محمد موسي: هناك فساد فعلاً ونحن سنبقى في مواجهة الفساد أينما كان وفي أي موقع

190

 سكرتير اليساريّ الكرديّ ورئيس تجمع الديمقراطيين واليساريين محمد موسي لـ”Bûyerpress“: الحقوق القومية تتجسد في أن يكون للكرد إقليماً خاصاً بهم في ظل دولة اتحادية ديمقراطية في سوريا

محمد موسى

– هناك فساد فعلاً ونحن سنبقى في مواجهة الفساد أينما كان وفي أي موقع.

– المعارض ليس فقط من يجلس في مكان ما ويعلن معارضته لبشار الأسد أو للشخص الفلاني، المعارض الحقيقي من يمتلك رؤية سياسية واضحة صريحة سواءً على مستوى الأطر أم الأشخاص ويبلور مشروعاً سياسياً يتوقف عليه مستقبل البلاد.

– الأخوة الكرد الذين يتمثلون الآن داخل الائتلاف الوطني أخطأوا كثيراً في مرحلة تاريخية دقيقة لأنه كان من الأوْلى أن نحدد المسافة بيننا وبين المعارضين السوريين سواء أكانوا في الداخل أم في الخارج.

– هناك شيء يُحبَّك في الظلام من قبل بعض الأخوة المشاركين من أحزاب المجلس الوطني، و كان صالح كدو واحدا من المشاركين في هذا الوفد، وكان مشاركا في “الطبخة” وكان ضليعاً في  مثل هذه المطابخ.

– أقولها وبكل صراحة هناك مشاريع كردستانية ومحاور،  السبب الأساسي الذي خلق هذه الانقسامات خاصة بعد الحراك الثوري عام 2011  كان صراعات المحاور الكردستانية.

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

 

من بيئة فلاحية فقيرة، تدرج في العمل الحزبي إلى أن اُنتخِب سكرتيراً عاماً  للحزب في العام 1997 وما زال في منصبه حتى الآن، انتخب منذ فترة رئيساً لتجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد في سوريا.

– حبذا لو نتحدث عن تاريخ حزب اليساري الكردي في سوريا (أهمّ المنعطفات)؟

كانت الانطلاقة الأولى للحزب اليساري الكردي في سوريا عام 1965 بعد أن صاغ صفوف أول تشكيل حزبي كان باسم البارتي الديمقراطي الكردستاني خلافات كبيرة وعميقة بعد اعتقالات 1960-1962، حيث  الخلافات  كانت تدور حول أمور مهمة أولها ضرورة وجود حزب يمثل الشعب الكردي والطموح القومي، البعض من قيادات وكوادر الحزب كان يطرح عدم ضرورة وجود حزب بل اللجوء إلى تشكيل جمعيإضافة إلى تجذير الفكر القومي. كان هناك خلاف في قيادة الحزب وبين كوادره حول هل يشكل الكرد في سوريا شعباً بمقوماته الأساسية  أم أنّه جالية أو أقلية؟ دام هذا الصراع لفترة طويلة وأخيراً انتصر الفكر الذي طرحه اليساري الكردي في كونفراسه عام 1965 حيت باتت مسألة الشعب ومصطلح الشعب هو الأساس والمعتاد من قبل السياسيين الكرد وحتى  في الانقسامات التي حصلت فيما بعد.

المنعطف الثاني بالنسبة للحزب اليساري الكردي -والتي نعتبر أن له أهمية كبرى – هو التزامه بالفكر الماركسي  اللينيني في عام 1973 وهذا مهم لنا حيث أن تجذير الفكر الماركسي لدى الحزب كان ضرورة،  وهذا لا يعني ابداً أن يكون ذلك على حساب الفكر القومي؛ إذ أن الربط بين المسألة القومية والاجتماعية كانت بالنسبة لنا يعتبر اساسا مهما تبنى عليه سياستناو فكرنا وأيديولوجيتنا.

الحزب اليساري الكردي بالرغم من كل المراحل العصيبة التي مرت عليه  حورب من قبل أحزاب الحركة الكردية -للأسف الشديد- فقط كوننا نحمل إيديولوجية ماركسية، حوربنا في آواخر الثمانيات وحوربنا فيما بعد بمسميات مختلفة ولكن اليسار استطاع  أن يستمر بفكرهوإيديولوجيته المرنة، نحن لسنا متشنجين؛ منطلقنا قومي دون شك وإنْ كنا يساريين فيساريتنا كانت دائما في خدمة قضيتنا الوطنية والديمقراطية.

” الاتفاق الاستراتيجي بين حركة التغيُّر وبين الاتحاد الوطني الكردستاني واضح تماماً بأنه يسير باتجاه هذا الاتجاه ولا ينسجم أو يتناغم مع توجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني”.

 

– مازال اليساري يتبنى الفكر الماركسي؟

 لا زلنا نتبنى الفكر الماركسي، ولكنهابالنسبة لنا ليست فكراً جامداًبل هو عمل متغيرحسب متغيرات الوقائعوالمستجدات التي تأتي.لذلك نحن لازلنا ماركسين  قوميين بمعنى أدق؛ يعني الفكر الماركسي في خدمة توجهنا القومي أو الربط بين الفكر القومي والفكر الماركسي في الحزب هذا الربط له أهمية كبرى لأن النضال القومي والاجتماعي متلازمان ولا يمكن الفصل التعسُّفيِّ بينهما.

