الوحدة الوطنيّة الكرديّة

30

هفال عجاج

لكلِّ قاعدة شواذ. ولكلِّ أمر مهام, فبعد أن تبعثرت القضيَّة الكرديَّة بين الدول الغربيَّة والإقليميَّة أصبحت هناك عدة نقاط للنقاش وأولها كيفية الحصول على الحقوق المشروعة للشعب الكرديِّ, ومن بعدهِ الحصول على الإدارةِ الذاتيَّة, ومن بعده الفدراليَّة, كما حصلت في كردستان العراق وما يحصل الآن في كردستان سوريا, وما سيحصل عليه باقي الأجزاء الأخرى ( كردستان إيران و تركيا ) ومن بعده الاستقلال الذي لم يحصل عليه أي جزء. ترى هل من الممكن سرد حكايتنا التي نادى بها العُظماء من قبل, والأسباب التي أدَّت إلى فشل أغلبهم, فتعظيم القضيَّة لا يكمن في سردها بقدر ما يتعلَّق بتحقيق الاستراتيجية التي يُنادى بها.
هنا تبدأ القضيَّة الحقيقيَّة, و أهم شيء فيها هي تحقيق الوحدة, لأنه بدونها لا يمكن تحيق المطلب الأخير ( الاستقلالُ الوطنيِّ للشعب والأرض ).
ومن خلال الأوضاع الأخيرة في كردستان سوريا ( روجآفا ) والأعباء التي يتحمّلها إقليم كردستان العراق من ضغوطات داخليّة وخارجيّة, لابدَّ من تكثير الدَّعم له وبالمقابل تحقيق المساندة للشعب الكرديِّ في سوريا, سواء على الصعيد الاجتماعيِّ والسياسيِّ وحتى العسكري, ولكن الخلافات السياسيِّة  بين الأحزاب الكرديِّة كانت حجر عثرة في طريق تحقيق تلك المساعدات, وعدم تنازل أيّ طرف عن أقل التنازلات لتحقيق تلك الوحدة لذا تدهورت وضع الكرد في الفترات الأخيرة وخاصة بعد ظهور الجماعات الإرهابيِّة أو ما يسمى بالدولة الإسلاميِّة في العراق و الشام ( داعش ), ولكن توصّلَ قياديو الأحزاب الكرديِّة لقناعة مَفادها أنه بدون الوحدة الوطنيِّة قد تكون الضريبة كبيرة, وما حصل من اتفاق في “دهوك” وبرعاية رئاسة الإقليم ما هي إلا خطوة جادة بالاتجاه الصحيح, ويعتبرها الكثير من المهتمين والمحللين السياسييّن بأنها ستنقذ الجميع, وستُعيد الخارطة الكرديّة إلى المحافل الدوليّة, لا سيّما ببعد المدى الذي يتميّز به استراتيجية حكومة إقليم كردستان العراق, وتعتبر الأحزاب الأخرى المنفذ الوحيد ربما للوصول إلى السياسة الخارجية وخاصة أمريكا والدول الأوروبية و تحقيق المصالح المشتركة بين تلك الدول .

هفــال عجاج

مع كل المقالات

التعليقات مغلقة.