أيها القنّاص.. ها أنا ذا عدت ثانية..!

66

خاص – Buyerpress

عرضت الحكومة التركيّة علينا مبلغا كبيرا من المال كتعويض وفدية عن دمه, لكننا رفضنا ذلك, وقالت والدة بشير للقاضي؛ لا أريد مالا, بل أريد القصاص لابني الذي اغتيل دونما وجه حقّ, لذا فأن القاضي أجّل تلك الجلسة.

– أحياناً أكون واقفاً قبالة هذا النصب وتنحدر دموعي دون إرادة مني

قامشلو – بشير رمضان عارف, وحيد والده “الفرّان”, وشقيق أربع من البنات, ووالدته هي ربّة منزل.. كان عمره حين استشهد عشر سنوات ونصف, وكان قد أنهى الصف الرابع الابتدائيّ, ونجح إلى الخامس, استشهد بتاريخ الخميس 9\10\2014 في المظاهرة التي نظّمت من أجل زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان, ودعما لمقاومة كوباني, حيث تطّورت المظاهرة, وقام المتظاهرون بإزالة السياج الحدوديّ والذي يمثّل الحدّ الفاصل بين قامشلو ونصيبين, مما حدا بالقوات التركيّة – حينها – إلى استخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحيّ ضد المتظاهرين, استشهد على إثرها الطفل بشير برصاص قنّاص, كما جرح العديد من المواطنين..

1

 

 

 

 

 

 

 

 

وعما حصل يوم استشهاد الطفل بشير يقول والده: كان بشير يحضر جميع المظاهرات التي تخرج, وفي ذلك اليوم كان قد خرج لوحده, ولم يكن لي علم بالأمر.. كان قد علق العلم الكرديّ في مكان مرتفع قبل أن يستشهد, وحين اقترب الجنود الأتراك من العلم, رشقوهم بشير ورفاقه بالحجارة, وهم بدورهم أطلقوا عليهم النار من سيارة “العقربة” التي حضرت إلى المكان, واستهدفوه من بين الجميع كونه هو الذي كان يهاجمهم ويرشقهم بالحجارة أكثر من البقيّة, ولأنه كان يحمل العلم أيضاً, كان بشير قد رمى جميع الحجارة التي كانت بحوزته, وعندما همّ بجمع بعض الحجارة الأخرى, استهدفه القنّاص, وقتلوه”.

والد

 

 

 

 

 

 

وتابع والد بشير: “أسعفه بعض المواطنين المتواجدين بمكان التظاهرة, ولكن للأسف لم يتمّ ايصاله إلى المشفى, لأنه فارق الحياة في منتصف الطريق”.

وعن الدعوى التي تمّ رفعها ضد الحكومة التركية يقول والد بشير:” ذهبنا إلى تركيا ورفعنا هنالك دعوى عن طريق الأمم المتحّدة ضدّ الحكومة التركيّة, ولدينا محاميان موكلان من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي يتابعان القضيّة في المحاكم التركية, وقد حضرت والدة بشير جلستين من المحاكمة, لكننا لا نعرف الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة لأن دعوتنا هي ضدّ الحكومة التركيّة, وليست ضدّ الأشخاص, وقد عرضت الحكومة التركيّة علينا مبلغا كبيرا من المال كتعويض وفدية عن دمه, لكننا رفضنا ذلك, وقالت والدة بشير للقاضي؛ لا أريد مالا, بل أريد القصاص لابني الذي اغتيل دونما وجه حقّ, لذا فأن القاضي أجّل تلك الجلسة”.

ويضيف:” الجلسة القادمة هي الخامسة, لكن لم يتسنّى لنا الحضور هذه المرّة, حتى أننا حاولنا الدخول عن طريق كردستان أيضاً, وبقينا عشرة أيام هناك على أمل الدخول, دون فائدة بسبب الأوضاع الأمنيّة غير المستقرّة في تركيا. نحن متفائلون بالقضية, فحتى الرفيق عمر أوجلان والرفيقة سارة يتابعونها عن قرب”.

تمثال

 

 

 

 

 

 

يشير والده إلى مكان النصب التذكاري, ويقول متحسّراً:” كانت أم بشير ترغب أن يكون قبر ابنها هنا, لكن الرفاق في حزب الاتحاد الديمقراطي ارتأوا أن يصنعوا له تمثالا, ليكون شاهداً على همجيّة الدولة التركيّة, والتمثال غير مكتمل بعد, فهو يحتاج إلى بعض اللمسات والألوان لتظهر من خلاله الملابس التي كان يرتديها يوم استشهد, وهو من صنع نحات من مدينة عامودا, ويمثّل مجسّماً لابني وهو يحمل حجراً ويتهيأ لرميه على الجنود الأتراك, نحن أنشأنا له قبراً في المكان الذي استشهد فيه, وسالت دماءه فيها, بالقرب من السياج الحدودي تماماً, أما قبره الحقيقيّ فموجود في مقبرة الشهيد “دليل صاروخان”.

2

 

 

 

 

 

 

 

 

وينهي والد بشير كلامه بالحديث عن مشاعره حيّال ما حصل لابنه الوحيد قائلاً:” يقيناً ينتاب المرء شعور وطني جارف حين يتذكر استشهاد ابنه في هذا العمر, ولهذا السبب, وبهذه الطريقة الهمجية من قبل الدولة التركيّة, لكن مهما كان, فأن مشاعر الأبوة تطغى على كل شيء.. أزور المكان ما بين ثلاثة أو أربعة مرات كل يوم, وأحياناً أكون واقفاً قبالة هذا النصب وتنحدر دموعي دون إرادة مني”.

 

12498451_1007053779375055_1079375482_n 12736227_1007053909375042_903921616_n 12767566_1007054676041632_1194698853_n 12767781_1007054152708351_277926239_n

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

12776842_1007053699375063_1495586042_o 12787044_1007054446041655_2044002140_o

 

 

التعليقات مغلقة.