– كنت من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية الكردية والسورية، أين هو موقع محمد موسي سكرتير اليساري الكردي في الساحة السياسيّة الكرديّة، الآن؟

لازلنا نمارس عملنا السياسي، ولازلنا نمثل تياراً مهما في الحركة الوطنية والديمقراطية، حيث بات الحزب اليساري هو الوحيد الذي يمثل هذا التيار أعني التيار اليساري، فالحزب اليساري لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال من حيث أن له تاريخ طويل من نضال مستمر في مواجهة الاستبداد، ويتمتع بفكر عقلاني وموضوعي من حيث ملامسة القضايا المهمة في الداخل السوري ودمقرطة الحياة السياسية, وبشكل خاص بعد المستجدات الأخيرة ومن حيث ارتباطه المتجذر بالهمّ القومي للشعب الكردي، لذلك حاولنا وخاصة الفترة الأخيرة من بداية الحراك الثوري كان ومازال لنا الموقع المهم في هذه المواجهات، حيث لعب اليسار دورا مهما من أجل تجاوز حالة الانقسام الموجودة في الحركة الكردية، وقدم أكثر من مشروع وكان أهمهم مشروع  الهيئة التمثيلية للشعب الكردي، هذا المشروع الذي من خلاله يتبين وبوضوح كيفية دمج أو على الأقل كيفية نبذ الخلافات والانقسامات والوصول إلى شكل من أشكال التحالف أو التحالفات أو الجبهات بين الحركة الكردية على أسس حماية مصالح الشعب الكردي وأن تكون في خدمة هذه المصالح، إضافة إلى أنْ حزبنا يتمتع بجماهرية إلى حدٍّ بعيد،  يتمتع بشعبية، له تاريخ نضالي، وعلى الساحة السورية لنا علاقات جيدة مع العديد من الأطراف المعارضة في الداخل والخارج. كنا من المؤسسين لإعلان دمشق وعملنا لفترة طويلة في هيئة التنسيق وعملنا أيضا في التجمع اليساريين السوريين ولازلنا نتمتع بعلاقات مع العديد من الشخصيات.

تعلمون أن وضع المعارضة السورية في الفترة الأخيرة اهتز بعض الشيء وتحولت إلى طوائف وكتل، وللأسف الشديد رفعت راية العداء لبعضها البعض،  وحاولنا أن ننأى بأنفسنا من هذه الصراعات نقدر ونحترم كل من يمتلك مشروعاً ديمقراطياً بهدف دمقرطة الحياة السياسية في البلاد.

أقول إذا كان إقليم روجآفاي كردستان هو إقليم فدرالي أن يكون لهؤلاء الأخوة وهذه المكونات؛ إدارات ذاتية تفتح المجال أمامهم بممارسة حقوقهم السياسية والثقافية إضافة إلى مشاركتهم في المركز”.  

– معارضة الخارج؟

   ما إنْ ابتعدت هذه المعارضة عن همّ الشعب السوري –للأسف الشديد- كانت المسافة بيننا أيضا تبتعد، لذلك اعتقد أننا كنا نتمتع بعلاقات جيدة مع الائتلاف الوطني السوري ألا أن بابتعاده ولعبه دوراً لا يصبّ في خدمة اتجاه ملامسة القضايا الأساسية كما قلت في الداخل السوري وسّعت المسافة بينا وبين الائتلاف السوري، إضافة إلى أجندات إقليمية لعبت دوراً أيضاً وتحديداً تركيا كانت لها الدور الأبرز في ذلك. بهذه المناسبة أستطيع أن أقول: كل من يسمي نفسه معارضاً أنه ليس معارضاً من لا يحمل همّ الشعب السوري بكافة مستوياته؛ المعارض ليس فقط من يجلس في مكان ما ويعلن معارضته لبشار الأسد أو للشخص الفلاني، المعارض الحقيقي من يمتلك رؤية سياسية واضحة صريحة سواءً على مستوى الأطر أم الأشخاص ويبلور مشروعاً سياسياً يتوقف عليه مستقبل البلاد.

– هذه المعارضة المتمثلة بالائتلاف المعارض، هل هناك أمل أن تتبنى هذه المعارضة قضية الشعب الكردي في سوريا؟  

طالما  أنّ هذه المعارضة تعيش تحت ارهاصات وضغوطات قوى إقليمية معادية لأي حالة استنهاض قومي كردي لن تستطيع فعل ذلك.

والتمثيل الكردي داخل الائتلاف؟

أعتقد أن الأخوة الكرد الذين يتمثلون الآن داخل الائتلاف الوطني أخطأوا كثيراً في مرحلة تاريخية دقيقة لأنه كان من الأوْلى أن نحدد المسافة بيننا وبين المعارضين السوريين سواء أكانوا في الداخل أم في الخارج. هذه التسمية بالنسبة لي ليست دقيقة أن تكون المسافة بيننا على أسس وعلى قاعدة ومعايير موقفها من القضية القومية للشعب الكردي.

– أي المعارضات قريبة إلى تبني قضية الشعب الكردي في سوريا، معارضة الداخل أم الخارج؟

حتى الآن وبشكل خاص، بعد الطرح الأخير التي تم رفعه من قبل قوى الإدارة الذاتية الديمقراطية فدرالية روجآفاي كردستان وفدرلة الحياة السياسية في سوريا، الداخل والخارج سواء بسواء؛ موقفهم واحد ولا يوجد موقف متقدم لا من الداخل على الخارج ولا من الخارج على الداخل.

