بورتريه.. فشة خلق.. قادة منهزمون، فارّون، منتهو الصلاحية – حسن اسماعيل
لا يمكن أن أصف سعادتي وأنا أنظر للسيد صلاح الدين دمرتاش وهو يقود عشرات الكرد سيراً على الأقدام وباتجاه المدينة الكردية التاريخية ” جزيرة بوتان” لفكّ الحصار عنها وليثبت للعالم بأن الكرد دعاة سلام لا دعاة قتل.
عشرات الكيلومترات قطعها هؤلاء … نواب برلمانيون وأساتذة جامعات وكتاب ومثقفون، عمال، فلاحون، رجال ونساء. يحملون رسالة السلام ويقودهم دمرتاش بعد أن منحوه أصواتهم ومنحهم صدقه وجهده.
لا يمكنني أن أنسى اللوحة المثيرة للقرف وأنا اتذكر عودتي من عامودا أثناء اعتصام شبابها قبل الأحداث التي جرت فيها، عندما اتصلت بقادة مجلسنا الكردي الموقر استجديهم الذهاب لعامودا والوقوف مع الشباب ومنع أي صدام قد يجلب الدم والموت، لكن لا حياة لمن تنادي والقادة التاريخيون لن يخاطروا بحياتهم لحماية عدة أرواح كردية قد تزهق، فالشعب الكردي يحتاجهم قادة.
المهزلة الأكثر سخرية أن يدعو المجلس الوطني الكردي للاعتصام ضد الهجرة ومغادرة أرض الوطن، يا للسخرية..! وكأن المجلس قد حقق للشعب الكردي السلام والحرية والعيش بكرامة. يا أخي أغلب قادات المجلس يهرولون خارج أسوار الوطن ويبعدون عوائلهم وأطفالهم ومن شارك في الصفوف الأمامية وألقى خطاب الممانعة والمقاومة ربُّنا أعلم كم شخصاً من عائلته هاجر ويقيم الآن في ربوع أوروبا السعيدة.
والله الجماعة معهم الحق أن يصرخوا ( لا للهجرة، لا للرحيل ) معقول, رددوا قبلها غلطة و ندمان عليها!؟ أكيد ما رح تكون مبالغة لو طالبنا تنحط لوحة على ظهر كل قيادي من هؤلاء ومكتوب عليها, ملاحظة: قيادي منتهي الصلاحية ( غير صالح للقيادة )
أعزائي لنفترض أن هجرة أغلب الشباب بسبب التجنيد الإجباري الذي فرضته الإدارة الذاتية الديموعسكرية … بس معقول باقي القادة والسياسيين الكرد عم يهربوا من بعض التصريحات ( أنت معنا أهلاً و سهلاً، مانك معنا اتركنا بريحة طيبة ) ما بستوعب معقول هالشي.!!
الذي أعرفه أن التاريخ البشري لا يعرف قادة يقودون جماهيرهم من خارج أسوار الوطن وبأجهزة الموبايل ويديرون المعارك والانشطة الثورية بالريمونت كونترول إلا في كردستان سوريا.
بالتأكيد العم غاندي والخال مانديلا عاشوا بأوطانهم وقادوا الثورات والشعوب وهم في المقدمة يتلقون الضربة الأولى والإصابة الأولى وما كانت القوات المعادية رغم جبروتها وقوتها قادرة أن تزعزع روحهم العظيمة الشجاعة ولعل صورة البيشمركة والقائد الشجاع الملا مصطفى البارزاني وهو يسير في مقدمة الأرتال ويفترش الأرض مع البيشمركة ليرسم ملاحم النصر للشعب الكردي هي أكبر نموذج للقادة الحقيقيين على خلاف قادتنا التاريخيين ممن وصلوا إلى أرذل العمر لكنهم يحتفظون بروح الشباب في القيادة التنظيرية والخطابية والتكتيكية في ألعاب البلاي ستيشن، حقاً هم قادة انتهت صلاحيتهم…
نشرت هذه المادّة في العدد (27) من صحيفة Buyerpress
التعليقات مغلقة.