الشاعر “بياني”: هناك ارتباط وثيق بين الغناء وكتابة الشعر لأنهما يُتممان بعضهما في التعبير وإيصال الحس الفني إلى الجمهور

32

 

يكتب الشعر باللغة الكردية منذ عام 1975، إلى جانب اهتمامه بالفن والغناء الذي بدأ في نفس العام، يملك في رصيده قرابة مئة أغنية، ست كاسيتات، وثلاث إصدارات (فيديو كليب).

شغل الاهتمام بالفلكلور الكردي جزءاً من حياته وعمل لسنوات طويلة في الفرق الفلكلورية الكردية في كل من عامودا، دمشق، والعاصمة السعودية (الرياض)، وألمانيا، وأهم هذه الفرق: “فرقة برخودان koma) Berxwedan)، فرقة آكري (koma Agirȋ)، فرقة مزكينkoma) Mizgȋn) وفرقة خبات (koma Xebat)”، الشاعر والفنان: “بياني”، ضيف حلقة جديدة من برنامج “Şevhest”، تقديم: شف حسن.

ولد الشاعر “فرحان محمد كولتكين” الملقب بـ “بياني”، في باكوري كردستان عام 1956 وتحديداً في قرية ” قصرا بلند خربي كيفر” Qesra Bilind Xirbȇ kȇfir”، التابعة لمدينة ماردين.

هاجرت عائلة “بياني” من مدينة ماردين عام 1958واستقرت في مدينة عامودا بـ روجآفاى كردستان، وبعد عدة سنوات من حادثة “حريق سينما عامودا”، توجهت العائلة إلى العاصمة دمشق واستقرت هناك.

 كحال الكثيرين من الكرد.. حُرِمت عائلة “بياني” من الحصول على الجنسية السورية، لذلك لم يستطع الالتحاق بالصفوف الدراسية في المدارس الحكومية، إلا أن هذا العائق لم يمنعه من الحصول على جزء من حقوقه في التعليم، واعتمد على نفسه عن طريق “التعليم الذاتي”، وبذلك استطاع إتقان القراءة والكتابة.

أصدر الشاعر حديثاً ديوانه الأول بعنوان “Vejȋna Bendewarȋ “، وله نتاجان قيد الطبع إحداهما قصائد وأشعار فلكلورية للأطفال، ويعيش منذ عام 2011 في مدينة قامشلو.

ترك والد “بياني” أثراً كبيراً في نفسه، ومهّد له طريق الفن والغناء وشجعه على إكماله، وزرع هذا الحب بصوته العذب مع قدرته العزف على آلة الطنبور وتمكنه من جمع هذه المهارة مع كتابة القصائد.

وعن رحلته في تعلّم اللغة الكردية، استخدم الشاعر الأحرف العربية بدايةً في كتابة قصائده، ثم تعلم الأحرف اللاتينية، ومنذ عام 1975 أصبح يكتب الشعر باللغة الكردية، ومعظم المواضيع التي يختارها في كتابة قصائده هي عن (الأغاني الثورية) والتي كان يكتبها لنفسه لتلحينها وغنائها فيما بعد.

ويرى الشاعر بأن هناك ارتباط وثيق بين الغناء وكتابة الشعر لأنهما يُتممان بعضهما في التعبير وإيصال الحس الفني عند الفنان إلى الجمهور، لذلك اتّجه إلى كتابة الشعر من أجل التلحين والغناء، وعند كتابة قصيدة ما، كان الشاعر يجتمع مع أصدقائه من خلال أمسيات شعرية، لتبادل الآراء ووجهات النظر حول هذه القصيدة.

غنى العديد من الفنانين الكرد من قصائد الشاعر “بياني”، لافتاً إلى أن هنالك من طلب منه بيع قصائده مقابل أجر مادي، قائلاً: “العديد من الأشخاص كانوا يطلبون امتلاك قصائدي، وهنالك من قال لي بِع قصائدك لكن خارج هذا البلد، إلا أني لا أبيع قصائدي، لأنها تتحدث عن الكرد، فأمنحها بلا مقابل وأهديها لهم”.

ومن الفنانين الذين غنوا من قصائد وكتابات الشاعر “بياني”، الفنان الراحل: “آرام ديكران” أغنية “Li Welȇt Şer  e”،  و “Vegerin Welat”، ويروي الشاعر عن اجتماعه مع الفنان الراحل في مركز الثقافة والفن “هونركوم” الألمانية ولا سيما أنه أُعجب بقصائده، وكان ذلك في عام 1989، إضافة إلى وجود العديد من الفنانين الكرد آنذاك هناك، وطلب حينها غناء ثلاث من قصائده التي غناها الشاعر في احتفالات عيد نوروز. كما يوجد العديد من الفنانين الآخرين الذين غنوا من كلمات الشاعر “بياني” مثل الفنان “عبد القادر سليمان” الذي غنى ست من قصائده، والفنان “مسعود خليل” الذي غنى كاسيتاً كاملاً من قصائده، محمود مراد، حسن يوسف، وسربست خليل”، وغيرهم.

وقال الشاعر قبل انطلاقته في مجال كتابة الشعر بالطريقة “الغنائية”: “كنت استمعُ لأغاني الفنانين العمالقة منذ أن كنت طفلاً، بدءاً من والدي الذي كان له الأثر الكبير على مسيرتي الفنية، ووصولاً إلى الفنانين العظماء، مثل “الفنان الكبير محمد شيخو، شفان برور، تحسين طه، محمد عارف الجزراوي، كاويس آغا، وآخرون”.

مضيفاً: “منذ الصغر نشأ حبهم لدي من خلال سماعي لأصواتهم وأغانيهم، ولذا تمنيت أن يكون لي بصمة في هذا المجال وأردت السير على دربهم”.

ويعبر الشاعر عن أسفه لعدم وجود حقوق ملكية على أغاني الفنانين، “لو كانت هناك حقوق ملكية ورقابة على الإصدارات الغنائية لما تجرأ أحد على استخدام كلمات وأغاني الفنانين دون الرجوع إليهم واستئذانهم”، مشيراً إلى أنه: “لن يستطيع أحد التأكد من قصائدي وملكيتها لي إلا إذا قمت بطباعتها جميعاً ونشرها، حينئذ بإمكان أي شخص التأكد والرجوع إليها”.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط اللقاء كاملاً:

التعليقات مغلقة.