرياح
يأخذهُ خيطٌ رفيعٌ نحو العتمة ليبقى في قاع الألم وحيدًا
وحيداً …. كآخرِ قطرةٍ من المطر
تتمنى أن تُسحق على أن تبقى معلقة بين الأرض والسماء
مهزوماً …. كستائر الدانتيل
تجتازها الرياح …. دون أن تعترضَ على ذلك
مشتاقاً …. كآثار الأقدام التي تركناها على طين ما … ورحلنا ….
كم تنتظرُ الآن أن نعودَ إليها معاً
تنتابني رغبة مُلحة …. لإعادة ترتيب الأبجدية
وإتلاف كل حروف كلمات الوداع
للعبث بخارطة العالم وإحراق أيةُ بلادٍ تبعدك عني
أكرهُ فترة الظهيرة
تفاصيلها وساعاتها …. حرارتها وشمسها
زحامَ الشوارع فيها …. سرقتها لأشيائي
أكرهُ المطار الذي سافرت منهُ وقتذاك
حجزكَ ورحلتكَ وطائرتك … حقائبك الملونة وهاتفكَ المغلقْ
الظُهرَ الذي يبقى ظهراً وإن كانَ في القطب
عنيداً وقاسياً وساذجاً وثقيلاً
كرجلٍ جرحني ظهراً ورحل
حينما أحببتك ….لم أكن أعرف أنني سأغدو
مكسورةً بكلِ أحرف الجر
محروقةً بكلِ أعواد الثقاب
مخنوقةً بأسلاكِ الهواتف … وعوادم سيارات الأجرة
طاعنةً بالفقد والوحدة
أشرحُ للمرآة أننا لسنا واحدًا
كنتَ تنسى حزنك … بإطلاق لحيتك لعدة أيام
وكنتُ في الأيام ذاتها …. أطمرُ كل القصائدفي الباحة الخلفية
وانتظر بجانبها كي تنبت وتزهر
التعليقات مغلقة.