– لو نتحدث عن بداية تشكيل المجلس الوطني الكردي كنتم من مؤسسيه، أهم العراقيل والأحداث التي واجهتكم داخل المجلس بعد التأسيس؟

بداية، كان عملنا جيداً واستطعنا أن نسير بخطى حثيثة بهدف القيام بما يخدم شعبنا وعلى كل المستويات ولكن للأسف الشديد نتيجة لأجندات -أقولها وبكل صراحة- كردستانية وإقليمية حدث تناقض وشرخ كبير بين الأطراف أو الأحزاب المؤسسة للمجلس. افترقنا نحن والأخوة في المجلس الوطني الكردي وببيان بعد أن أعلن المجلس انضمامه للائتلاف الوطني السوري دون أن يكون هناك شروط لبلورة موقف الائتلاف السوري، حيث كان الموقف سلبيا جداً آنذاك، وأعطيت العديد من التصريحات من قبل رموز الائتلاف الوطني السوري، و التصريح الأبرز حينها كان موقف الدكتور برهان غليون والذي أكنّ له على المستوى الشخصي كل الاحترام, كنا حينها في هولير, ثلاثة من رفاقنا في المجلسين ذهبوا ونيابة عن المجلسين إلى قطر، وتقدموا بمقترحات طلبوا من الائتلاف السوري أن يظهر موقفه بشكل واضح وصريح تجاه القضية القومية للشعب الكردي، وإنْ لم يكن ذلك  فلسنا مستعدين للانضمام للائتلاف. للآسف الشديد كان هناك شيء يُحبَّك في الظلام من قبل بعض الأخوة المشاركين في المجلس من أحزاب المجلس.

” أنا أقول لا يوجد حزب يساري آخر، هذا كلامي وهذا جوابي، صالح كدو بالذات لم يكن حزباً، ولم يأتِ باسم حزب، أدخلناه إلى حزبنا كشخص قيادي وآخرين معه لا يتجاوز عددهم أحد عشر شخصاً “

– في ذلك اللقاء كان ممثلكم صالح كدو وكان الدكتور عبد الحكيم بشار وكان الشخص الآخر من المجلس في قطر؟

لا، صالح كدو حينها لم يكن في الحزب اليساري الكردي كنا قد افترقنا. كدو شارك باسمه وباسم حزبه هناك، وبناءً على ترتيبات ومطابخ من قبل بعض الأحزاب المتنفذة داخل المجلس كان صالح كدو واحدا من المشاركين في هذا الوفد، وكان مشاركا في “الطبخة” وكان ضليعاً في  مثل هذه المطابخ.

سافروا إلى هناك وزوّدناهم بشروط معينة؛ وهو أن يكون هناك موقف واضح تجاه القضية القومية للشعب الكردي. للأسف الائتلاف الوطني السوري لم يظهر موقفاً، وفيما بعد أظهر مواقف سلبية جداً وعدائية تجاه الشعب الكردي كان هذا هو السبب الأساسي، واصدرنا حينها بيان انسحاب -كان سياسياً بامتياز- أعلنا فيه انسحابنا من المجلس الوطني الكردي للأسباب التالية: عدم وضوح موقف الائتلاف الوطني السوري تجاه القضية القومية للشعب الكردي.

– تحدثت عن أجنداتكردستانية و إقليمية “الكردستانية منها والإقليمية”؟  

الكردستانية والإقليمية، أقولها وبكل صراحة هناك مشاريع كردستانية ومحاور،  السبب الأساسي الذي خلق هذه الانقسامات خاصة بعد الحراك الثوري عام 2011  كان صراعات المحاور الكردستانية- تعلمون جيداً- خاصة محور الاخوة في البارتي الديمقراطي الكردستاني -العراق؛ كان له أجندات وهناك محور آخر مشروع الـ PKK  تضارب وتناقض هذه المشاريع تسبب في عدم الوصول إلى توافق. أقول وبوضوح إذا كنا نرغب أن نحقق في ما نسعى إليه من توحيد إرادة الحركة السياسية  الكردية وبمشروع سياسي كردي لا بد لهذه المحاور أن تتوافق، أما بالنسبة للأجندة الإقليمية فكان تأثيرها المباشر على المجلس الوطني الكردي وارتباطها بعد انضمامها للائتلاف الوطني السوري وإلى المجلس الوطني السوري قبل ذلك. وبعد انضمامها للائتلاف كانت التأثير التركي واضحاً!؟.

– تقصد أن التفاهم بين البارتي الديمقراطي الكردستاني – عراق وحزب العمال الكردستاني هو حل للمشاكل الكردستانية في الأجزاء الأربعة؟

أقول ذلك لأن التوافق بين الجانبين يضع اللبنة الأولى في اتجاه الحل لا انكر دور الآخرين، الأخوة في الحركة الكردستانية أما الصراع القائم هو صراع بين مشروعين؛ مشروع حزب العمال الكردستاني ومشروع آخر وهو مشروع حزب الديمقراطي الكردستاني – عراق.

– الاتحاد الوطني الكردستاني هل خرج من ملعب السياسية الكردستانية؟

لم يخرج، ولازال قائماً وله دور جيد على صعيد علاقته مع العديد من الحركة الكردية والكردستانية وعلى صعيد مواقفه الإيجابية التي يبديها بين الفينة والأخرى موقفه داعم لما يجري في روجآفا وما تحقق من مكاسب.

– إذاً هو ضد – ربما  – يعني بعض مشاريع الديمقراطي الكردستاني؟

ضد أو مع، هذه ليست مشكلتي، لن أتكلم باسم الاتحاد الوطني الكردستاني. قراءتي أن هناك خلافات واضحة وصريحة الاتفاق الاستراتيجي بين حركة التغيُّر وبين الاتحاد الوطني الكردستاني واضح تماماً بأنه يسير باتجاه هذا الاتجاه ولا ينسجم أو يتناغم مع توجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني.

