ألا ينظر الشعب التركي إلى جرائم الحكومة التركية؟

30

 أحمد شويش*

احمد شويش

ألا ينظر الشعب التركي الذي طالب الحكومة التركية بفصل الكرد من البرلمان التركي والمؤسسات الحكومية الى الجرائم التي ترتكبها الحكومة والجيش التركي بحق الشعب الكردي في غرب وشمال وجنوب كردستان من جراء استهدافها بالطائرات الحربية للقرى الكردية في جنوب كردستان بحجة محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني, وقصفها لمواقع وحدات حماية الشعب والقرى الكردية في غرب كردستان بحجة محاربتها لعناصر التنظيم الإرهابي ” داعش “, وقتل المتظاهرين الكرد في شمال كردستان المنددين بالجرائم السلطات التركية بحجة فض الاحتجاجات في تركيا.

 

ألا ينظر هذا الشعب إلى الدعم الذي قدمته الحكومة التركية لعناصر تنظيم داعش الإرهابي في حربها على مدن ومناطق غرب كردستان وإفساح المجال لها أمام تنفيذ أبشع الجرائم ضد مكونات غرب كردستان من ” الكرد, العرب, السريان, الأشوريين “, وفتح حدودها أمام الجماعات الإرهابية التي باتت تستخدم الأراضي التركية لتنفيذ عملياتها الإرهابية وحقدها على مكونات غرب كردستان.

 

طوال فترة سيطرة داعش على مدينة كري سبي ” تل أبيض ” والخط الحدودي مع تركيا, أبقت السلطات التركية حدودها مفتوحاً أمام عناصر داعش وأيضا معابرها التي كانت تحت سيطرة داعش, في حين أغلقت الحكومة التركية جميع معابرها مع غرب كردستان خصوصاً والتي كانت تحت سيطرة الكرد, أيضاً أغلقت الحدود أمام المواطنين الكرد والتي انتهكت أبشع الجرائم ضد أبناء الشعب الكردي في غرب كردستان بقتل وتعذيب ممن يودون العبور إلى تركيا, وهذه الجرائم منافية للقانون الدولي والتي قد نددت بها محكمة الجنايات الدولية واعتبرتها” جرائم حرب”.

 

بحجة حرب الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني قصفت الطائرات التركية قرى كردية في جنوب كردستان خلفت شهداء وجرحى من المدنيين وأخرها قصف قرية ” زاركلي ” والذي نتج عنه استشهاد مالا يقل عن ٩ مدنيين إضافة إلى إصابة ١١ آخرين, وبذلك تتهرب الحكومة التركية من عملية السلام التي دعت أليها السيد عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني.

 

كذلك بحجة فض المظاهرات والاعتصام للشعب الكردي في مدن شمال كردستان وتركيا اعتقلت السلطات التركية العشرات من الشبان الكرد واستشهاد آخرين جراء قمع الأمن التركي لتلك المظاهرات المنددة بجرائم الحكومة التركية ودعمها للإرهاب خصوصاً تنظيم داعش.

 

مع أخر التطورات الميدانية على ساحة غربي كردستان والتي تمكنت وحدات حماية الشعب بالتعاون مع بعض فصائل الجيش السوري الحر من طرد داعش وتحرير مدن ومناطق غرب كردستان من إرهاب داعش بالأخص الخط الحدودي مع تركيا, إضافة إلى طرد عناصر داعش الأرهابي من مدينة كوباني في وقت سابق بجهود وحدات حماية الشعب وقوات البيشمركة الكردية بدعم من التحالف الدولي, وبعد أن أصبح ذلك الخط الحدودي بيد الكرد, أخذت تركيا قراراً بمحاربة داعش وذلك ليس بدافع محاربة تركيا للإرهاب بل لمحاربة الكُرد الذين بأتو يسيطرون على كافة مناطق غرب كردستان, وبحجة محاربة داعش قصفت الحكومة التركية مواقع لوحدات حماية الشعب وقرى كردية بريف مدينة عفرين.

 

بذلك ألا ينظر الشعب التركي إلى جرائم الحكومة التركية ودعمها للجماعات الإرهابية المتمثلة بداعش, ألا ينظر إلى انتهاكات الحكومة التركية ضد الشعب الكردي, أم الشعب التركي رأضي عن ممارسات حكومة بلادهم؟؟؟

*صحفي كردي

التعليقات مغلقة.