نص كلمة رئيس الوزراء التركي حول فشل الانقلاب العسكري
ألقى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قبل قليل وعبر الهواء مباشرة بيان فشل الانقلاب العسكري, حيث أكّد فيه أنها كانت نقطة سوداء في تاريخ الديمقراطية التركية, وقال يلدريم:” عندما حاولت هذ العصابة النيل من الديمقراطية التركية فشلوا, لأن الشعب التركي وقف في وجه المحاولة الانقلابية, وأهنئ الشعب التركي الذي حمل الاعلام وتوجه الى الساحات, أقبل رؤوسهم, وأحييهم لأنهم قدموا أفضل جواب لهذه العصابة الانقلابية. الخامس عشر من تموز هو عيد الديمقراطية في تركيا”.
وأوضح يلدريم أن هذه المحاولة أسفرت عن مقتل عدد من جنود الشرطة والمدنيين, حيث ترحم عليهم, ودعا بالصبر والسلوان لعوائلهم, والرحمة للشهداء
وأضاف يلدريم:” قواتنا أنقذت الشعب والبلد من مصيبة كبرى, وأنا أشكر الله على ذلك, ما يدعو للفرح في هذه المناسبة هو أن المحاولة الانقلابية لم تأمر بها القيادة العسكرية أنما هي خطة محدودة بين مجموعة عسكرية مرتبطة بجماعة عسكرية, وقد قاموا بمحاولة عسكرية فاشلة, أنا أبارك جميع الذين وقفوا ضدّ هذه العملية. وأحيي الأبطال الذين وقفوا في وجه هذه العملية وواجهوا الرصاص بصدورهم العارية, أحييهم باسمي وباسم الشعب كل الذين واجهوا الانقلاب. هذه الحادثة كشفت ان الشعب التركي لم ولن يتنازل عن الديمقراطية لأنه شعب عريق في تجرية الديمقراطية. وقد أثبت الشعب التركي ذلك للعالم. إن الإنقلابيين الذين قطعوا الطرقات والجسور, وقف أمامهم وأمام دباباتهم مواطنون لينقذوا البلد”.
كما شكر يلدريم من اتصل بهم بنا في هذه الفترة التي سماها بالعصيبة من قيادات الدول الصديقة والذين أبدوا تضامنهم معنا وأشكرهم. منوّها أن هؤلاء الذين قاموا بهذه العملية الفاشلة سيقفون بين يدي العدالة وستسلط عليهم العقوبات التي يستحقونها
وتابع :” إن شعبنا في هذه الحادثة أثبت وعيه وإرادته الثابتة من أجل عدم عرقلة الديمقراطية ولذلك فأن من حاول تنفيذ هذا الانقلاب الفاشل يجب أن يعلموا أنه لا أحد يستطيع النيل من إرادة الشعب وحبه للديمقراطية وأن مواطنون تركيا يعودون اليوم للحياة الطبيعية”.
نترحم على جميع من فقد حياته, لدينا 161 شهيد و 1440 مصاب في معركتنا التي خاضها الاتراك من اجل الديمقراطية وقد تم اعتقال أكثر من 1500 عسكري من مختلف الرتب بتهمة التورط في العملية الفاشلة, وأنا أؤكد ان الوعي الشعبي وقف في وجه هذه العملية الفاشلة وان رئيس الجمهورية واعضاء الحكومة أكدوا أن دولتنا وشعبنا متآزرون ومتماسكون في وجه هذه المحاولات ولا يوجد تكاتف مثل تكاتفنا في وجه دولة اخرى وقد نجحنا في وجه هذه المحاولة.
أشكر الاعلاميين والصحفيين الذين تعاملوا مع العملية الانقلابية بكل وعي وحس قومي, فقد وقفوا الى جانب الدولة وليس لجانب الانقلابيين, وتصرفوا بكل واع ومهني ووطني, وكذلك أشكر كافة الاحزاب المعارضة التي وقفت بجانب الدولة وكذلك منظمات المجتمع المدني رغم اختلاف افكارهم وتوجهاتهم, أشكرك كافة الاحزاب التي قدمت نموذجا في الموقف الوطني.
إن الأمر ما زال في الصفحة الاولى التي طويناها من هذه المرحلة , ولكننا نبدأ صفحة جديدة, ونسعى لاعادة اعتبار تركيا بين دول العالم بعدما حاولوا النيل منها, وسنواصل السير في طريقنا بنفس الخطى الثابتة, اريد شكر كافة المواطنين وسنجعل 15 تموز عيدا للديمقراطية لشعبنا وبلدنا .
