سوريا: الحرب الأهلية تمنح قبلة الحياة للطائفة اليزيدية

66

 

 

(Bûyerpress)

القامشلي- (شمال شرق سوريا)

نوبار إسماعيل

أزاحت الحرب الدائرة في سوريا الستار عن الديانة اليزيدية التي تعرضت على مر العصور للحصار والاضطهاد. تأسس “البيت اليزيدي” عام 2012 ليساعد الطائفة اليزيدية على ممارسة شعائرها الدينية. وبات بمقدور “حجاج” الطائفة اليزيدية زيارة معبد “لالش” المقدس في إقليم كردستان العراق والعودة إلى سوريا بلا خوف.

يقول الشيخ سعيد شيخ حتو، العضو المؤسس لـ”البيت اليزيدي”: “لن نتخوف بعد اليوم من ممارسة شعائرنا، وإعلان ديننا أمام الناس. عشرات المجازر التي تعرضنا لها عبر التاريخ كافية الآن، وعلينا أن نعود لنحيا من جديد”.

3_10

 

 

 

 

 

 

يتكلم اليزيديون اللغة الكردية، ووفقا لمعتقداتهم فإنهم يعبدون الله، والملك طاؤوس ملك الملائكة. يشكل معبد “لالش” في إقليم كردستان العراق مكانهم المقدس، حيث يتواجد ضريح الشيخ “آدي”، يتوجهون نحو الشمس في الصلاة، ويعتبرون صلاتهم باطلة إذا رآهم أحد. يعتبرون إبليس أو ما يسمى لديهم “عزازيل” أفضل الملائكة، لأنه رفض السجود لغير الله.

هجرة اليزيديين، تتركز حياة اليزيديين في الأرياف، ويندر وجودهم في المدن، لعدم تقبل معتنقي أديان أخرى لهم. فما أن يبلغ الشاب سن الرشد “حتى يعمل أهله على تهيئته للرحيل إلى خارج سوريا، بما في ذلك الفتيات، وذلك لصعوبة انخراطهم في المجتمع الإسلامي أو المسيحي”، يوضح الشيخ سعيد.

ينقسم اليزيديون في مجتمعهم إلى ثلاث طبقات، وهم الشيوخ والبير والمُريد. ويعود هذا التقسيم إلى قرابة ألف سنة، بموجب قرار أصدره الشيخ آدي الزعيم الروحي لليزيديين. وفق ذلك القرار، تم توزيع الأملاك والأراضي على ثلاث مجموعات من اليزيديين، وأطلقت على كل طبقة تسمية. سمي هذا القرار آنذاك “بـ”الحد والسد”، فأصبح عرفاً بين أبناء الديانة. ويقضي العرف اليزيدي أيضاً بتحريم الزواج بين أبناء الطبقات المختلفة، واقتصاره على أفراد الطبقة الواحدة، واعتبار أبناء كل طبقة أخوة لأبناء الطبقة الأخرى.

اضطهاد

يقول الصحفي اليزيدي جابر جندو: “عانى اليزيديون من عقوبات الحكومات السورية المتعاقبة، التي عمدت إلى تشويه سمعة الديانة. وساهم ذلك في عدم قدرة اليزيديين على إصدار أي كتاب يتعلق بديانتهم، أو ممارسة عباداتهم بحرية”. ويضيف: “لم يكن ممارسة الطقوس والشعائر الدينية ، أو بناء أي معالم دينية، أمراً سهلاً. ومنعوا من زيارة المجلس الروحاني في إقليم كردستان العراق، والحج في معبد “لالش”، الذي يرتبط به كل يزيديو العالم”.

مسلمون بقرار سياسي

ويقول الشيخ سعيد حتو: “عمد النظام السوري في محافظة الحسكة (شمال شرق سوريا) إلى تسجيل العديد من أبناء هذه الديانة كمسلمين، بعد قرار المحكمة السورية، بعدم إدراج الديانة اليزيدية إلى سجل الأحوال المدنية. وبعد أن تم رفع دعوى ضد هذا القرار من قبل أبناء الطائفة، التي يصر أبناؤها على عدم تسميتها بغير الديانة اليزيدية”. ويضيف الشيخ حتو: “كان أطفالنا مجبرين على حفظ القرآن الكريم في المدارس”.

“كان سكن اليزيديين في مناطق منفصلة وبعيدة عن بعضها البعض، سبباً في صعوبة التواصل الديني بينهم، إضافة إلى الضغوط الاجتماعية والأمنية التي فرضتها أجهزة النظام السوري، مما أدى إلى مغادرة الكثير منهم في قرى عفرين في شمال غرب سوريا، لدينهم وتحولهم للدين الإسلامي”، على حد قول الشيخ سعيد.

ويتوزع اليزيديون في 74 قرية كردية على الشريط الحدودي الممتد من مدينة ديريك “المالكية” شمال شرق سوريا، إلى منطقة عفرين في غربها، ويبلغ عددهم في الجزيرة السورية حوالي50 ألفا، فيما يتجاوز عددهم 70 ألفاً في منطقة عفرين، 6% منهم في عفرين اعتنقوا الإسلام نظراً لبعدهم عن مراكز ودور العبادة، بحسب الشيخ سعيد.

المصدر: (هنا صوتك)

.

التعليقات مغلقة.