صحفي في النهار، أزعر في الليل

23

“ليس بالمقدور أن تحاور سياسيّاً في النهار ويدلي لك بتصريح, ثم تسيء له و لحزبه على صفحات التواصل الاجتماعي ليلا, باختصار.. لا تستطيع أن تكون صحفيّاً في النهار وأزعراً على الصفحة الزرقاء في الليل “.

mmmmm

سيروان حاج بركو*

هذه الكتابة تشوه صورة الإسلام و تسيء إلى شريعته .. لهذا السبب أقدمت قوات المعارضة السورية المتمركزة في معبر باب الهوى قبل بضعة أيام على حرق صحيفة ” تمدن ” السورية العدد 73 ومنعتها من النشر.

مراقبة وسائل الإعلام السورية في المناطق المحررة في سوريا تمرّ بمرحلة حرجة جداً, وقوات المعارضة الإسلاميّة المتشددة تظهر وجهها الحقيقيّ في قمع هذه الوسائل. هم ضدّ الحرية ؛ الحرية في مفهومهم أن تكون مسلماً يتبع شريعة الإسلام.

أعتقد أننا محظوظون جداً لأن مناطقنا في منأىً عن هذه القوى الإسلامية المتشددة, ولأن حرية الصحافة والتعبير هي من أهم الحقوق الإنسانيّة, السلطة التي تقمع هذه الحقوق هي على رأس القائمة السوداء والطويلة للديكتاتورية.

مناطقنا هي الأكثر أماناً وهذه حقيقة جلية للعيّان في جميع أرجاء سوريا. وعلى المرء أن يقول هذه الحقيقة دائماً, لكن هذا لا يعني بأن الأوضاع في كمال وأمان. هناك ضغوطات تمارس ضد وسائل الإعلام, ويجب أن يوضع حدّ لهذه الانتهاكات وأن تجتمع السلطة مع المؤسسات الإعلاميّة بهدف مناقشة العمل الصحفيّ في منطقتنا, القرارات الأحادية من قِبل السلطات والعمل بها بالإكراه لن تحل المشاكل.

حرية التعبير ليست طريقاً للذهاب فقط, على الصحفي أن يحسب طريق الإياب. نحن بحاجة إلى تأمين طرق الذهاب والإياب, باختصار على السلطة ألا تقمع حقوق الصحفيين وعلى الصحفي أيضاً أن لا ينحاز إلى طرفٍ ما و يجب عليه ممارسة عمله بكل مهنيّة وحرفيّة وحياد, أي عليه أن يكون صحفيّاً بكل ما تعنيه الكلمة ضمن إطار المهنيّة؛ على سبيل المثال, ليس بمقدور الصحفيّ أن يكون ناشطاً, العامل في مجال الصحافة والإعلام يجب عليه أن يكون على دراية تامّة بأنه صاحب مسؤوليّة كبيرة,. ليس بالمقدور أن تحاور سياسيّاً في النهار ويدلي لك بتصريح, ثم تسيء له و لحزبه على صفحات التواصل الاجتماعي ليلا, باختصار.. لا تستطيع أن تكون صحفيّاً في النهار وأزعراً على الصفحة الزرقاء في الليل “.

. الشخص الذي يختار حياة الصحافة, عليه أن يودع حياة السياسة, لأن مهمة الصحفيّ جمع المعلومات ونشرها للجميع, يمينا, شمالا, للأبيض والأسود, للمسلم والمسيحي والإيزيدي, للصغير والكبير, للرجل والمرأة, لمساندي النظام ولمعارضيه, للملحد بالله, وغير المؤمن بأهداف الأحزاب …. وغيرهم.

كيف لك أن تكون من مناصري إحدى الأحزاب وفي الوقت عينه تكون صحفيّاً مهنياً؟! ليس بالمقدور, لأنه غير المنتسبين إلى حزبه لا يؤمنون بعمله كصحفيّ, كل ما يملكه هذا الصحفي هي سمعته والحقيقة التي يعمل على نشرها, لا يستطيع السياسيّ العمل كشخص محايد, لا يستطيع أن يكون صحفيّاً.

في المجتمعات المتخلفة يرى المرء نفسه سياسيا, صحفيا, ناشطا, عسكريا, وحتى رجل دين … , هذه الحقيقة تنطبق على مجتمعاتنا أيضاً. إذا مارس كلّ منا عمله وترك الأعمال التي لا يجنى منها شيء قد ننجح حينها.

من جانب آخر يجب أن تتوضح للجميع صورة الصحفيّ من مدّع الصحافة. ليس كل من التقط صورة من موبايله غدا صحفياً, ولا كل من حضر دورةإعلاميّة يحق له حمل اسم الصحفي.

يجب أن تتوضح حدود ومقاييس العمل الصحفيّ بشكل شفّاف, فمسؤولية وسائل الإعلام كبيرة، لا يجوز إقحام الكوادر في أماكن الخطر. تأمين مهنيّة الصحافة ونضالها هي من المهام الرئيسة لوسائل الإعلام. وعلينا ألا نقبل باعتقال الصحفيين ومراقبة وسائل الإعلام. ويجب أن يعلو صوتنا دوماً ضد هذه الإجراءات, وعلينا في الآن ذاته ألا نتقبل العمل الصحفي السيء، وأن يعلو صوتنا ضدّ الصحافة السيئة التي لا تحترم المهنيّة. هناك عدة تساؤلات، ينبغي التحاور عليها بين الصحفي والصحفي والصحفي مع السلطة من أجل الحصول على أجوبة.

يجب أن يكون الهدف المشترك  ؛ حرية الرؤى والتعبير والإعلام وبالمقابل يجب التزام المهنيّة، والحركة بمسؤوليّة واحترام.

نُشر هذا المقال باللغة الكردية في العدد (18) 2015/5/1 من صحيفة “Bûyerpress” الترجمة عن الكردية: Bûyerpress

Bi Roj Rojnamevan, Bi Şev Serserî!?

  • المدير العام لمؤسسة آرتا الاعلامية (facebook.com/sberko)

 

التعليقات مغلقة.