– بداية انسحبتم من المجلس الوطني الكردي ببيان سياسي، كيف تم التعامل  في البداية مع مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية من قبل اليساري الكردي؟

انتظرنا فترة طويلة نراقب الوضع وبأي اتجاه يسير كنا نتابع الوضع عن قرب وعن كثب، وحاولنا أن نبني علاقة بشأن ثنائي مع العديد من الأحزاب داخل المجلس الوطني الكردي وكنا نلتقي بمناسبة وغير مناسبة مع الأخوة في مجلس غرب كردستان آنذاك. قراءتنا الدقيقة للوضع أن الوضع في روجآفاي كردستان يسير باتجاه إيجابي وأن هناك  نواة مقاومة تتشكل في مواجهة الاستبداد والإرهاب بهدف خلق حالة من الإدارة على الأقل لتجاوز هذه الأزمة وحالة الفوضى هذه وتأمين شكل من أشكال الأمن والاستقرار وتلبية حاجات الناس. نحن لا نفهم هذه الإدارة بأنها مجرد تلبية لحاجات الناس، نحن نفهمها كنموذج للحل على المستوى السوري. وفي الحزب اليساري الكردي؛ قررنا الانخراط في هذه الإدارة ونستطيع القول: إننا من الأحزاب الفاعلة في الإدارة الذاتية الديمقراطية أنها ليست مجرد تسمية أو رقم يضاف إلى ما سبقه من أرقام وسنستمر بهدف تعزيز الخندق المقاوم.

– لماذا لم تنضموا إلى أحزاب حركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem

نعتقد أنه سابق لأوانه، لذا قررنا أن نبقى كما نحن. وفي الفترة الأخيرة أعلنا عن تجمع يضم خمسة أحزاب ومن ضمنها حزبنا ألا وهو التجمع الديمقراطيين و اليساريين الكرد في سوريا.

هناك العديد من الأسباب قد تكون خلافية سياسية فكرية هناك مشاريع تُطرح، أنا لا أقول أن هناك تناقض بيننا وبينهم حركة المجتمع الديمقراطي بالعكس هناك توافق، لكن هناك تباين في العديد من المواقف أعتذر عن الادلاء بها.

نحن نؤمن بأن إقليم روجآفاي كردستان هو إقليم ذات الطابع الكردي الكردستاني الغالب، هذه قد يكون فيها خلط لدى البعض من الأخوة في الحركة السياسية الكردية.  نقول روجآفاي كردستان تاريخياً جزء من كردستان. وواقعياً الأغلبية من أبناء الشعب الكردي ولا ننكر أيضاً أننا نتعايش منذ مئات السنين بغض النظر عن المشاريع التي طبقت فيما بعد مع البعض من الأخوة من المكون العربي والآشوري والسرياني”.

– كان هناك حالة توحيد بين حزبكم و الحزب الذي يترأسه السياسي صالح كدو، سرعان ما حدث انشقاق بينكم وتم الإعلان عن حزب يساري آخر، ما هي الأسباب؟

أقولها بكلّ صراحة لا يوجد حزب يساري آخر، وليس من باب الحزبية المفرطة.

– هناك الحزب اليساري الديمقراطي الكردي في سوريا وكان سكرتير الحزب جزء من الإدارة الذاتية وتسلم منصب وزير الخارجية؟

أنا أقول لا يوجد حزب يساري آخر، هذا كلامي وهذا جوابي، صالح كدو بالذات لم يكن حزباً، ولم يأتِ باسم حزب، أدخلناه إلى حزبنا كشخص قيادي وآخرين معه لا يتجاوز عددهم أحد عشر شخصاً، وأنا الذي كنت أشرف على عملية الدمج. للآسف الشديد لم نكن نتوقع بأن صالح كدو فقط لديه أحد عشر شخصاً مرتبطين معه بولاءات عائلية، هذا صهر وذاك قريب، وهذا ابن الأخ وهذا..

بعد ذلك أعطيناه كل شيء وأفسحنا له المجال وتولّى منصب نائب سكرتير الحزب وبحكم وجودي في منطقة أخرى بعيدة عن القامشلي أصبح السيّد صالح كدو في موقع المواجهة ولكن -للآسف الشديد- استطاع أن يستغل هذا الدور ويلعب مع الأحزاب والقوى السياسية بشكل يتناقض تماماً مع التوجهات السياسيات الحزبية، لذا كنا مضطرين بالاستعجال في عقد مؤتمرنا قبل آوانه وتم دعوة صالح كدو وأخوة آخرين تكاتفوا معه من الحزبيين اليساريين الذين لم يتجاوز ثلاثة أو أربعة أشخاص. إضافة إلى مجموعته الأخرى تم دعوتهم إلى المؤتمر، وفي مساء المؤتمر الذي ينعقد يوم غد تماماً تفاجأنا ببيان يخرج باسم الحزب اليساري الديمقراطي. في كل الأحوال اعتقد في إحدى أعداد جريدتكم  ذكرتم أن هناك خمسين حزباً أو ينوف. برأيي كل من يسمي نفسه باسمٍ ما هذا لا يعني أنه يملك مقومات بناء حزب أو تنظيم.

” تم تجاوز العديد من العقبات، ولم تكن في الحالة الميدانية فقط، بل كانت هناك عقبات سياسية أيضاً في ظل هجوم سياسي من كل حد وصوب. صبر وثبت أكرم حسو وكان بالتعاون مع طاقمه الوزاري استطاع أن يتجاوز تلك الحالة العصيبة، نحن الآن نعيش المرحلة الثانية، روجآفا  تعيش حالة استثنائية.. أنا أقيمها بالإيجابية رغم كل العقبات التي اعترضت طريقها. “

– أنت لا تعترف بحزب اليساري الديمقراطي الكردي في سوريا؟

أقول إنّ هناك مجموعة من الأشخاص تعمل بهذا الاسم ولا يوجد شيء اسمه اليساري الديمقراطي. انضم إلينا السياسي صالح كدو بـ  11 عضواً وخرج بـ 11 عضوا زائد 3-4.

