الوحدة.. شعار وخيار الشعب الكردي

41

الوحدة_شعار_وخيار_الشعب_الكردي

رياض بدران
في الوحدة قوة وفي الفرقة ضعف. أنه لمن الحكمة أن تندمج عدة أحزاب في حزب واحد، في الوقت الذي تزداد الحاجة فيه إلى التكاتف والتماسك والتعاون والوقوف في وجه الشدائد التي تهدد الوجود الكرديّ.
أنها لخطوة خطوة هامة وتاريخية من حيث المبدأ إذا كانت النوايا صادقة, نباركها وندعمها ونعتبرها خطوة جدية في لمّ الشمل والالتفات إلى القضايا الوطنية والقومية، وهي إشارة إلى ترك الأمور الثانوية، والعمل بفاعلية والوصول إلى النتيجة المرجوّة. ولكن يبقى السؤال؛ هل هذه الخطوة هي من أجل الوحدة وتوحيد الأهداف والبرامج وتوحيد الجهود والتقليل من الهوّة بين الشعب والحزب كما هو الحال الآن؟
لسنا ضدّ الوحدة، ولكن الوحدة من أجل تجميع الأشخاص وجعلها وحدة شخصية فهذا هو الجمود بعينه وبذلك، كأنك (يا أبو زيد ماغزيت ) وتغدو المسألة إلهاءً للناس بشعارات براقة وعريضة دون نية في تجسيدها أو تحقيقها ؟!
من المعروف أن غاية السياسة العمل على تحقيق خير المجتمع وطموحاته، والتخفيف قدر الإمكان من الخلافات والصراعات الداخلية، والعمل على تقوية الجبهة الداخلية في وجه التهديدات التي تواجهنا وتستهدفنا.
أليس من المعيب أن تأخذ المفاوضات بين هذه الأطراف سنة من الوقت ومن أجل ماذا ؟مع العلم أن جميع هذه الأطراف لها نفس الرؤية والهدف, فلمَ كل هذا الوقت؟ الوقت مقدس لدى الشعوب، أما عندنا فـسيّان، لا ندرك له قيمة.
كان على هذه الأحزاب أن تتوحد أو تندمج منذ زمن بعيد، ولكن كانت حجتهم دائماً إن هناك قبضة أمنية قوية على نشاطهم وتحركاتهم، وهذا مقولة غير صائبة، لقد كانت أمامها فرصة تاريخية لو أقدمت على هذه الخطوة منذ بداية الثورة في سوريا لأسباب عديدة.
أولها انشغال الأجهزة الأمنية بمشاكلها الداخلية, وثانيها فقدان الدولة هيبتها الأمنية وخروج الناس من صمتهم وخوفهم .
لكن تغير الوضع السياسيّ اليوم, فقد استعاد النظام أنفاسه وعاد كسابق عهده، وأعاد ترتيب الوضع الكردي في سياساته، وتنشيط أدواته من بعض القوى الكردية الوفية له..! لقد عاد بحجمه وثقله وعينه الكبيرة المفتوحة التي لا تنام على كل وصغيرة في مناطقنا. وبذلك حافظ من جديد على توازنه بفضل ضعف تلك القوى الموجودة على الأرض وتخاذلها ومشاركتها في إخماد الحراك الشعبي بشكل متعمد، أهذه هي السياسة..!؟
والسؤال؛ ماذا أنتم فاعلون؟
ما الغاية من الوحدة وقد تركتم الساحة وسنحتم الفرصة للنظام في إعادة توازنه وخلق قوة كردية على الأرض موالية له، ومنقادة بشكل أعمى, هذه القوة التي تضرب بيد من حديد كل من يحاول الخروج عن السياسة المرسومة له. أو خلق معادلة منافسة له أو زعزعة الوضع القائم والمفروض، وأنتم ترفعون شعار لا للاقتتال الكرديّ – الكرديّ.
كيف السبيل إلى التفاهم والتعاون مع هذه القوة حتى الآن، ما هو برنامج هذا الحزب، ولماذا توحّدوا؟.. هل هذه الوحدة هي بداية للاقتتال الكرديّ – الكرديّ, أم هي تواطؤ على حقوقه وطموحاته؟. هل يمكن القول أن توحيد هذه الأحزاب هي دلالة على تحقيق معادلة سياسية وعسكرية في الداخل الكردي، بوجود حزب الاتحاد الديمقراطي على الساحة الكردية بدعم وتنسيق من النظام. كيف السبيل إلى التفاهم والتعاون معه؟ أسئلة كثيرة سيواجهها هذا الحزب، وسيكون أمام إشكالية كبيرة كيف سيوفق بين تطلعاته وسياسات النظام السوري، ونحن نعلم جميعاً بأن هذا النظام لم ولن يعترف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي، لأنه لم يعترف حتى الآن بحكومة روجآفا وكانتوناتها الثلاثة.
سؤال الختام؛ هل سيكون هناك تسوية أم مجابهة عسكريّة يسعى الحزب من خلالها إعادة هيبته ومصداقيته وإيمان قاعدته الجماهيرية به؟ أم أنه سوف ينتظر الظروف والتطورات الداخلية والإقليمية والدولية، أو أنه سيدفن رأسه في الرمل ويتغاضى عن ممارسات النظام وانتهاكات شبيحته التي يتعرض لها شعبنا الكردي؟

التعليقات مغلقة.