“غوغل” تستيقظ.. العملاق النائم يهدد “OpenAI” ويفاجئ الأسواق بالذكاء الاصطناعي!

في عام 2022 بدأ ChatGPT يغير قواعد اللعبة، وأصبح الكثير يعتقد أن غوغل قد انتهت وأن السباق نحو الذكاء الاصطناعي حسم لصالح شركة “أوبن إيه آي”. حتى كبار مهندسي “غوغل” ورئيسها التنفيذي السابق أقروا بتأخر الشركة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

لكن اليوم، الواقع مختلف تماماً. بحسب تقرير بلومبرغ، “غوغل” استيقظت فجأة، وأطلقت سلسلة من برمجيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة، أبرزها نموذج Gemini 3، الذي حاز إشادات واسعة بقدراته على الاستدلال، البرمجة، والمهام المتخصصة التي لطالما أربكت روبوتات الدردشة الأخرى.

ولم يكتفِ العملاق الأميركي بتطوير البرمجيات، بل دخل أيضاً سوق الرقائق، مع شراكات مهمة مثل Anthropic.

وأصبحت “غوغل” الآن من بين البدائل القليلة المتاحة للرقائق التي تحتكرها شركة إنفيديا بنسبة 90%، ما عزز توقعات الطلب على رقائقها، خصوصاً بعد تقارير عن محادثات “ميتا” لاستخدام رقائق “غوغل”.

ونتيجة لهذه الخطوات، ارتفعت القيمة السوقية لشركة ألفابت المالكة لـ”غوغل” قرب 4 تريليون دولار، بعدما أضافت الشركة تريليون دولار منذ منتصف أكتوبر، مدفوعة أيضًا بصفقة ضخمة قام بها وارين بافيت لشراء حصة تقدر بـ 5 مليارات دولار، في خطوة فاجأت الأسواق نظرًا لتفضيله الابتعاد عن شركات التكنولوجيا عادة.

قاعدة بيانات ضخمة وأرباح قوية.. أوراق “غوغل” الرابحة

ما يميز “غوغل” عن شركة OpenAI هو امتلاكها موارد ضخمة لا تمتلكها الأخيرة، من بينها قاعدة بيانات جاهزة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي من محرك البحث يوتيوب، وهواتف أندرويد، وأرباح قوية وتدفقات مالية مستمرة لدعم الاستثمارات التكنولوجية.

كما تتمتع “غوغل” ببنية تحتية حاسوبية متطورة، ما يمنحها تفوقًا في الحوسبة السحابية والخدمات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وتمنح هذه المزايا “غوغل” القدرة على المنافسة بقوة، والابتكار في مجالات متعددة، مع تجنب المخاطر التنظيمية التي قد تعيق شركات أخرى.

التنويع الاستراتيجي

بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، فإن “غوغل” توسع أنشطتها بعيداً عن محرك البحث، مع “وايمو”، وحدة السيارات ذاتية القيادة، التي تتجه إلى عدة مدن جديدة، ما يعزز موقع الشركة كمجموعة تكنولوجية متكاملة وقادرة على مواجهة أي تحديات مستقبلية.

فقاعة الذكاء الاصطناعي

رغم كل النجاحات، يبقى السؤال الأكبر: إلى أين ستتجه موجة الذكاء الاصطناعي، وهل ستنجو “غوغل” و”OpenAI” من الانفجار المحتمل للفقاعة التقنية؟

ويبقى الشيء المؤكد حالياً أن العملاق النائم استيقظ، وأن أوراق لعبه كثيرة، لكن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يزال مليئاً بالمفاجآت.