– أهم المشاريع التي قدمها اليسار الكردي إلى جسم  هذه الحكومة الإدارة الذاتية؟

شاركنا في مجمل الاجتماعات والمداولات التي تمت في كافّة المؤسسات التشريعيّة والتنفيذية، وأبدينا رأياً وموقفاً بأنّ روجآفاي كردستان يجب أن تبنى على قاعدة حقوقية، قاعدة حماية حقوق المواطن أي مواطن بغضّ النظر عن انتماءاته على قاعدة فسح المجال أمام الجميع ليلعب دوره في تطوير العملية السياسية وفي تجذير الحالة الديمقراطية. أما فيما بعد حين تم طرح مشروع الفدرالية تقدمنا بمشروع مستقل باسم التجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد في سوريا تحت عنوان “فدرالية روجآفاي كردستان” وخلق هذا المشروع جدلاً كبيراً ليس في الوسط السياسي فقط بل حتى في الوسط الشعبي.

– هل حاربتم الفساد في جسم الإدارة الذاتية الديمقراطية؟

نعم، تعرفون جيدا لأن حزبنا هو الحزب الوحيد الذي دخل انتخابات المجالس البلدية بمفرده منذ فترة، وتقدمنا ببرنامج انتخابي وكان أحد النقاط البارزة فيه هو محاربة الفساد. لا بد هناك مرحلة انتقالية تتم ونحن شرقيون، ونحن تركة نظام استبدادي فاسد لابد أن تنخرط بعض العقول المريضة في مؤسسات الإدارة وتلجأ إلى إفسادها نحن  نحارب هناك فساد فعلاً ونحن سنبقى في مواجهة الفساد أينما كان وفي أي موقع.

– أهم ملفات الفساد التي عالجتموها في الإدارة الذاتية؟

لست عضواً في موقعٍ ما في الإدارة الذاتية الديمقراطية، لدينا ممثل هو رئيس هيئة التربية، أما الملفات بمعنى ملف الفساد لست مطلعاً على ذلك.

– هل الفساد مستشري في الإدارة الذاتية؟

أنا لا أقول مستشري، ولكن لا يعني انه لا يوجد، نحن لا نعيش مجتمعاً كمجتمع الملائكة، لا أبداً.

– كيف وقفتم أمام الارتفاع الجنوني للمواد الأساسية اليومية للمواطن، حيث يتهم بعضهم التجار المقربين من الإدارة الذاتية بها؟

لا شكّ، هناك احتكار واستغلال، بغض النظر عن مواقع هؤلاء المستوردين. من خلال إعلامنا ركزنا على هذه المسائل والقضايا الاقتصادية وقضية الغلاء وأيضاً في آخر اجتماع لأحزاب الإدارة الذاتية الديمقراطية تم مناقشة هذا الموضوع وبشكل موسّع وكان التوافق حول الموضوع أنه يجب أن تحارب ويجب أن ندرس هذه المسائل بدقة تماماً، ونعمل جاهدين لفسح المجال أمام البضائع التي من الممكن أن تدخل إلى روجأفاي كردستان، إضافة إلى أن الأجور ليست بالمستوى المطلوب في ظل هذا الارتفاع الفظيع للأسعار. هناك من يعمل في الإدارة الذاتية الديمقراطية بمبلغ 25 ألف أو ثلاثين ألفاً، وباعتقادي أنه لا يكفي قوت أسبوع. كنت من المداخلين الذين أسهبوا في هذا المجال أنه يجب أن نلتفت إلى الأجور التي لا تكفي ولا تفي بالغرض وأن نتجنب الروتين الذي يتم أمام المداخل لإدخال هذه المواد إضافة إلى أن هناك عوامل الموضوعية هي ليست بإرداتنا، روجآفا محاصرةمن الشمال والجنوب والشرق وهذه المسألة ليست بإرادتنا.

– الأجور القليلة لموظفي الإدارة الذاتية الديمقراطية تشكل – ربما – حالة من  الاختلاس؟

انا لا أقول الأجور القليلة، لأن من يختلس لو اعطيته نصف روجآفا  سوف يختلس، أعتقد أن ارتفاع الأجور وتحقيق التوازن بين الأجور والأسعار حتى إنْ لم يكن محققاً مئة بالمئة على الأقل 60% أو 70% يرفع شيئاً من هم المواطن ويرفع ثقل هذا الغلاء عن كاهله بعض الشيء.

نحن نحترم الجميع ونؤكد بأننا لسنا على مسافة واحدة من الجميع، نحن على مسافة أكثر قرباً ممن يبدون تأييدهم ودعمهم المسيرة النضالية في روجآفاي كردستان في هذه الظروف العصيبة”.

– ما هو تقييمكم لفترة حكومة السيد أكرم حسو؟

كانت البداية، والبداية تعترضها مشاكل وإشكالات كبيرة، أحترم شخصية الأخ  الأستاذ أكرم حسو كان نشطاً فاعلاً وديناميكياً وميدانيا بنفس الوقت؛ تم تجاوز العديد من العقبات، ولم تكن في الحالة الميدانية فقط، بل كانت هناك عقبات سياسية أيضاً في ظل هجوم سياسي من كل حد وصوب. صبر وثبت أكرم حسو وكان بالتعاون مع طاقمه الوزاري استطاع أن يتجاوز تلك الحالة العصيبة، نحن الآن نعيش المرحلة الثانية، روجآفا  تعيش حالة استثنائية.. أنا أقيمها بالإيجابية رغم كل العقبات التي اعترضت طريقها.

