بورتريه فشة خلق كردستان سوريا اقتحام .. تهريب أعلام ..استرحام

40
حسن اسماعيل1
حسن اسماعيل

زاوية يكتبها: حسن اسماعيل

أعزائي لا أعلم كيف أصف لكم شعوري وأنا أستعرض برقية إمام الطريقة الإصلاحية في المذهب التقدّمي والسيف البتار للمجلس الوطني الكردي، الفيصل المسلول وصاحب الكرامات التنظيرية وهو يخاطب مولاه وسيده أمير أمراء الجزيرة السورية وحاكمها المطلق ويدعو لسموه الأميري بطول العمر والصحة ويؤكد لمقامه المعظم بأن عشائر الكوجر الميران ما هم إلا رقيق لمقام الدولة السورية أباً عن جدّ ويرجو من مقامه المبجل أن يعتق رقاب الأسرى من أهالي “سويديا محمى عليا” ويمنحهم صكوك حريتهم من سجون الإدارة الذاتية الديمقراطية باعتبارهم غنائم حرب ولسموّه المبجل القرار وعلينا جميعا الطاعة والولاء …بالتأكيد طاعة ولي الأمر واجب على كل مسلم عاقل راشد

نعم أعزائي لابد أن أشعر بالغثيان و أنا استعرض برقية إمامنا الإصلاحي الكبير والتي سارع لإزالتها من على صفحة ( الفيسبوك).. هذه البرقية التي لا تخلو من مشاعر الاسترحام و الاستعطاف و الاستذلال و يقرّ فيها رمز من رموز المجلس الوطني الكردي وقياداته الحكيمة بالإدارة الذاتية وسلطتها المطلقة والتابعيّة والولاء المطلق لها. ومازال بعضنا ينتظر من المجلس الوطني الموقر أن يكون ايجابيا وثوريا وأن يتحمل مسؤوليته التاريخية في الدفاع عن الشعب الكردي في سوريا وعن حقوقه وحريته..!؟

لا أنكر مطلقا أن ما حدث في “سويديكا محمى عليا ” لم يكن حادثا عابراً ولا يمكن أن أصفه بالتصرف المنطقيّ من الإدارة الذاتية ومؤسساتها العسكرية ولعلني أحسست للوهلة الأولى بأن هذه القرية المتاخمة للحدود العراقية هي السبب الرئيسي في فشل المشاريع التحررية الكردية ولاسيما جمهورية مهاباد وثورات الشيخ سعيد ومحمود الحفيد وسواها بل تعدى الأمر أن ظننتها مركزا لجميع فصائل الشر العالمية من القاعدة والبوكوحرام والقبعات السود والكوبوي ومصارعي الثيران لكن المفاجأة الكبرى كانت عند اكتشاف أهم مفاعلات “السيركة”1 والحلاوة في هذه القرية الوادعة.

لعلّ المشهد الاكثر مأساوية ويثير الألم لدى جميع الكرد هو رؤية العلم الكردي بالشمس الساطعة وهو يرتفع فوق الايدي بمدينة “كركى لكى ” الكردية والجموع المحتشدة سعيدة وهي ترفع رمز عزتها وانتمائها وفجأة تحتشد القوات العسكرية من مختلف الطوائف والقوميات من الآساييش والسوتورو والصناديد والكواسر والجوارح وتتقدمهم إطفائية حمراء تفتح شرارة مائها البارد باتجاه العلم الكردي والجموع التي ترفعه وكأن همّهم الوحيد من ذلك هو تنكيس العلم وتذليل الرمز القومي لهذه الأمة التي عانت ويلات العبودية لقروون عديدة.

بالتأكيد ما حدث زاد المحتشدين إرادة وتصميما وظل العلم الكردي يعلو ويعلو. وقلوبنا ماتزال تنادي بأعلى صوتها “نموت نموت ولا ننكس علمنا … نموت نموت ولا ننكس علمنا”.

سمعت بأن قائمة المواد المهربة في روجآفا ضمّت إليها العلم الكردي ومازال البحث في “كركى لكي” يجري على قدم وساق للعثور على هذه المادة التي يرى القائمون على الإدارة الذاتية بأنها المصدر الرئيسي لجميع حالات التمرد والانفلات الأمني ولابد من حجز جميع الاعلام الكردية وإتلافها ليعم السلام والأمن في عموم كانتون الجزيرة ويعيش الكرد السوريون بسعادة ووئام..

1– السيركة: أكلة شعبية كردية لعشائر الكوجر ومنطقة آليان.

نشر هذا المقال في صحيفة Bûyerpress في العدد 34 بتاريخ 2016/1/1

16

التعليقات مغلقة.