تركيا والكورد..

44

 

11696771_1094727633875415_1321276965_n 1- تركیا حاولت 40 سنة من القضاء على حزب العمال الكردستاني، وبشتى الوسائل ومعها حلفاءها، وقواتها البرية والجوية، وعن طريق 17 حملة عسكرية شاملة على مواقع الحزب داخل كردستان العراق.. وفشلت، ليكون حزب العمال الكردستاني يوما بعد آخر أقوى مما كان عليه، بل ليدفع باتجاه المشاركة السياسية الفعّالة داخل تركيا ويحصل على 13% من أصوات الناخب التركي في انتخابات 7-6-2015 ويدخل بقوة الانتخابات على حساب الحزب الحاكم العدالة والتنمية ويمنعه من تشكيل الحكومة التركية لوحده فيكون بذلك الحزب العمال الكردستاني الرقم الأصعب في المعادلة السياسية التركية..

2- تركيا نادت وصرخت صباح مساء ومرارا وتكرارا بأنها ستعمل بالضد من إقليم كردستان العراق، ولم تكن تعترف بالإقليم، وفعلا وقفت بالضد لأكثر من عشر سنوات، وحاربته بشتى الوسائل، إلا أنها اضطرت لتحويل علاقاتها العدائية إلى علاقة جيرة وتعاون، وبذلك كانت علاقات تركيا مع إقليم كردستان هي الافضل بالنسبة لتركيا مقارنة بعلاقاتها بكل دول جوارها الاخرى: (العراق، ايران، سوريا، ارمينا، يونان … الخ) بل كانت المتنفس الوحيد لإقليم كردستان العراق إلى العالم الخارجي وهي التي تفتح الطريق للاستقلال الاقتصادي لكردستان عن العراق..

3- الآن تركيا تعلن بأنها ستعمل من أجل منع دولة كردية في شمال سوريا، رغم أن الاكراد أنفسهم لم يتحدثوا عن الدولة واخشى أن تدفعهم تركيا باتجاه ذلك!! إلا أنني أعرف يقينا بأن تركيا ستفشل في ذلك المسعى العدائي لتجربة أكراد سوريا، خاصة اذا علمنا أن مهمتها ستكون أصعب بكثير من تجارب عدائها السابقة مع الاكراد سواء مع حزب العمال الكردستاني أو اقليم كردستان العراق.. وذلك إذا علمنا أن: – كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكل دول الاقليم مع تركيا ضد العمال الكردستاني، وجميعهم كانوا يعتبرون الحزب ارهابيا.. دون جدوى.. فما بالك واليوم لا أحد يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا والذي يقود التجربة الكردية هناك إرهابيا! ناهيك عن أن مقاتليه من اليبك واليبج يحاربون داعش وتدعمهم أقوى قوى جوية في أرض وهو طائرات التحالف الدولي، وباعتراف البيت الابيض أن أفضل تنسيق في حربها ضد داعش هي بين طائراتها وبين مقاتلي اليبك واليبج حيث يتقدمون عندما يتراجع الآخرون.. وأن تقدمهم البري على حساب داعش أحد أهم نجاحات التحالف الدولي ضد داعش..

لذا أتمنى أن لا تقع تركيا في أخطاء سابقة ثم تبين لها بعد فترة أنها اخطأت فتضطر إلى تغيير موقفها بعد خسارة أعوام من أرواح ومال وسمعة..

التعليقات مغلقة.