– في الآونة الأخيرة أعلنتم عن تشكيل جسم سياسي جديد تحت مسمى (تجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد في سوريا) أهم أسباب إعلان هذا الجسم والرؤى الجديدة التي طرحتموها؟

تعلمون جيداً أنّ الحركة الكردية تعاني من انقسام وأن الاصطفاف على أساس فكري وسياسي أمر طبيعي. هناك العديد من التشكيلات التي أعلنت في الفترة الأخيرة، نحن في أحزاب التجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد بعد حوار دام ستة أشهر بين أطرافنا وأحزابنا توصلنا إلى مشروع  سياسي تم التوافق عليه على المرتكزات الأساسية التي تجمع هذه الأحزاب. ميدانيّاً نعتبر أحزابنا جزء من الخط المقاوم في مواجهة الاستبداد والإرهاب (الاستبداد والإرهاب ) أكرر هذه النقطة المهمة والمركزية التي جمعت بين هذه الأحزاب، والنقطة الثانية: نعتبر أنفسنا جزءً من الإدارة الذاتية الديمقراطية، بالرغم من أن هناك عوائق إلا أننا سوف نساهم كتجمع ديمقراطيين ويساريين لإزالة هذه العوائق  التي تعترض مصير التطور في روجآفاي كردستان إضافة إلى أن البنية القومية لهذه الأحزاب تجسدت في طرح مشروع فدرالية روجآفاي كردستان، هذه أيضاً كانت الجامع بين هذه الأحزاب.

– جاء في بيان الإعلان عن التجمع: الشعب الكردي يتمتع بحقوقه القومية والديمقراطية في ظل نظام حكم فدرالي، هل لكم أن تشرحوا لنا هذه الحقوق القومية والديمقراطية؟

الحقوق القومية تتجسد في أن يكون للكرد إقليماً خاصاً بهم في ظل دولة اتحادية ديمقراطية في سوريا، نحن شعب. وسوريا المركزية تجاوزَها الزمن سوف نعمل وجنباً إلى جنب مع أخوتنا ممن يؤمنون ببناء دولة اتحادية ديمقراطية. والحقوق الديمقراطية هو حق العمل السياسي وتشكيل الأحزاب والمسيرات والمظاهرات والاعتصامات وإصدار الجرائد والمطبوعات واحترام حقوق الإنسان، هذه كلها حريات عامة.

– أيضا جاء في البيان: بضرورة توحيد المقاطعات الثلاث وإيجاد حل للمكونات الأخرى التي تعيش في المناطق الكردية، ما هو الحل برأيك؟

نحن نؤمن بأن إقليم روجآفاي كردستان هو إقليم ذات الطابع الكردي الكردستاني الغالب، هذه قد يكون فيها خلط لدى البعض من الأخوة في الحركة السياسية الكردية.  نقول روجآفاي كردستان تاريخياً جزء من كردستان. وواقعياً الأغلبية من أبناء الشعب الكردي ولا ننكر أيضاً أننا نتعايش منذ مئات السنين بغض النظر عن المشاريع التي طبقت فيما بعد مع البعض من الأخوة من المكون العربي والآشوري والسرياني.

– الحل بالنسبة لكم؟

أقول إذا كان إقليم روجآفاي كردستان هو إقليم فدرالي أن يكون لهؤلاء الأخوة وهذه المكونات؛ إدارات ذاتية تفتح المجال أمامهم بممارسة حقوقهم السياسية والثقافية إضافة إلى مشاركتهم في المركز.

– أيضاً جاء في بيانكم بتسمية الفدرالية بـ(فدرالية روجآفاي كردستان) وكنتم كحزب شاركتم في الإعلان عن مشروع فدرالية روجآفا- شمال سوريا؟  يعني فُقد مصطلح “كردستان”  في مشروع الفدرالية، كيف تشرح لنا ذلك؟

لم يفقد بالعكس، نحن في تجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد رؤيتنا واضحة وصريحة .. فدرالية روجآفاي كردستان. نحن في مداولتنا مع الأخوة في الحركة السياسية والمشروع الذي طُرح بعد مؤتمر رميلان كان الرأي الغالب هو فدرالية روجآفا – شمال سوريا، وليس شمال سوريا – روجآفا. هذا رأي الأغلبية، و كوننا جزء من الإدارة الذاتية و جزء من قوى الداخل التي تعمل في هذا الاتجاه كتجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد  يحق لنا التحفظ في رأينا. لازالت النقاشات مستمرة حول هذا الاتجاه، أما ما تم تسويته على المستوى العام بفدرالية روجآفا – شمال سوريا هذا لا يمثل رأينا، بل يمثل رأي الغالبية وشيء طبيعي أن تتقبل هذه الفكرة.

–  لأول مرة يلاحظ وجود أحزاب ايكولوجية (مهتمّة بالبيئة) ضمن “تجمعكم”، هل وجود هكذا أحزاب حالة صحية، وماهي أسباب وجودها داخل التجمع؟

أقول أن لها ضرورة،كأحزاب الخضر وأحزاب البيئة موجودة في كل أنحاء أوربا  والدول الديمقراطية، شيء طبيعي في ظل المناخات المتوفرة  حالياً في روجآفاي كردستان أن تبرز مثل هذه الاتجاهات، أقول أن لها مبرر ويجب أن تكون، ويجب أن تدعم من قبل القوى الأخرى، هناك أحزاب ديمقراطية، ليبرالية، ايكولوجية، قومية، وأحزاب ماركسية مجمل هذه التلوينات لها مبررها الموضوعي ويجب أن يتم حمايتها وأن تصان بقوانين تسنّ في روجآفاي كردستان.

– هل سيكون التجمع من أولى الاطارات التي سينضم إليها الأحزاب المجتمعية والحركات الحديثة؟

قررنا من خلال مشروعنا، أن أبواب التجمع مفتوحة أمام كل من يتقبل هذا المشروع السياسي عندما نقول يتقبل هذا المشروع السياسي، ليس بمعنى أنه ليس له حق النقاش، له حق النقاش والتعديل. الأبواب ليست مغلقة أمام أي جهة تحاول الانخراط في صفوف التجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد.

