في اتفاقيات أمريكا الأخيرة ..
بهمند أوسي
فيما يبدو و من خلال تصريحات الطرفين التركي والأمريكي أن أردوغان حصل بموجب الاتفاق على البقاء في السلطة منفرداً أو بطريقة الإئتلاف مع أحزاب أخرى تشاركه وتقاسمه كعكة السلطة في تركيا .
كما أنه باعتبار أن المعارضة السورية المقيمة في تركيا باتت ترتبط بتركيا عضويا ً من الناحية السياسية والجغرافيا في آن ، فمن الضروري إذاً أن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا يشملهم الاتفاق وهو أن يكون لهم كانتون في شمال سوريا ويكون ولائهم لتركيا وبعض دول الخليج مقابل تنازل تركيا عن أولوياتها في تنحي بشار الأسد والاكتفاء بمحاربة داعش .
إضافة إلى إرضاء المعارضة التركية (الجمهوريين والقوميين) بوقف مشروع عملية السلام مع الكرد ، والحد من تواجد السوريين في تركيا و يكون الخاسر الأكبر من هذا الاتفاق الثورة السورية على المدى البعيد ، لأن أردوغان تنازل عن إسقاط الأسد ضمنياً وإن بدت الأمور في الظاهر بعكس ذلك و يكون الخاسر الثاني أكراد تركيا لأنهم وقعوا في فخ الولايات المتحدة وحزب الجمهوريين الاتراك عندما أغروهم بعدم الاتفاق مع حزب العدالة والتنمية ظناً منهم أن الولايات المتحدة ستتخلى عن حزب العدالة والتنمية ولم يدركوا أن إيصالهم للبرلمان كان مجرد ورقة ضغط على أردوغان
ولعل اتفاق أمريكا مع إيران يسمى اتفاق ( الموت ) لما سيترتب عليه من مآسي على شعوب المنطقة فبموجب هذا الاتفاق اندمجت الجبهتين الأمريكية والأوربية مع جبهة الروس والصين ضد شعوب الدول التي تشهد الصراع و بموجب الاتفاق سترفع العقوبات الاقتصادية والسياسية عن إيران مقابل ايقاف مشروعها النووي جزئياً واطلاق يد إيران في المنطقة العربية في العراق واليمن وسوريا ولبنان ومستقبلاً في الخليج وبذلك اجتمعت مصلحة إيران مع الغرب .
ايران بحلمها في إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية والغرب بتدمير الدول المجاورة لإسرائيل والقضاء على حلم الشعوب في الحرية والتخلص من الأنظمة الفاسدة ، و نتيجة لهذا الاتفاق فالمنطقة مقبلة على حرب سنية شيعية أكثر ضراوةً وأوسع جغرافيةً والتي قد تمتد لعقودٍ من الزمن .
وجاء الاتفاق الامريكي مع الكرد بعد خسارة الولايات المتحدة لحلفائها العرب في المنطقة منذ بدأ ما يسمى بثورات الربيع العربي فهرعت إلى تشكيل حلفاء جدد ، وأهم حليفين هما إيران والكرد وتستغل أمريكا في هذا الخصوص طموح ايران الطائفي وطموح الأكراد القومي في سبيل مصالحها .
الفوضى في العقود القادمة في المنطقة كبيرة جداً ولكي تحمي أوربا نفسها من هذه الفوضى لابد من تشكيل خطوط دفاع لها والكرد يعتبرون الخط الدفاعي الأول ضد هذه الفوضى لذلك لابد من دعمهم وتقويتهم ، فالأمريكان باعوا pkkو HDP مقابل الاتفاق مع تركيا .
.الاكراد استفادوا كثيراً من التغيرات في المنطقة بالحصول على حقوقهم بشكل أو بآخر ولكنهم سيعانون كثيراً من الحروب مع داعش وأخواتها في المستقبل .
كما أن اتفاق أمريكا مع دول الخليج العربي هو اتفاق على أن يكون المطلوب من الأنظمة الخليجية أن تساهم مع الغرب وإيران في المحافظة على الأنظمة العربية الفاسدة في سوريا ومصر وغيرها وأن تساهم في تأجيج الصراع الطائفي في المنطقة وأن تقمع الحركات الاسلامية لديها مقابل أن يحفظ الغرب لهم بقائهم في الحكم وأن تحميهم من الخطر الايراني .
وخلاصة الاتفاقات الاربعة نجد أن أمريكا جعلت من منطقتنا منطقة حروب طائفية وقومية لن تنتهي في المدى القريب. وأن أمريكا الديمقراطية وضعت يدها في يد الأنظمة في إيران ومصر وسوريا ضد شعوب هذه الدول .
التعليقات مغلقة.