الإسلام وحقوق الإنسان.. المُشترك الإنساني للثقافات
في كتابه الصادر أخيراً عن منشورات «بيسان» والمركز الثقافي العراقي في بيروت، تحت عنوان «الإسلام وحقوق الإنسان – المشترك الإنساني للثقافات والحضارات المختلفة»، يقدّم الباحث والمفكّر العراقي د. عبد الحسين شعبان الدليل على رفد الإسلام الفكرة الكونية لحقوق الإنسان، ويناقش فيه المرجعية الثقافية لهذه الحقوق، من خلال المشترك الإنساني، باعتباره الأساس الأول والأهمّ في الهوية الثقافية.
ومن بوّابة تأكيده على أن مسألة حقوق الإنسان، في العالم أجمع، لم تعد فكرة رومانسيّة أو ترفاً فكرياً أو مسألة كماليّة وثانوية، بل أخذت تدخل في صميم المطالب الشعبية وتشكّل جوهر الأهداف والمبادئ المشتركة لتيارات متباعدة ومتعارضة تاريخياً، يشير شعبان إلى أن في الفقه الإسلامي جوانب مشرقة ومتقدّمة لتمجيد الحريات والحقوق ومبادئ الكرامة الإنسانية والعدالة والمساواة والمشاركة والاعتراف بالآخر، وهي قيم إنسانية تنتصب، لتؤكد رافدنا العربي- الإسلامي للحضارة الكونيّة المتعدّدة.
منظومة حقوق
ولكون العالم العربي يحتاج إلى الأمن والأمان، والى تطوير منظومة الحقوق والحريات على أساس الحماية القانونية، بما يوفّر الأرضيّة للتخلّص من الفوضى والعنف، ويعزّز من الثقة بالشرعية القانونية وبشرعيّة الحاكم التي تستند على الدستور والقوانين، يلفت إلى أن «المثقف» يستطيع أن يكون ملهماً، كلّما كان خارج نطاق الانقسامات الطائفية والمذهبية والانحيازات المسبقة.
إلى ذلك، يتألّف الإصدار من خمسة فصول، ويحتوي على 12 ملحقاً توثيقياً، فمن الإهداء حتى الصفحة الأخيرة من الملحق الأخير، يستعرض القارئ «وجهاً مشرقاً للإسلام، التقت مصلحة الأضداد في حججه»، بهذه العبارة يختصر عضو مؤسّسة حقوق الإنسان والحقّ الإنساني سعد الدين بوّاب مضمون الكتاب الجديد، في حين يشير الأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت فريد الخازن إلى عدم إمكانية الإحاطة بالتيارات الإصلاحية والتحديثية التي تنساب في أوساط المسلمين «ما لم تُعطَ كتابات الدكتور عبد الحسين شعبان قسطها».
تراث وحداثة
بدوره، يلفت الناشر (دار بيسان) إلى أن المصنّف الذي يغترف من التراث الإسلامي «يتوقّف عند الفصل والوصل بين الخصوصية والعالمية، والاختلاف والائتلاف، بين النصّ الدولي والنصّ الإسلامي، مقدّماً قراءة جديدة تتجاوز التبعية والتغريب، فيما يتعلق بالتراث والحداثة، ويتوصل إلى التسامح، من خلال أسئلة العقل والنظرة إلى الآخر، فيبيّن معناه ومبناه دولياً وإسلامياً».
وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن الكاتب حائز على وسام وجائزة أبرز مناضل لحقوق الإنسان في العالم العربي للعام 2003، وعلى وسام اتحاد الحقوقيين العرب في يونيو 2005، وذلك تقديراً لجهوده على مدى سنوات عدة من النضال في سبيل حقوق الإنسان، هذا فضلاً عن كونه أمين عام منظمة العدالة الدولية وأمين عام مركز الدراسات العربي – الأوروبي.
المؤلف في سطور
د. عبد الحسين شعبان استشاري في عدد من المنظمات الحقوقية والثقافية والدوريات العربية، ألف أكثر من 50 كتاباً في القانون والسياسة والقضايا الفكرية، ومنها: «فقه التسامح في الفكر العربي – الإسلامي»، «العراق: الدستور والدولة، من الاحتلال إلى الاحتلال»، و«الصهيونية المعاصرة والقانون الدولي».
عن البيان الاماراتية
التعليقات مغلقة.