– برأيك أهم أسباب فشل الاتفاقات الكردية – الكردية؟

أحيانا، البعض يدفع باتجاه أنها تابعة للنزعة الذاتية لدى قيادات الحركة الكردية، أقول قد تكون النزعة الذاتية سبباً ولكن السبب الرئيس يعود إلى التناقضات الفكرية والسياسية وتعاملها مع المعطيات التي تبرز بين الفينة والأخرى خلال هذه المسيرة الطويلة.

“لن ينجح، والسبب لأقدم لك مثالاً لازال حبره لم يجف، حصل اتفاق استراتيجي بين حركة التغيير (كوران) والاتحاد الوطني الكردستاني وهذه باعتقادي مسألة انعطافيه لابد أن تبدي موقفاً باتجاهها سلباً أو إيجاباً. لم يستطيع التحالف اصدار بيان باسم التحالف لجأ صالح كدو إلى إصدار بيان باسم حزبه، أما نحن في تجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد أصدرنا بياناً داعماً لمثل هذا التحول والاتفاق”.

– الساحة السياسية الكردية في روجآفاي كردستان تشهد توتر سياسي حاد خاصة بين حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي. دوركم أنتم الإطارات الأخرى في الحل أو الرؤية المشتركة؟

لم نقف في يوم من الأيام مكتوفي الأيدي باتجاه أي توتر يحصل في  أي مرحلة من المراحل، ولكن لنا رؤيتنا أيضاً، أنه من المطلوب من الأخوة في المجلس الوطني الكردي أن يخطو الخطوة الأولى في اتجاه تخفيف التوتر والذي يتجسد بانسحابه العلني من الائتلاف الوطني السوري وتخلصه من الأجندات الإقليمية التي باتت تشكل ثقلاً كبيراً على كاهل الحركة السياسية الكردية.

– أين يقف تجمع الديمقراطيين من المحاور الكردستانية؟

نحن نحترم الجميع ونؤكد بأننا لسنا على مسافة واحدة من الجميع، نحن على مسافة أكثر قرباً ممن يبدون تأييدهم ودعمهم المسيرة النضالية في روجآفاي كردستان في هذه الظروف العصيبة.

– يعني أفهم منك أنتم علاقتكم في التجمع ليست جيدة مع الديمقراطي الكردستاني – عراق؟

للآسف الشديد حتى الآن لا توجد علاقات بيننا، لا توجد علاقات نهائياً.

– لماذا لم تنضم أحزابكم “التجمع” الى التحالف الوطني الكردي في سوريا؟

لم نكن متفقين في العديد من المسائل وأبرزها : مسائل سياسية والموقف من المحاور الكردستانية ومصداقية البعض من هذه الأحزاب التي شاركت أو ساهمت في تشكيل هذا التحالف.

– من كان العائق أمام ذلك؟

لا أريد أن أسمي، أعذرني.

– من كان يقف عائقا أمام دخولكم في هذا جسم التحالف؟

استمرينا في الحوار للعديد من الأشهر، وأعلنا المبادئ. وكان حزبنا هو الذي ساهم في وضع هذه المسودة وبمشاركة الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردي السوري الذي يقوده الأخ الاستاذ شيخ جمال توصلنا إلى اتفاق وتم التوقيع من قبل أحزابنا السبعة وفوجئنا بعد نصف ساعة أن المشروع تعطّل وفي ليلتها بالذات تم إعلان نفس البيان الذي تم الاتفاق عليه والتوقيع من قبل سبعة أحزاب بخمسة تواقيع، لماذا؟

تستطيع أن تسأل هؤلاء، أعتقد أنه لا مبرر أبدا. كانت هناك ضغوطات خارجية من قبل جهات حاولت نسف هذا المشروع ومن لجأ إلى مثل هذه الأساليب التي لم تمر عليّ وأنا بما يقارب الخمس عقود في الحركة السياسية الكردية لم أرَ في حياتي، ولم يمرّ عليّ مثل هذا الأسلوب وهذه الأخلاقية في التعامل. نتفق، نوقع، نذهب، نعد برنامج لمشروع يوم غد بعد نصف ساعة نواجه بانقلاب من قبل الآخرين؛ انقلاب ليس علينا فقط، بل على حزبيْنا اليساري الكردي والكردي السوري هذا الانقلاب هم يستطيعون تبريره لا أعتقد أنهم يستطيعون تبريره. وبالرغم في المرحلة الثانية وبتدخل من جهة كردستانية التقينا أيضاً. وطلبنا منهم وسألنا عن الموضوع، ولكن كان هناك قرار يجب أن لا يتم ولا يجب أن ينجح هذا المشروع.

– من يدعم التحالف؟

حتى الآن لا أعرف من يدعم التحالف، لا توجد جهات تدعم التحالف .

– لقد كنتم في حيثيات بناء التحالف كما أخبرتنا، ولديك كافة المعلومات عن الجهات التي شكلت ودعمت التحالف مادياً ومعنوياً ؟

لا أعتقد أن هناك جهات تدعم مالياً لم أكن في اللجنة المالية للتحالف، بل كانت هناك جهات ترحب بتشكيل مثل هذا الإطار عله يسير باتجاه تحقيق توازن في الحركة السياسية الكردية في روجآفاي كردستان، خرج هذا الإطار عن منحاه بعد الانقلاب الذي حصل من قبل خمسة أحزاب على الحزبين المشاركين اللذين لهما الدور الابرز في تشكيل هذا الإطار.