أدعو المواطنين الذين ملأوا الشارع أمس النزول اليوم ايضا الى الشوارع, واليوم سنجتمع في الساعة 3 داخل وتحت قبة البرلمان لتناول هذه التطورات بكافة تفاصيلها.
وحول الاجابة على أسئلة بعض الصحفيين قال يلدريم:
أخوتي الاعزاء إن قادتنا العسكريين في وضع جيد فلا تقلقوا عليهم, وقد سيطروا على الوضع بشكل سريع..
كما تعلمون فأن تبعات العملية الانقلابية متواصلة, وما زالت التحقيقات المتواصلة, وأن هذه الجريمة المرتكبة سيتعامل معها النظام الحقوقي, وتم تعريف هذه الجريمة بشكل واضح, وتعلمون ان الدستور التركي ألغى عقوبة الاعدام, ومجلس الامة سيجتمع اليوم وسيتم مناقشة الوضع واتخاذ تدابير اضافية كي لا تتكرر مثل هذه الاعمال الجنونية, وحسب ما وصلنا فانه تم قتل 20 انقلابيا واصابة 30 وربما تزيد الارقام خلال الساعات القادمة, ويمكن ان تتغير في الساعات القادمة.
فتح الله غولن هو زعيم تنظيم ارهابي وقد اصدر مجلس الامن القومي قرارا بالامر وقد طلبنا من الولايات تسليمه لنا, وعندما حدث ما حدث أمس فان هذا الشخص وزعماء هذا التنظيم الارهابي رأى أن لا دولة تحميه, لذلك فان الدولة التي تحميه لن تكون صديقة لتركيا, فالصداقة الحقيقية تستوجب تسليمه, هو زعيم تنظيم ارهابي ويستحق العقاب.
ان السكرتير العام لرئاسة الجمهورية في طريقة الى مبنى الرئاسة, نحن أمام اكبر محاولة انقلابية, والفرق بينه وبين الانقلابات السابقة أن الشعب وقف امام الدبابات بكل شدة وحزم, والمواطنون استطاعوا ان يحتجزوا الانقلابيين ويقيدوا ايديهم, هذا الشعب هو الشعب التركي وفيه اتراك واكراد ومذاهب اخرى كثيرة, وما لا يختلفون عليه هو هذا العلم وهذا الوطن,
الذين قاموا بالانقلاب القي القبض عليهم او تم قتلهم, هناك الكثير ممن قتلوا, ونحن نعمل بجدية, وتم السيطرة بشكل كامل على هؤلاء الاشخاص, وهي ثمرة الاتحاد والتعاون بين جميع مؤسسات هذه الدولة مع الشعب التركي, كان هناك تعاون وثيق بين جميع الاطياف والمسؤولين, والشكر الاول لرئيس الجمهورية الذي قال لا رجوع خطوة واحدة نحو الوراء, نحمد الله ونشكره على هذا النجاح والتوفيق, واشكر جميع الشعب التركي الذي كتب اسمه بحروف من ذهب
حسب المعلومات الاولية عمليات التحقيق مستمرة, وجميع التفاصيل تم التصريح عنها,
نقول بان هؤلاء الذين قاموا بهذه المحاولة لا فرق بين ضابط وصف ضابط, هؤلاء هم خونة بالإجمال.
وظيفة الاعلامي نقل الحقائق لشعبنا, لربما هناك بعض الاخطاء ونعتذر عنها, ولكن كانت لحظات عصيبة, هذا اليوم هو يوم التلاحم, وليس التفرقة, جميع الشعب التركي اقول لكم هذا هو يوم الاتحاد.
نحن ننتمي الى شعب أصيل, وكانت هناك عملية ارهابية في بروكسل, وتوقف الحياة في المطار 10 ايام, ونحن فورا وبعد ساعات عادت الحياة الى كل شيء, ومن قام بذلك سينال جزاؤه
سوف نتناول هذا الموضوع وهذا الانقلاب من ألفه إلى ياءه, ولكن في هذه اللحظات لسنا بحكم هذه المسائلة علينا التحر ك بسرعة للخروج من هذه اللحظات.
التعليقات مغلقة.