شكراً لمن استوقفني في شوارع عفرين معايداً و مهنئاً بعيد ميلادي و مبدياً إعجابه بمقالاتي و دعا لي و لعائلتي بالخير

33

12023112_1140038209344357_1318603212_nشكراً لكل العفرينيين مقيمين و نازحين الذين بابتسامتهم و سعادتهم أعطوا لعيد ميلادي رونقاً خاصاً . ( الحقيقة لا أهالي عفرين سعداء و لا النازحين سعداء أيضاً فعودة موجة الغلاء تماهياً مع الفوضى في أسعار العملات إضافة للحصار جعلهم يمشون في الشوارع شاردين عابسين . و الحقيقة أنه لم يستوقفني أحد مهنئاً أو معجباً باستثناء أحد الشوفيرية و الذي خلال ثواني و بسرعة قياسية أمطرني بوابل من الشتائم الموزعة بالتساوي على كل أفراد عائلتي لأني لم أنتبه لزمور سيارته أثناء عبوري للشارع و أنهى شتائمه بشتيمة مميزة : انقلع من نص الشارع يا مثقف !!!) 2 _ شكراً لأصدقائي الذين فاجأوني بحفلة مميزة ذكرتني بسهراتنا فيما مضى . ( الحقيقة لم تكن هناك أية حفلة فأصدقائي الذين يحفظون تاريخ ميلادي قسم منهم انتقل إلى الرفيق الأعلى و قسم آخر مختطف أو مفقود عند من يظنون أنفسهم وكلاء حصريين للرفيق الأعلى و القسم الأكبر هاجر ) 3 _ شكراً لأولادي الذين غنوا لعيد ميلادي و أشعلوا الشموع و أكلنا و شربنا و لعبنا . ( الحقيقة لا كان في شموع و لا كاتو نتيجة لغلاء المعيشة كانت ميزانية عيد الميلاد مئة ليرة و سعر قالب الكاتو ألف ليرة فقررنا شراء أربع بسكويتات كل وحدة بـ 25 ليرة لكن ابني شيركو أصر أن يبلع البسكويتة بزجاجة عصير فأكل ابني و أخته بسكويتة واحدة و شربوا زجاجة عصير واحدة أما أنا و كالعادة أكلت هوى في عيد ميلادي .

و عندما حان موعد المرح و اللعب بعد انتهاء ابني شيركو من مشاهدة توم و جيري و تحديداً الحلقة التي يستعين فيها جيري بالكلب ضد توم اقترح ابني شيركو أن نلعب توم و جيري و قام بتوزيع الأدوار : هو أخذ دور القط توم و أعطى دور الفأر جيري لأخته و عندما جاء دور التفت إلي قائلا” : بابا أنت بتاخد دور الكلب !! رفضت الموضوع بكل شدة بداية” و أعلنتها بأعلى صوتي { أنا إنسان ماني حيوان } و لكن مع إصرار ابني و إلحاحه علي وجدت الحل في تحويل الإهانة لنوع من النضال الإنساني الرامي لتسليط الضوء على معاناة اللاجئين السوريين و سوء المعاملة التي يتعرضون لها للوصول لحقيقة أن الكلب أوفى و أرحم من كثير من البشر و بهذه الطريقة أستفيد من معاناة اللاجئين السوريين لتأدية دور الكلب و أنا معتز بنفسي . 4 _ شكراً لجيراني الذين سيروا حافلات مجهزة ببفلات تذيع أغاني عيد الميلاد . ( الحقيقة لم يكن هناك إلا أصوات الجوامع تعلن أسماء شهداء جدد و حافلات لمؤسسة الشهداء تذيع أسماء شباب سقطوا في مواجهة الإرهاب) . 5 _ شكراً لزوجتي التي استقبلتني بباقة ورد عدد الورود فيها يتناسب مع سنوات عمري . ( الحقيقة و بعد عودتي إلى منزل بعد رحلة بحث عن حليب الأطفال الذي فقد فجأة من الأسواق استقبلتني زوجتي بجرة غاز فارغة فحملتها و انطلقت في رحلة تبديل جرة الغاز المحفوفة بمخاطر الوقوع ضحية جرة غاز مغشوشة ) 6 _ شكراً لوالدي و الذي بالرغم إلى كل ما نعانيه في سورية إضافة لكوننا عائلة كبيرة لم ينسَ عيد ميلادي . ( الحقيقة الوالد لم يتذكر عيد ميلادي بل أكثر من ذلك نسي اسمي فعندما حاول مناداتي الوالد : يا كامران لقمان شيرفان يا بطيخ شو كان اسمك ؟ أنا : اسمي ؟ _و نتيجة لعصبية الوالد و الحقيقة إلو هيبة ووهرة _ أنا بطيخ لاء جبس تفاحة ياربي شو كان اسمي باذنجان لاء اسمي فيو ألف ونون بس بيبدأ بالراء .. راء راء رمان أيو أنا رمان رمان رمان ريزان بالضبط أنا ريزان ريزان أبو دوشكا لاء أبو شيلكا لاء أبو شيركو أنا ريزان أبو شيركو قلتها و دموع الفرح تنهمر من عيني بغزارة نعم و أخيراً تذكرت اسمي تذكرت إنني إنسان و لي اسم و كيان أنا ريزان …. أنا ريزان …..

 

 

ريزان حدو كاتب كوردي

التعليقات مغلقة.