– هل سينجح التحالف أن يكون إطارا سياسيا ورقما صعبا في المستقبل في الشارع السياسي الكردي؟

لا، والسبب لأقدم لك مثالاً لازال حبره لم يجف، حصل اتفاق استراتيجي بين حركة التغيير (كوران) والاتحاد الوطني الكردستاني وهذه باعتقادي مسألة انعطافيه لابد أن تبدي موقفاً باتجاهها سلباً أو إيجاباً. لم يستطيع التحالف اصدار بيان باسم التحالف لجأ صالح كدو إلى إصدار بيان باسم حزبه، أما نحن في تجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد أصدرنا بياناً داعماً لمثل هذا التحول والاتفاق.

– لماذا كان يخشى التحالف من إصدار هكذا بيان؟

أعتقد، أن المسألة لم تتبلور في عقول البعض من أطراف التحالف ولم يحسموا الأمر بالنسبة لتحديد مواقعهم.

– كيف تتابعون التحركات السياسية للتقدمي الكردي، خاصة بعد عودة سكرتير الحزب الى روجافاي كردستان؟

نأمل أن تسفر هذه التحركات عن خلق وضع إيجابي داخل الحركة السياسية وأن تساهم في بلورة مشروع سياسي كردي موحد لتجاوز التناقضات القائمة، هذا أملنا. ولكن إلى أين يسير لا يوجد وضوح حتى الآن في طرح الحزب الديمقراطي التقدمي، ماذا يريد؟ وإلى أين يتجه؟ نأمل من الأخوة توضيح موقفهم تجاه مجمل القضايا والعمل في العلن علّهم يسمعون أصواتاً تدعمهم وتساندهم.

– أين سيكون موقع التقدمي في الأيام القادمة؟

أعتقد أن التقدمي هو الذي يستطيع أن يحدد موقعه، وموقعه يتحدد من خلال السياسيات التي يتبعها في المرحلة القادمة.

– هل سينضم إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية؟

حتى الآن لا وضوح.

– للتحالف؟

قد يكون هناك غزل بينهم وبين حزب في التحالف الوطني الكردي، هذه موازنة قديمة، ولكن هل سينضمون؟! حتى الآن أقول الحزب الديمقراطي التقدمي لم يحدد الاتجاه الذي سوف يسير عليه بعد عودة سكرتير الحزب.

هل توجد مغازلة سياسيّة بين التقدمي والإدارة الذاتية؟

لا توجد مشادات، ولا اعتقد أنه توجد مغازلات أيضاً.

– هل تعتقد بأن حلّ القضية الكردية هو بيد الكرد الآن، أم مازال في دمشق؟

دمشق بمعنى اعتبارها عاصمة للوطن السوري عموماً هذه مسألة, أما دمشق بمعنى أن النظام هو الذي سوف يلعب هذا الدور، أعتقد أن الاستبداد عموماً والنظام بشكل خاص فشل في ملامسة القضايا المطروحة في الداخل السوري؛ ومنها القضية الكردية مسيرة أكثر من خمسين سنة مع المراحل المتعاقبة بالنسبة لحزب البعث عام 1963 وبعدها 1968 وعام 1970 مرحلة  حافظ الاسد وبعده بشار الاسد, أعتقد أنهم فشلوا في ملامسة القضايا المطروحة ليست القضية الكردية فقط، بل مجمل القضايا المطروحة على الساحة السورية؛ الاستبداد لا يمتلك حلاً ولا يمتلك مشروعاً وفشل فشلاً ذريعاً. أقول قد يكون الحل في دمشق المستقبل لأنه ؛من الطبيعي طالما أن الكرد لا يمتلكون أي توجُّه انفصالي وأن المسألة تتعلق بدمقرطة الحياة السياسية في البلاد وبناء بديل ديمقراطي اتحادي مع من سنبني سوريا الاتحادية الديمقراطية، أكيد مع الطيف الوطني الديمقراطي الغيور على مصلحة الوطن والغيور على وحدة  البلاد. متأكدون بأنّ العلاقة مع الآخر السوري الوطني الديمقراطي ضرورة في هذه المرحلة.

– يعني لو جاء النظام تحت ضغوط دولية وطرح حل جذري للقضية القومية الكردية في سوريا؟

قلتم تحت ضغوط دولية.. إذاً هذه إرادة دولية

– هل ستفاوضون النظام؟ 

النظام فشل ولا يمتلك أي استعداد، والنظام يحاول بشتى الوسائل تشويه الحالة السياسية وتشويه الحراك الثوري الذي تم في سوريا وللآسف الشديد تحول عن مساره الحقيقي وتحول إلى صراع طائفي مذهبي.

النظام لا يمتلك مشروعاً للحل. هذه الافتراضات بالنسبة لنا غير مقبولة أبداً، الاستبداد فشل.  نعتقد أن الاستبداد والإرهاب بالنسبة لنا كقضية قومية كردية في روجآفاي كردستان وداخل سوريا وجهان لعملة واحدة. وقد برز ذلك تماماً وبوضوح خلال الطرح الفدرالي الذي تم بعد مؤتمر رميلان، حيث استنفر النظام واستجمع قواه ليهاجم سياسياً وإعلامياً وخلق البعض أو العديد من الاستفزازات في إقليم روجآفاي كردستان وفي الجزيرة تحديداً، وهكذا بالنسبة للمعارضة أيضاً معارضة الائتلاف تحديدا كان الهجوم عاصف ولم نميز في حينها أن هذا ينتمي إلى دائرة النظام أو ينتمي إلى دائرة معارضة الخارج.

– كلمة أخيرة؟

أملي أن نعمل جميعاً باتجاه واحد، اتجاه تعزيز خط المقاومة؛ مقاومة شعبنا لكافة المشاريع المخططة والتي تستهدف وجودهم وباتجاه بناء روجآفا ديمقراطية حرة تعددية تحترم حقوق الإنسان.

نُشر الحوار في العدد 44 من صحيفةBûyerpress

2016/6/1

حوار1 حوار2

 

 

التعليقات مغلقة.