خاص – Buyerpress
أجري في مشفى الكلمة أمس الأول الرابع والعشرين من تموز / يوليو عمل جراحي معقّد وهو عبارة عن استئصال ورم دماغي كبير الحجم في نصف الكرة المخية الأيسر دافع للخط المتوسط, وهي المرّة الأولى التي يتمّ فيها استقبال مرض من هذا النوع في المنطقة بحسب الطبيب الذي أجرى العمل الجراحي.
وفي تصريح لموقع صحيفة Buyerpress قال الدكتور عنتر ابراهيم (جراحة عصبية):
” زارتنا المريضة حميدة عبد الباقي سليمان (49 عاما) وهي من قرية “شوني” التابعة لمدنية الدرباسية, وكانت تشكو من صداع شديد وإقياء لمدة عشرين يوم, ومع ذلك لم يكن هناك أي ضعف عضلي أو نوبات صرع, وبحسب الصور فأن الورم على منطقة التحدب الايسر ويكون سليماً بأغلب الأحوال, والكتلة حسبما تظهر كبيرة الحجم وهي موجودة في الجانب الايسر – نصف الكرة الدماغية المسيطر -, وقد أخبرنا ذويها أن توقعات نجاح العملية ضعيفة, مع احتمال حدوث الوفاة, أو الشلل, أو فقدان الكلام, ومع ذلك وافقوا على إجراء العمل الجراحيّ”.
وحسبما أوضحت ابنة المريضة فأن القصّة بدأت قبل ثلاثة عشر عاما,:” كنا في مشروع فلاحيّ, وكنا في شهر رمضان, حيث كانت أمي ذاهبة لجلب الماء حين تعرضت لحادث سير عن طريق دراجة نارية, وكانت النتيجة بعض الرضوض, وجرح غائر في جبهتها من الجهة اليسرى وتم معالجتها في المشفى لمدة يومين. بعد الحادث كانت أمي تعاني من مكان الإصابة, لكن ليس تلك المعاناة الشديدة, لكن وقبل ثلاثة أشهر تضاعف الألم , فعرضناها على الأطباء”.
وتتابع الابنة:” كان تشخيص الأطباء للحالة هو إعطاء بعض الأدوية المسكّنة, رغم أن الأعراض من حرارة وتعرّق وصداع وإقياء أحياناً كانت مستمرّة, وقد شخّص أحدهم الحالة بأنها مصابة بـ “الحمى المالطية” وعلى هذا الأساس استمرّت في أخذ الدواء لمدّة أربعين يوم, ولكن دون فائدة مرجوّة. اضطررنا بعدها لأخذ أمي إلى الحسكة رغم وضعها الصحيّ السيء, وهناك, في مشفى الحكمة طـُلب منا صورة “طبقي محوري” حيث ظهر فيها وجود كتلة في الرأس مكان الجرح القديم”.
ويضيف الدكتور عنتر ابراهيم :” كنّا نتوقّع أن يكون هذا الورم السحائي “رضّي” نتيجة تلك الحادثة, وظهر الجواب النهائي بعد التحليل بأنه سليم”.
ويتابع ابراهيم:” رفض المريض السفر خارج سوريا أو حتى السفر إلى دمشق, رغم أني نصحتهم بالأمر, كون العمل الجراحي كبير ومعقّد, وأعتقد أنها المرّة الأولى التي نستقبل فيها ورماً بهذا الحجم, كما يبدو ذلك في الصور, ناتج عنه انحراف خط متوسط شيفت (هجرة نصف الكرة المخية إلى الجهة المقابلة) وهي من علامات الإنذار بقرب انفتاق دماغي ثم الوفاة, لذا كنا مضطرين في الإسراع بالعمل الجراحيّ وتجنب حالة الوفاة”.
ويختتم د. عنتر ابراهيم حديثه بالقول:” تمّ التحكم بالورم وفتح السحايا على شكل حدوة الحصان, كشفنا الدماغ, وتم استئصال الورم خلال عمل جراحيّ تكلل بالنجاح واستغرق ست ساعات وخرجت المريضة بسلام”.
وعن وضع المريضة الصحيّ بعد العمل الجراحي تقول ابنتها:” أمي الآن بخير, وقدّ حركّت معظم أطرافها, وهذا يعني أنه لم يحدث شلل أيضاً, والفضل يعود لله أولاً, ثم الطاقم الطبي بقيادة الدكتور عنتر ابراهيم”.
جدير بالذكر أن الطاقم الطبي الذي أجرى العمل الجراحي تألف من طبيب التخدير مروان قاسم والمساعدين لقمان حسين وراشد أبو لين , ناديا وبيريفان ابراهيم, والدكتورة أورناشا والمخدر جميران فتحي.
التعليقات مغلقة.